محمد بنطلحة الدكالي ينعي وفاة القاضي نور الدين فايزي
محمد بنطلحة الدكالي ينعي وفاة القاضي نور الدين فايزي


أهكذا ترحل عنا أستاذي حتى دون أن تودع خلانك ومحبيك..!؟ أهكذا يفتك الفيروس اللعين برجل محب للحياة..!؟ بقامة شامخة ترتعد لها فرائص العديدين... لم يمهلك الموت ريتما تنطق باحكام تنتصر فيها للابرياء والمستضعفين، لم يمهلك الموت حتى نسمع صوتك الجهوري ينطق بكلمة حق وحكم عادل في وجه الخارجين عن القانون.. لم يمهلك الموت أياما ريثما تنهي حديثا عابرا مع ماتبقى من حياتك .. ريثما تضيف فصولا في قضية،وريثما تضع نقطة النهاية لحكم يشفي جراح المظلومين...لم ينتظرك الموت حتى تتأهب لصلاة الفجر بمسجد ابراهيم الخليل، وتصلي بجموع المصلين،ريثما تعد سبحتك وعطرك وسجادتك ، ريثما تعد حقيبة تلم داخلها شتات حلم بكلمة حق تسمو فوق الجميع... جاءك الموت مستعجلا قبل ان نعلن عن ميلاد مشاريع قانونية، لطالما سقيتها بأفكارك، لأننا منك تعلمنا أن القانون ملاذ من لاملاذ له ، وصوت من لاصوت له وضمير الأمة الذي نرجع اليه،ومنك تعلم جل طلبتي الذين مارسوا القضاء والمحاماة بجانبكم ان القوانين مهما بلغت من دقة في النص وجودة في الصياغة لاتحقق الغاية المرجوة منها الا اذا توفرت لها مهارة القائمين على تنفيذها وانخراطهم الايجابي والواعي في تفعيل مقتضياتها.

استاذي منك تعلمنا القاضي موقف ومسؤولية ومبدا وأخلاق وسمو نفس وتواضع ونبل وقضية...ومنك تعلمنا أن التواضع عنوان الكبار...أستاذي كنا ننوي توديعك ،لكني أراك تبسم لي من وراء حجاب كما كنت تبسم لي في الحياة...الجديدة وكل أبناء دكالة حزينون لأجلك ...زملاؤك..أصدقاؤك..خلانك ..مريدوك.. لم يصدقوا كيف اختطفتك يد المنون لكن لاراد لقضاء الله وامره،ولله ماأعطى وله مااخذ...اه ماأتعس الوطن حين يرحل عنه الحكماء والمثقفون والنزهاء الصادقون...

سلام على روحك الطاهرة..سلام عليك شهيد الواجب من يوم ولدت الى ان تبعث عند الله حيا...

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة