بالصور.. ندوة علمية تكريمية للعلامة 'محمد الروكي' بكلية الآداب بالجديدة
بالصور.. ندوة علمية تكريمية للعلامة 'محمد الروكي' بكلية الآداب بالجديدة

  نظم مختبر "الدراسات الإسلامية و التنمية المجتمعية" و "مختبر دراسات الفكر و المجتمع" بكلية الآداب والعلوم الانسانية بالجديدة بشراكة مع "مركز المازري للدراسات والبحوث" و "المجلس العلمي المحلي لسيدي بنور" فعالية علمية تكريمية للدكتور "محمد الروكي"، أستاذ الفقه وأصوله بجامعة محمد الخامس بالرباط، عضو المجلس العلمي الأعلى ورئيس جامعة القرويين سابقا،القى خلالها محاضرة في موضوع "آفاق البحث في المذهب المالكي" و ذلك يوم  أمس الأربعاء 2 يناير 2019 على الساعة التاسعة صباحا بمدرج مركز دراسات الدكتوراه بالكلية.

افتتحت الفعالية بجلسة علمية أولى  تناولت " قراءات في الإنتاج العلمي للدكتور محمد الروكي" استهلها الأستاذ الدكتور "أحمد فاضل" بمداخلة  عنوانها " قراءة في كتاب القواعد الفقهية من خلال كتاب الإشراف " لفضيلة الدكتور "محمد الروكي"، تناول من خلالها بإيجاز مباحث الكتاب وما احتواه من مضامين، مبرزا دواعي تأليف الكتاب، وخصوصيته العلمية، كما كشف النقاب عن منهج الدكتور في التقعيد الفقهي من خلال الكتاب، مع الإشارة  لبعض المسائل الفقهية التي جاد بها المؤلف.

تناول الكلمة بعد ذلك الأستاذ الدكتور "فؤاد بلمودن"  بمداخلة تناول فيها قراءة في كتاب " التقعيد الفقهي وأثره في اختلاف الفقهاء " للدكتور "محمد الروكي"، سلط من خلالها الضوء على أهمية الكتاب، والدور الذي لعبه في النهوض بالفقه الإسلامي، ومواكبة مستجدات العلوم الإسلامية انطلاقا من التقعيد الفقهي الإسلامي، منبها  على الدور الطلائعي الذي لعبه الكتاب والذي في أصله " أطروحة دكتوراه" للعلامة  "محمد الروكي".

الأستاذ الدكتور "محمد موهوب" بدوره كشف من خلال مداخلته منهج التلقي عند الدكتور"محمد الروكي" من خلال سلسلة منبر الكراسي العلمية، مبينا المعايير التي يعتمدها العلامة الروكي في منهجه و منها: مراعاة الفئات العلمية  من خلال تبني لغة سلسة، نهج أسلوب التكرار لتقرير الفهم، التذ كير بالسابق من خلال تلخيص مضمون الحلقة السابقة  بداية كل درس جديد، التسلسل المنطقي لتفاصيل الأفكار لتحقيق الترابط بين المفاهيم، التركيز على قيمة المذهب المالكي عند كل درس علمي .

من جانبه قدم الدكتور "لحسن صدقي" في موضوع مداخلته قراءة لمقالة علمية كان فضيلة الدكتور محمد الروكي قد حررها في موضوع " المطالبة بالتسوية في الميراث، ودحضها عن طريق الاحتمالات" حيث بين الدكتور فشل خطة الدعوة إلى التسوية من خلال طرحه لبعض الأمثلة،و هي في أصلها عبارة عن بيانات لعلة اختلاف الأنصبة بين الذكر والأنثى.

و اختتم الأستاذ الدكتور"محسن بنزاكور" الجلسة الأولى بقراءة في كتاب "المغرب مالكي المذهب لماذا؟" أبرز من خلالها دواعي ارتباط المغرب بوحدة المذهب المالكي، حددها الأستاذ في النقاط التالية: أسباب ذاتية ترجع إلى الإمام نفسه، و كذلك سعة أصول المذهب، قيامه على فقه الصحابة والتابعين، توسطه واعتداله حيث زاوج بين العقل والنقل وكلها خصوصيات علمية للإمام مالك، كثرة أتباعه من الأئمة و تنوع مواطنهم ( مصر، العراق ، مغرب...)، توحيد المذهب بين أطراف افريقيا، كلها أسباب كانت وراء اختيار المغاربة للمذهب المالكي ، علاوة إلى ما رأوا فيه من سبل في توحيد الصفوف حسب تعبير الأستاذ.

في الجلسة العلمية الثانية قدم مدير "مختبر الدراسات الإسلامية و التنمية المجتمعية" الدكتور "نورالدين لحلو" كلمة ترحيب و ثناء لضيف الندوة منوها بتلبية فضيلة الشيخ  "محمد الروكي" الدعوة رغم ظروفه الصحية، كما أبرز الدكتور "نور الدين لحلو"أن الغاية من الندوة تكريم فضيلة  الدكتور "الروكي" إلى جانب تأطير الطلبة الباحثين من خلال الاطلاع على المنتوج العلمي لفضيلته و الاستفادة من خبرته في مجال البحث العلمي و آفاقه.

كما أثنى الأستاذ الدكتور أحمد العمراني "رئيس المجلس العلمي بسيدي بنور" على العطاء العلمي للدكتور و ما قدمه للأمة الإسلامية في الفقه الإسلامي، كما نوه بالسنة الحميد التي دأب المختبر عليها في تكريم علماء و أعلام المغرب،و اعتبر تكريم  الشيخ "الروكي" دعوة صادقة لاستمرار البذل و تثمين العطاء و استثمارا للأعلام الذين خدموا العلم و الفكر.

بعد ذلك تفضل الدكتور "محمد الروكي" بإلقاء محاضرته في موضوع "آفاق البحث العلمي في المذهب المالكي" والذي اعتبره قائما على ركيزتين اثنتين :الأولى هي الحديث عن البحث العلمي و الركيزة الثانية هو المذهب المالكي باعتباره أحد ثوابت المملكة و تفرده بخصائص متعددة و عمقه و سعته و قدرته على مواكبة ما يستجد في الحياة بجميع مجالاتها كما يبرز فيه مقومات التجدد و الاعتدال و التوسط.

و من جملة الركائز التي عرضها فضيلته و التي يلزم التسلح بها في جانب التحصيل العلمي يقول الدكتور "الروكي" : "توفر الطالب على بضاعة علمية، ونصيب من الثقافة الإسلامية، والاضطلاع على أكبر قدر من مناهج العلماء، والتعرف على طريقة تناولهم للقضايا الفقهية وغيرها، وطريقة تصنيفهم ...ثم الاهتمام  بعلم أصول الفقه باعتباره يمثل صورة حقيقية لعلم المنهج و التعرف على طرائق المناهج ،كما يساعد البحث على التنظير واكتساب أسلوب الحجاج، الاطلاع على كتب الفقهاء حيث يكسب الباحث استخلاص النظريات العامة في مجال المسائل الفقهية والخلافات وما إلى ذلك" ، كما أشار إلى ما تزخر به كتب القدماء من حقائق فقهية دقيقة. و نبه في حديثه كذلك على الإقبال على القراءة كعنصر أساسي في التحصيل العلمي، مع التركيز على أمهات الكتب الورقية، لما لها من دور في إيجاد وصياغة المادة العلمية و ضبط قضايا الموضوع المبحوث فيه، من خلال تقديم القضايا الكبرى عن الفرعية، والأهم عن الأعم... كذلك أشار فضيلته إلى توظيف النقول والاقتباسات بعد استيعابها وفهمها و الابتعاد عن الأحكام الكبرى التي لا تتناسب و حجم الوضوع قيد الدراسة و التركيز على الكيف لا الكم مع  الجدة والجودة و الحرص على ترابط محاور الموضوع باعتبار ذلك مؤشرا على قيمة البحث.

أما فيما يخص الركيزة الثانية  فاق البحث العلمي في المذهب المالكي" فقد اقترح فضيلته عشرة نماذج كقضايا بارزة في حاجة إلى سبر أغوارها، أوردها الدكتور "محمد الروكي" كما يلي : "البحث في قضايا فقهية  بارزة وربطها بالواقع في إطار المذهب المالكي، البحث في المتفردات في المذهب المالكي من جهة الأصول ومن جهة الفروع ،البحث في الاستدلال عند المالكية – جانب المنهج الاستدلالي، البحث في منهج التصنيف، البحث في الاختلاف داخل المذهب ( أسبابه ، منهجه ، تقريره....)، البحث في " فقه التنزيل : قواعده ، منهجه، البحث في مدارس الفقه المالكي وأعلامه ومصنفاته، الانكباب على تحقيق مخطوطات الفقه المالكي."

ليختتم فضيلة الأديب الفقيه "محمد الروكي" ندوته بأبيات شعرية في دعوة الطلبة الباحثين إلى تقوية الهمم و العزائم في حمل لواء العلم و ختمها بثنائه على بلاد دكالة و عطائها العلمي.

و قد توجت الندوة التكريمية بالتوقيع على شراكة بين "مختبر الدراسات الإسلامية و التنمية المجتمعية" بكلية الآداب و العلوم الانسانية بالجديدة و "مركز المازري للدراسات و للبحوث"، و قد بين مدير المختبر الدكتولر "نور الدين لحلو" أن العمل العلمي الجاد مؤسس على التظافر و التعاون و التشاور.

و في نهاية الندوة قام مجموعة من الأساتذة الحاضرين بتقديم شهادات في حق فضيلة الدكتور "محمد الروكي"، ألقاها كل من الدكتور "أحمد العمراني" رئيس المجلس العلمي المحلي بقليم سيدي بنور، "عبد المجيد محب" رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الجديدة ، "الدكتور "هيتوت" "عضو الرابطة المحمدية للعلماء بإقليم الجديدة "

و في نهاية الندوة التكريمية قام مختبر "الدراسات الإسلامية و التنمية المجتمعية" سيرا على سنته الحميدة بتكريم الشيخ العلامة "محمد الروكي"  بتقديم شهادة  شكر وتقدير وإهدائه مجموعة من الهدايا التذكارية. ليلتقط  بعد ذلك الأساتذة و الطلبة الباحثون صورا تذكارية مع فضيلته.

 

 

 

 

 




 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة