الجديدة.. أسبوع موسوم بالجدل الذي أثاره التوقيت المدرسي وبتفاعل السلطات
الجديدة.. أسبوع موسوم بالجدل الذي أثاره التوقيت المدرسي وبتفاعل السلطات

الأسبوع التي ودعته عاصمة دكالة، لم يكن عاديا أو اعتياديا، بالنظر، أولا، إلى طبيعة الأحداث أو الحدث البارز الذي تصدر المشهد اليومي لسكان إقليم الجديدة، والذي يكمن في خروج التلاميذ والتلميذات إلى الشارع، في ردة فعل على التوقيت المدرسي الجديد، الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية، بعد أن دخل حيز التنفيذ، الأحد ما قبل الماضي، المرسوم الذي أصدرته الحكومة، الجمعة 26 أكتوبر 2018، والذي يقضي بتثبيت التوقيت الصيفي طيلة السنة، أي بإضافة 60 دقيقة إلى الساعة القانونية (غرينتش + 1)، المحددة في تراب المملكة المغربية، بموجب الفصل الأول من المرسوم الملكي، الصادر سنة 1967.. وثانيا، بالنظر  إلى التفاعل الإيجابي،  والثقل الذي تدخلت به السلطات التربوية، بتنسيق مع السلطات العاملية والإقليمية والمحلية، لاحتواء الوضع المتأزم، الذي ظل تحت السيطرة، والذي لم يكن ثمة ما يبرره، ولامتصاص غضب التلاميذ المحتجين، الذين يكون حصل لديهم، على ما يبدو،  خطأ في فهم واستيعاب الإجراءات التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية.

فبثقل هذا الحدث الذي أثار جدلا واسعا، كان ثقل تفاعل وحجم تدخل السلطات التربوية، ممثلة في المدير  الإقليمي لوزارة التعليم بالجديدة، والسلطة الترابية الأولى، ممثلة في عامل إقليم الجديدة، والسلطات المحلية بالإقليم، ممثلة في رجال السلطة بالجديدة، وأزمور، والبئر الجديد، وأحد أولاد افرج، وسيدي إسماعيل (..).

هذا، وقبل اندلاع شرارة احتجاجات التلاميذ في الشارع، والتي كانت، الأربعاء 7 نونبر 2018، في أول يوم يلي العطلة البينية (10 أيام)، كان للمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالجديدة، ورؤساء المصالح الإدارية والتربوية،  لقاءات، كانت انطلاقتها، الاثنين 5 نونبر الجاري، جمعته في مكاتبه بجمعيات آباء وأولياء اتلاميذ، وهيئة التفتيش، وتلاميذ المؤسسات التعليمية، حول التوقيت المدرسي الجديد، والسبل الناجعة لتفعيله على أرض الواقع، داخل المؤسسات التعليمية بالإقليم،  بما يراعي بالأساس مصلحة التلميذ، وحقه في التمدرس والتعليم والتعلم، واستقراره النفسي والاجتماعي.

وبالموازة مع اللقاءات التي عقدتها السلطات التربوية بالإقليم، تحت إشراف المديرية الإقليمية بالجديدة، ومصالحها الإدارية والتربوية، عقدت السلطة العاملية، والسلطات الإقليمية والمحلية، اجتماعات مع مختلف الفرقاء والشركاء، والمتدخلين في الحياة المدرسية، والتلاميذ.

وقد كان لعامل إقليم الجديدة، الأربعاء الماضي، بمقر المديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة، لقاء مع التلاميذ المحتجين. ودخل معهم في حوار بناء، اقتنعوا وأقنعهم من خلاله، على نجاعة وجدية التدابير التي اتخذتها السلطات التربوية بالجديدة، والخاصة بالتوقيت المدرسي الجديد، حفاظا على الزمن المدرسي في العملية التعليمية–التعلمية، والاستقرار النفسي والاجتماعي للمتمدرسين وأسرهم.

كما كانت للسلطة الترابية الأولى  لقاءات مع المتدخلين إقليميا في قطاع التربية الوطنية، حول تدابير تنزيل التوقيت المدرسي الجديد، والإجراءات المصاحبة لأجرأته في المؤسسات التربوية بالإقليم. حيث مدهم بإيضاحات وشروحات امستفيضة، وبأجوبة عن استساراتهم وانتظاراتهم. وقد سهلت عملية التواصل والإقناع،  تصحيح وتجاوز الخطأ الحاصل في فهم واستيعاب التوقيت المدرسي الجديد، وتدابير تنزيله، والإجراءات المواكبة لتفعيله، ومن ثمة، امتصاص الغضب الذي لم يكن ما يبرره من سلوكات الاحتجاج، التي لجأ إليها التلاميذ، الذين كان الأجدر أن يكونوا، عوض التجمهر والاحتجاج في الشارع،  داخل الفصل، للدراسة والتحصيل.

وبالمناسبة، فقد عقد المسؤول التربوي الإقليمي في مكاتبه، بحضور رئيس مصلحة الشؤون التربوية، ورئيس مصلحة الشؤون القانونية والاتصال والشراكة، وباشا مدينة الجديدة، مع ممثلي المواقع الإكترونية، الوطنية والمحلية، والجرائد الوطنية، الحزبية والمستقلة، لقاءا صحفيا في موضوع تدابير تنزيل التوقيت المدرسي الجديد، والإجراءات المصاحبة لتفعيله في مختلف المؤسسات التربوية، بجميع أسلاكها، بإقليم الجديدة.

وبعد اختتام هذا اللقاء الصحفي، كان للمدير الإقليمي، بحضور رئيس مصلحة الشؤون التربوية، ورئيس مصلحة الشؤون القانونية والاتصال والشراكة، وباشا المدينة، لقاء جمعه بممثلي جمعيات آباء وأولياء التلاميذ.

وركز المدير الإقليمي على الدور الحيوي الذي تلعبه الأسرة، وإطاراتها التمثيلية، وعلى المشاركة الوازنة لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، كشريك استراتيجي للنهوض بالمدرسة المغربية، والرقي بالمنظومة التربوية، من خلال ما تقدمه من استشارة ودعم.

ويعتبر هذا اللقاء التواصلي تفعيلا للمقاربة التشاركية، لتنسيق الجهود بين المدرسة والأسرة، بغية تشخيص الإشكالات والصعوبات التي قد يطرحها مرحليا التوقيت الجديد، بغاية التقليل من آثاره على الحياتين المدرسية والأسرية.

وتندرج اللقاءات التي عقدتها السلطات التربوية بالجديدة، في إطار الاجتماعات واللقاءات التواصلية، التي تواصلت على قدم وساق، طيلة الأسبوع الذي ودعناه، مع الشركاء وفعاليات المجتمع المدني، وهيئة التفتيش، والإدارة التربوية، والمتدخلين في الحياة المدرسية، لتسليط مزيد من الضوء على التدابير الخاصة بالتوقيت المدرسي الجديد، بغية إنجاح هذه المحطة، حفاظا على الزمن المدرسي للتلميذ، واستقراره النفسي والاجتماعي.

هذا، وشكلت المديرية الإقليمية لجنا من الأطر الإدارية والتربوية، زارت المؤسسات التعليمية بالجماعات الترابية بإقليم الجديدة، وأجرت لقاءات تواصلية، من أجل التفاعل الإيجابي مع المتدخلين في الحياة المدرسية، والشركاء والفاعلين المحليين، بفتح باب الحوار والنقاش، واستجماع المقترحات بشأن التوقيت المدرسي الجديد، وطرق تنزيله، والتدابير المصاحبة لذلك. وقد كانت جماعة البئر الجديد أول محطة انطلقت منها اللجن المشكلة، في زياراتها الميدانية.

إلى ذلك، وعلى إثر اللقاءات التواصلية والتدارسية المكثفة، التي عقدتها السلطات التربوية والترابية بإقليم الجديدة، وتبعا للنقاشات المستفيضة والمثمرة، خرجت المديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة، بتصورات عملية، فيما يخص تفعيل التوقيت المدرسي الجديد، الذي اعتمدته، والذي يدخل حيز التنفيذ، غدا الاثنين 12 نونبر 2018، في مؤسسات التعليم العمومي، بإقليم الجديدة، بمختلف أسلاكها التعليمية. وقد جاء التوقيت المدرسي المعتمد رسميا، على النحو التالي:

الفترة الصباحية: من الساعة الثامنة والنصف (8.30)، وإلى غاية الساعة الثانية عشرة والنصف (12.30)؛

الفترة المسائية: من الساعة الثانية والنصف (14.30)، وإلى غاية الساعة السادسة والنصف (18.30).

وفي السياق ذاته، أصدر اتحاد التعليم والتكوين الحر  بالمغرب – فرع الجديدة، الجمعة 9 نونبر 2018، بلاغا بشأن التوقيت المدرسي الجديد الذي اعتمدته مؤسسات التعليم الخصوصي بإقليم الجديدة، بشكل موحد، ابتداء من غد الاثنين 12 نونبر الجاري، في جميع أسلاكها التعليمية، والذي جاء بالمناسبة مطابقا للتوقيت الذي اعتمدته مؤسسات التعليم العمومي بالإقليم، ومن باب التذكير، على النحو التالي:

الفترة الصباحية: من الساعة الثامنة والنصف (8.30)، وإلى غاية الساعة الثانية عشرة والنصف (12.30)؛

الفترة المسائية: من الساعة الثانية والنصف (14.30)، وإلى غاية الساعة السادسة والنصف (18.30).

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة