السلطات التربوية والعاملية تحقق قفزة نوعية في النهوض بالمنظومة التربوية بإقليم الجديدة
السلطات التربوية والعاملية تحقق قفزة نوعية في النهوض بالمنظومة التربوية بإقليم الجديدة

انعقدت، الأربعاء 30 يناير 2019، بمقر عمالة إقليم الجديدة، اللجنة التقنية الإقليمية، تحت رئاسة عامل إقليم الجديدة، وبحضور  رئيس المجلس الإقليمي والمنتخبين والسلطات الإقليمية والمحلية ومديري القطاعات الحكومية والفاعلين والشركاء وممثلي وسائل الإعلام.

وخصص موضوع هذه الدورة لقطاع التربية الوطنية. وقد افتتح عامل الإقليم أشغال الاجتماع بالتذكير بالمرجعيات المؤطرة لمختلف المبادرات الهادفة إلى النهوض بقطاع التربية والتكوين، وفي مقدمتها الخطب الملكية السامية، وخاصة خطاب العرش الأخير، الداعي إلى توسيع برامج الدعم والحماية الاجتماعية.  كما نوه بالمجهودات المبذولة من طرف مختلف المتدخلين، معتبرا أن اللجنة التقنية هي فضاء للتشاور لتحقيق الالتقائية بين البرامج.

 بعد ذلك، قدم المدير الإقليمي لقطاع التربية الوطنية عرضا مفصلا تطرق فيه للحصيلة المرحلية وبرامج التطوير، معززا بالأرقام والمؤشرات الدالة على أهمية المجهود المبذول. وفي الإحصائيات المقدمة  برسم الموسم الدراسي 2018/2019، فقد بلغ عدد المؤسسات التعليمية  العمومية 200  مؤسسة، منها 139 بالوسط القرويK 16 منها متوفرة على قسم داخلي. أما الموارد البشرية فقد بلغت 5951، منها 5527 مدرسا، والباقي موزعين على مهام أخرى.  فيما بلغ عدد التلاميذ 178608، منهم 26418 بالتعليم الخصوصي يدرسون في 91 مؤسسة خصوصية بنسبة 14.91% . وبلغت نسبة تطور التلاميذ بين سنتي 2017 و2018 %2.8 في الابتدائي، و%4.3 في الاعدادي، و6.2% في التأهيلي.  بينما انخفضت نسبة الأقسام المشتركة بنسبة 2%. أما الأقسام المكتظة فقد ارتفعت نسبة الأقسام ما دون  30 تلميذ في الابتدائي إلى %61.9. وبلغت نسب التمدرس في الابتدائي 101%، والاعدادي %84، والتأهيلي 56%.

هذا، وانخفض الهدر المدرسي الى 2.2% في الابتدائي، و%3.9 بالإعدادي، و%5.3 في التأهيلي. بينما ارتفع مؤشر الفعالية الى 30.7% في الاعدادي، و%52 في التّأهيلي. بينما سجل ارتفاع في التوجيه الى الشعب التقنية الخاصة، حيث ارتفعت نسبة التلاميذ في الباكالوريا الدولية إلى 68.3 %، والباكالوريا المهنية إلى 18.3 %، والمسار المهني بالإعدادي إلى 19.2  %. أما نسبة النجاح في الباكالوريا، فقد بلغت 59.6%، في سنة 2018، والعناية بذوي الاحتياجات الخاصة، فقد بلغ 110 تلميذ، والتربية غير النظامية 375 مستفيدا، موزعين على 5 جمعيات. وفي محور الدعم الاجتماعي، تطرق العرض الى استفادة 71975 من برنامج تيسير، و11170 من النقل المدرسي، و120312 من عملية مليون محفظة،  و25130 من الاطعام المدرسي، و2993 من القسم الداخلي.

وفي محور التأهيل المندمج للمؤسسات التعليمية، فقد تم تحقيق تطور كبير في تنزيل برنامج صفر وحدة مدرسية، بدون ماء وبدون كهرباء وسياج ومرافق صحية، بتظافر جهود كل المتدخلين، وفي مقدمتهم المجلس الإقليمي والجماعات الترابية، ومازال لازال مستمرا ومتواصلا في هذا الورش الحيوي. وفي هذا الصدد، فقد بلغت الاعتمادات المرصودة للعمليات الكبرى 102 مليون درهما، منها 74 مليون درهم حصة المديرية، و15 مليونا من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و10 ملايين من المكتب الشريف للفوسفاط، و3 مليونا من المجلس الإقليمي.

وبخصوص برنامج العمل المادي، فقد تم  الشروع في إنجاز 300  حجرة، وقد بلغت نسبة الإنجاز 30، وستكون جاهزة للدخول المدرسي المقبل. وتأتي هذه العملية الواسعة لحذف التوقيت الثلاثي. كما تضمن البرنامج إنجاز عدد من المشاريع المهيكلة بمدينة الجديدة، وبعدد من الجماعات الترابية. وفي هذا السياق، يتم الاشتغال حاليا على إحداث 4 مدارس ابتدائية،  منها 3 مدارس بجماعة مولاي عبد الله، ومدرسة واحدة  بالجديدة، من أجل الاستجابة للطلب المتزايد على التمدرس بهذه المنطقة. كما تضمن البرنامج أيضا إحداث ثانويتين تأهيليتين، بجماعة مولاي عبد الله وجماعة اثنين هشتوكة، واعدادية بجماعة لمهارزة الساحل، واستكمال أشغال أخرى  بالجديدة. وستكون هذه المشاريع جاهزة  في الدخول المدرسي المقبل. فيما تضمن البرنامج الثلاثي 2019-2021 إحداث عدد من المشاريع الاخرى، كتوسيع قاعدة المدارس الجماعاتية، والتغطية بمزيد من المؤسسات الإعدادية والثانوية على مستوى الجماعات الترابية بالإقليم.

وبخصوص التعليم الأولي،  أحد أهم محاور الاستراتيجية الإقليمية، فقد بلغت نسبة الاستفادة 61.85% (النسبة الوطنية 49.61%)، وبلغ عدد المستفيدين 19783 بجميع أنواعه، والذي ينجز في إطار شراكة بين المديرية الإقليمية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والفاعلين الجمعويين. وقد تعهدت المديرية بالانفتاح على مختلف المبادرات التي تود الانخراط في هذا الورش الوطني الهام، بتوفير التجهيز والتأطير والحجرات الشاغرة بالمؤسسات التعليمية،  كلما أمكن ذلك.

هذان ووجه المدير الإقليمي الشكر إلى جميع  المتدخلين والفاعلين، وإلى عامل إقليم الجديدة، على العناية التي يوليها للقطاع، معتبرا أن النتائج المحققة هي مكسب لأبناء هذا الإقليم، معتبرا أن الرهان المسطر في هذه البرامج، يتطلب مزيد امن الدعم والانخراط .

وبعد الاستماع لمختلف التدخلات والتعقيبات،  تدخل عامل الإقليم، الذي رصد أبرز التوصيات ذات الأولوية، وفي مقدمتها الحفاظ على المكتسبات الحالية، من خلال تظافر الجهود، بغية  تأمين الحراسة والأمن للمدرسة، وتوحيد صباغة المؤسسات والفضاءات التربوية، وبناء مؤسسات تعليمية جديدة، لتقريب المدرسة من التلميذ، والتخفيف من ظاهرة النقل المدرسي، والعمل على بناء قنطرة فوقية أمام مدرسة الوفاق بسيدي بوزيد. وفي مجال التعليم الأولى شدد العامل على ضرورة تكثيف الجهود للنهوض بهذه الخدمة، والانفتاح على القطاع الخاص الذي يعد شريكا أساسيا، وتشجيع الجمعيات الناشطة في هذا المجال، والعمل على استغلال الفرعيات الشاغرة، بعد تجميع التلاميذ في المدارس الجماعاتية  في التعليم الأولي، وضرورة تقنين استعمال الفضاءات التربوية المغلقة، وخاصة استغلال الملاعب الرياضية من طرف العموم، وتغطية الخصاص في  التجهيزات داخل المؤسسات التعليمية، بانخراط من جمعيات الآباء، وجمعيات دعم مدرسة النجاح، والعمل على تفعيل آليات الدعم التربوي بمختلف الأشكال، وتعميم تجربة جماعة الحوزية في هذا المجال. وبخصوص إشراك الفاعلين، دعا عامل الإقليم إلى توزيع العرض على الرؤساء والفاعلين للتتبع .

وفي ختام هذا اللقاء، نوه عامل إقليم الجديدة بمجهودات كل الفاعلين، داعيا إلى التعبئة الجماعية من أجل تحقيق طموح ساكنة هذا الإقليم العزيز،  لكي نكون عند حسن ظن صاحب الجلالة نصره الله، الراعي الأول لمنظومة التربية والتكوين، القضية الوطنية الثانية بعد الوحدة الترابية.

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة