ألم يحن الوقت للتخلص من الفساد ؟
ألم يحن الوقت للتخلص من الفساد ؟


سيكون مريضا وحاسدا كل شخص يكره الأثرياء، الذين خلقوا الثروة عن طريق العمل الجاد النزيه ، والإبتكار والطموح الكبير، والنجاعة في الأداء.
لكن، من حقنا ازدراء الوصوليين المتملقين. الذين تجردوا من الإنسانية وضعفوا أمام الأموال ولو على حساب مآسي الآخرين.
من حقنا أن نكرههم، وأن نحاسبهم، وأن نراهم وراء القضبان لأنهم مجرمون عديموا الإحساس.
قد يخدعك مظهرهم ومكرهم وحلاوة لسانهم و هندامهم الأنيق.
الحديث هنا عن مجموعة من الناس، نراهم يوميا في حياتنا، قد يكونوا أصدقاء أو جيران أو زملاء في العمل أو حتى أقارب، أصنافهم كثيرة، فهذا موظف مرتشي. وذاك مسؤول ينهب المال العام. قد يكون بائعا يتاجر في مواد منتهية الصلاحية أو يرفع الأثمنة ظلما وطمعا، قد يكون طبيبا لا يبالي بصحة المريض بل كل همه بناء “فيلا” الأحلام حيث المسبح الكبير ومساكن كلاب الصيد.
قد يكون ممرضا يبيع دواء المستشفى العمومي، أو أستاذا يقتات على أحلام الآباء وأبنائهم من خلال الدروس الخصوصية.
قد يكون موثقا ينهب أراضي الضعفاء، أو قاضيا يحكم لصالح من يدفع ، أو محاميا يتحايل و يسجن بريئا وعينه على سيارة “المرسيدس” التي ينقصه القليل لامتلاكها.
قد يكون صحفيا يصطاد في الماء العكر، لا يهمه إن كان المحتوى الذي ينشره بذيئا أو خادشا للحياء بقدر ما تهمه الإيرادات.
قد يكون صيدليا يبيع الدواء دون وصفة طبيب بل ويتقمص دور الطبيب ويعطي العلاج من اجتهاده فقط لتتحرك آلة الصرف وتطلق صوتها الذي يطربه.
قد يكون موظفا بنكيا يتلاعب بالأوراق وبعقول الزبناء ويعطيهم قروضا قد لا تتحملها أجرتهم الهزيلة، يشاهدهم يغرقون و ينتحرون، ولا يحرك ساكنا، كل همه الزيادة التي سيتوصل بها عن كل ملف ينجزه.
قد يكون منعشا عقاريا يغش في البناء ويبخل في المواد الأولية لكي يحقق أكبر قدر من الأرباح ، ولا يهمه إن سقطت البناية فوق رؤوس ساكنيها.
قد يكون وقد يكون، حتى خشيت أن نكون كلنا هؤلاء.
فهم موجودون في كل مناحي الحياة.
أهو مرض شديد العدوى؟ أم أنه صار رائجا لدرجة أصبح مألوفا وعاديا.
هؤلاء عديموا الضمير هم مرض المجتمع والسرطان الفتاك الذي يقف عائقا أمام الصحوة والنهضة.
قد نكون بحاجة للمواطنين الألمان أو للعقل الياباني المبهر. حيث أن كل حضارة مزدهرة ومتفوقة فهي بسبب فلسفة العفاف والإخلاص في العمل و احترام حقوق الغير.
واهم من يظن أن بإمكان البلدان المتعثرة أن تتقدم وتحقق النجاحات دون أن تشيع الأخلاق الحسنة و المواطنة الحقيقية بين الناس.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة