رؤساء جماعات في الفيسبوك
رؤساء جماعات في الفيسبوك


لسنا هنا بصدد الترافع عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الجماهير و تعبئتها ، و صنع الأحداث ، والتواصل مع جمهور عريض ، و التفاعل مع المستجدات ، و عرض البرامج ، و التعبير عن وجهات النظر ..  فبإطلالة بسيطة على مواقع فيسبوك و تويتر وغيرها ، يمكن أن نلاحظ توفر كل الشخصيات المؤثرة في العالم على حسابات موثقة في هذه المواقع ، يتابعها الملايين ، ويتفاعلون معها ، و تعتبر مادة للصحافة ، و حديث الرأي العام ... فالفاعل السياسي الذي همه تغيير المجتمع و فهمه و التأثير فيه ، لابد له في هذا العصر من ولوج مواقع التواصل الاجتماعي التي تحتوي حسابات لأكثر من ثلاثة ملايير من سكان العالم .
         في بحث بسيط أجريته بمساعدة أصدقاء من منطقة الزمامرة بإقليم سيدي بنور، تم بناء على لائحة اسمية لرؤساء جماعات الزمامرة و سانية بركيك و الغنادرة و اولاد اسبيطة و الحكاكشة و الغربية و الوالدية ، اعتمدت فيه على معيارين بسيطين  ، أولهما التأكد من توفر رئيس الجماعة على حساب معروف على فيسبوك ، و ثانيهما  ملاحظة ما إذا كانت المواد المنشورة من طرف صاحب الحساب تبين بالملموس أنشطته  كرئيس جماعة ...  بعد البحث و التقصي و الاستماع :الى مهتمين و فاعلين في الفضاء الأزرق بخلفيات متعددة ، خلصنا الى النتائج التالية 
    - يتوفر رئيس جماعة واحد ( يتعلق الأمر هنا بالأستاذ عبد الله الهواري رئيس جماعة الحكاكشة  عن فدرالية اليسار الديمقراطي ) على حساب باسمه الكامل على موقع فيسبوك  ، يتواصل فيه مع سكان الجماعة و ينشر فيه منجزاته و كل الأخبار المتعلقة باختصاصاته كرئيس و رقم هاتفه ، بل يتفاعل مع تعليقات المتابعين ( نحن هنا لسنا بصدد تقييم الإنجازات أو الترويج لها أو التنقيص من شأنها ،فهذه ليست غايتنا هنا ، و هذا موضوع اخر ) ... فيما يبدو أن رؤساء الجماعات الخمسة الأخرى لا يتوفرون على حساب معروف و نشيط ..
     - يشاع على نحو واسع في أوساط مرتادي فيسبوك ، أن بعض رؤساء الجماعات ربما يمتلكون حسابات بأسماء مستعارة ، و هذا ما يثير الدهشة حقا ، إلا أننا لا يمكننا الجزم بصحة هذه الاخبار. 
     - يروج أن بعض رؤساء الجماعات الذين لا يتوفرون على حساب باسمهم ، يلجؤون الى بعض أنصارهم الذين يلجون موقع فيسبوك و يشتغلون ككتائب الكترونية  للترويج لأسمائهم و تعداد مناقبهم و منجزاتهم .
     - يبدو أن رئيس جماعة الحكاكشة يستفيد من مهاراته التواصلية باعتباره أستاذا و فاعلا حقوقيا و نقابيا سابقا ، فيما يبدو أن المستوى الدراسي للبعض و مهاراتهم التواصلية ربما لا تسعفهم للدخول الى عالم مفتوح للحوار و الرأي و الرأي الاخر ...
   - يبدو أن سبب عدم توفر بعض الرؤساء على حسابات فيسبوكية ، ربما يرجع لعدم رغبتهم في فتح قنوات التواصل المفتوح مع المواطنين ، لما قد يسببه ذلك من إحراج  هم في غنى عنه ، مادام لا قانون يلزمهم بذلك ...
  - يمكننا الجزم بأن جل رؤساء الجماعات الخمس ، و رغم أنهم قد لا يتوفرون على حسابات في مواقع التواصل ، فإنهم يتابعون أخبار المواقع الالكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي ، فتراهم غالبا يحرصون على أخذ الصور في كل أنشطتهم ، ويعبرون تارة لأنصارهم في مجالسهم الخاصة ، عن شكرهم لشخص ما كال لهم المديح ، أو عن غضبهم من شخص اخر انتقد سلوكهم السياسي على موقع فيسبوك...  
    ختاما ، هذه نتائج نسبية و غير قطعية لهذا العمل البسيط في هذا الموضوع المعقد الذي يحتاج بحثا اكاديميا رصينا ، لكننا نعتقد أنه في إطار حديث الدولة و الفاعلين السياسيين المتزايد عن الشفافية و الحق في المعلومة ، و إشراك المجتمع المدني ، و إلزام وزير الداخلية مؤخرا الرؤساء بنشر ميزانيات الجماعات للعموم ..  ربما حان الوقت لإلزام المؤسسات العمومية و المجالس المنتخبة بضرورة الانفتاح أكثر على المواطنات و المواطنين ، و ولوج عصر مواقع التواصل الاجتماعي ...


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة