ظلام حالك بمستشفى محمد الخامس الإقليمي بالجديدة في عز الطوارئ الصحية
ظلام حالك بمستشفى محمد الخامس الإقليمي بالجديدة في عز الطوارئ الصحية


دخلت ليلة أمس الجمعة إلى مستشفى محمد الخامس بالجديدة في حدود الساعة العاشرة مساء، لو لم أرمق بصعوبة كتابة تشير إلى قسمي المستعجلات والتوليد، كنت اعتقدت أنني ربما أخطأت الطريق إلى دوار عشوائي بالجوار، يشكو الهشاشة وقلة التجهيزات الضرورية وضمنها الإنارة العمومية. فالظلام الحالك يلف المكان وتكاد بصعوبة تكشف ملامح مرافقيك في غمرة الازدحام الشديد ، خاصة بالقسمين السالفي الذكر .

فالمرتفقون استعانوا بأضواء سياراتهم لإضاءة المجال الذي أتحدث عنه، لدرجة أنني تساءلت بحسرة شديدة أهذا هو المستشفى الجديد الذي أنفقت عليه الدولة 40 مليارا وطبل له الوردي وزير الصحة الأسبق أنه من جيل المستشفيات الحديثة ببلادنا ،بل أنه يتوفر فوق سطحه على أرضية لنزول مروحيات الطوارئ.

أبدا لسنا نطالب خلفه أيت الطالب بالمروحية فهو حلم من أحلام دفتر تحملات المستشفى كما كانوا يتصورون، وليس كما هو عليه الآن . فقط نختزل كل المطالب في مطلب بسيط ، هو توفير الإنارة العمومية بكل أرجاء الوحدة الاستشفائية في عز الطوارئ الصحية التي تنخرط فيها بلادنا تصديا لجائحة وباء كورونا أم أن القيمين على الصحة بهذا الجزء من المملكة السعيدة، تعمدوا الظلام الدامس لدفع كورونا اللعينة كي تخلد إلى النوم ، وذاك جزء من استراتيجيتهم لمحاربتها وتقليص دائرة انتقالها .

ليس وحده الظلام الحالك هو ما أثارني ليلة أمس، فلن أتحدث عن فوضى قسمي المستعجلات والتوليد، فتلك ألفناها سمة بارزة ملتصقة بالخدمات العلاجية المقدمة إلى المرتفقين . ولكن الذي أثارني أيضا أنني اعتقدت أنني لست في وحدة علاجية عصرية ، بل في محطة طرقية شبيهة بمحطة بن جدية أيام زمان  تعج بالسيارات والطاكسيات والخطافة وما ينقصها فقط هو شبابيك التذاكر و" الكورتية". فالمجال المخصص لسيارات الإسعاف تحول إلى " باركينغ" لسيارات أغيار ، ما يبيح تساؤلا عريضا من أين ولجت هذه السيارات والطاكسيات وأينهم رجال الأمن الخاص بل أين هي إدارة المستشفى التي لربما رفعت منذ مدة يديها إلى الأعلى معلنة الاستسلام ..

وما هو دور المركز الأمني الذي انتقل من بوابة المستشفى إلى جوار المستعجلات ، وقد كنا نتمنى أن يكون هذا الانتقال ، نقلة نوعية في الخدمات والتدخلات التي تخدم المشهد العام بالمستشفى وتقلص من ظواهره السلبية . علما أن القانون الداخلي للمستشفيات العمومية يتوخى الحفاظ على بيئة نظيفة بالوحدات الاستشفائية ومنها التقليص من الضجيج لراحة النزلاء وأيضا انبعاثات محركات السيارات وما لها من انعكاسات سلبية على صحة وسلامة المرضى ، وهذا ما لا يعتد به في مستشفى الجديدة ، فالسيارات تملأه صخبا وضجيجا وأدخنة وانبعاثات .

هذا بكل تأكيد واقع لا يرتفع في وحدة استشفائية من الجيل الجديد ، أنفقت عليها 40 مليارا لكنها ومنذ تاريخ افتتاحها في 2013 تعرف تراجعا كبيرا في تجهيزاتها وإتلافات ملحوظة لها ..

فهل سيتحرك المسؤولون لصيانة ما يمكن صونه وأعتقد أن البداية بتوفير الإنارة العمومية وتنظيف المجال الداخلي للمستشفى من السيارات وكل أنواع الناقلات ذات المحرك ، أم أننا نيأس من ذلك وننتظر في الأفق القريب عربات الباعة الجائلين والفراشة ..... 

وتلك أيام نداولها بين الناس .
 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة