متعلمو عقبة بن نافع التأهيلية بالبئر الجديد في برلمان المملكة من جديد
متعلمو  عقبة بن نافع التأهيلية بالبئر الجديد في برلمان المملكة من جديد

تجربة جديدة تضاف إلى رصيد تجارب متعلمي ومتعلمات الثانوية التأهيلية عقبة بن نافع بالبئر الجديد، التابعة للمديرية الإقليمية بالجديدة، بعد أن زاروا برلمان بلادهم، وتعرفوا على جانب كبير من طريق عمله، وأهم محطاته التاريخية.

مساء الثلاثاء 12 أكتوبر الجاري لن ينمحي من ذاكرة فتيات وفتيات ثانوية عقبة بن نافع التأهيلية، ففيه اقتحموا أبواب واحدة من أهم المؤسسات الدستورية بالبلاد، وفيه أزالوا عنهم دشهة اللقاء مع صناعة السياسية في البلاد، بعيدا عن الصور النمطية المكرسة في الشارع وفي الإعلام. وفيه أيضا صافحوا الوزراء وأخدوا صورا تذكراية مع رئيس حكومة بلادهم، ورئيس مجلس بلدتهم الصغيرة الهادئة،  وكلهم فرح وغبطة، باكتشاف الجديد.

والجديد هذه السنة لم يتقصر على اكتشاف مصنع التشريع في البلاد، بل كان أيضاً فسحة رائقة في حديقة الحيوانات بالرباط، ذاك الفضاء الأنيق، والغني بالحياة النباتية والحيوانية، التي لم يسبق لهم أن رأوا مثلها إلا في وثائقيات القنوات الفضائية المتخصصة. يقول يحيى الدهيسة، متعلم من متعلمي الجذع المشترك العلمي خيار فرنسية بالثانوية، "الرحلة كانت مناسبة جميلة لاستثمار ما نتعلمه في الوحدات الدراسية، وفرصة لا تعوض للاطلاع على هذا الكم الهائل من الحيوانات والنباتات. ما كان لنا أن نشاهد هذا التنوع الحياتي إلا في المقررات والقنوات المتخصصة" وهو ذات القول الذي أكدته المتعلمة "فاطمة الزهراء مقصود" من متعلمي الجذع المشترك العلمي خيار فرنسية، والتي شددت على أن "زيارة حديقة الحيوانات رفقة أستاذة مادة الحياة الأرض كانت مفيدة لنا كمتعلمين ومتعلمات، لأن مدرسينا كانوا يشرحون لنا مختلف أنواع النباتات والحيوانات، وأوساط عيشها وتغديتها، وكل ما يتعلق بها" وهو ما أكده "محمد الدهيسة" و"حنان بنبوعنان" مدرسيْ مادة الحياة والأرض بالثانوية. فالرحلة، حسبهما، كانت خير استثمار لما يدرسانه للمتعلمين بالفصول الدراسية.

بعد الزوال كان للمتعلمين موعد مع البرلمان، حيث كان في استقبالهم "مولود السقوقع"، رئيس المجلس البلدي لبلدة البئر الجديد، الذي سعى جاهدا ليوفر لمتعلمي بلدته ظروف تنقل مريحة إلى العاصمة. ثم كان اللقاء مع محافظة البرلمان التي أحاطت المتعلمين بمعطيات شافية كافية عن تاريخ المؤسسة التشريعية بالبلاد، وكذا طريق عمل نظام الغرفتين في التشريع المغربي، وكيفية التنسيق بينهما في العمل التشريعي وغيرها من المعطيات الخاصة الحياة التشريعية المغربية. وقبل انطلاق الجلسة الشهرية لمساءلة لرئيس الحكومة، التقى المتعلمون والمتعلمات بـ"لحسن الداودي" الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، فلبى فرحاً دعوتهم لأخذ صور تذكارية معه، بل لقد اغتنمها فرصة ليدردش معهم ويوصيهم باللغة الإنجليزية، باعتبارها لغة المستقبل والعلم، على حد قوله. بل وتصادف أن كان "سعد الدين العثماني" رئيس الحكومة يمضي إلى القاعة الكبرى لمجلس المستشارين عندما استوقفه المتعلمون ومأطريهم لأخذ صورا تذكارية، وهم اللذين لم يسبق لهم أن شاهدوا وزيرا رؤية العين. وهاهم اليوم يشاهدون عدة وزراء، يلتقطون الصور مع اثنين منهما، ويحظروا اللقاء الشهري لرئيس حكومتهم مباشرة. وفي ختام الرحلة زاروا المتعلمون مكتبة دار الأمان بالرباط، واقتنوا بعض الكتب، قبل أن يقفلوا عائدين إلى بلدتهم النائمة بين الحقول.

وجدير بالذكر أن الرحلة تدخل في إطار تفعيل مقتضيات مشروع المؤسسة للسنوات الثلاث القادمة، الذي يتخذ هذه السنة شعار "من أجل فضاء مدرسي صحي ومواطن"، بعد أن اختيرت المؤسسة لتكون شريكا للوزارة الوصية والرابطة المحمدية لعلماء وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مشروع " دعم التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكات المشينة بالوسط المدرسي" المعروف اختصارا بــ" APT2C". على أن الرحلة ما كان لها أن ترى النور لولا الانخراط القوي لإدارة المؤسسة وهيئة التدريس، وكذا  المساهمة القيمة للمجلس البلدي للبئر الجديد، وجمعية مبادرات للتنمية والتضامن بالبئر الجديد، وأساساً الدعم القوي لجمعية آباء وأولياء متعلمي الثانوية وتضحيات مؤطري الرحلة بجهدهم ووقتهم.  

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة