هل أصبحت أيامنا عبارة عن حقل من الألغام؟
هل أصبحت أيامنا عبارة عن حقل من الألغام؟


صحيح أن الحياة في شكلها الحالي متطورة ومريحة إلى حد ما مقارنة مع نمط حياة أسلافنا، حيث أن الاختراعات جعلت مما كان مستحيلا أو شاقا، يمكن تحقيقه بسهولة وخلال وقت وجيز كالسفر بين البلدان البعيدة أو إنجاز مهمات كانت تتطلب شهورا في وقت قصير  بفضل استعمال الآلات. 
لكن في مقابل هذا التطور هناك جانب سلبي وهو كثرة المخاطر التي تهدد حياة الأفراد. 
فكل يوم نسمع أو نقرأ خبرا عن وفيات بسبب حوادث السيارات أو الحوادث المنزلية  كالصعق الكهربائي أو الحريق أو الاختناق أو السقوط من مكان مرتفع أو بسبب الأمراض المستجدة والمستعصية . حتى صارت هذه الأخبار مألوفة وذلك راجع لكثرتها. 
لكن المتأمل في هذه الحوادث يدرك أنه غير معفي منها سواء هو أو  أحد أقاربه أو أطفاله أو أحبته، فإن مر اليوم بسلام فذلك خير كبير ونعمة تستوجب الصلاة  والشكر لله . حيث أن كل دقيقة نعيشها  تحمل في ثوانيها المعدودة  تهديدات جمة  للحياة، وكل يوم هو مغامرة تقتضي أقصى درجات التحري والانتباه، ولو أن القضاء والقدر نافذ مهما اتخذت من احتياطات، والحمد لله على كل الأحوال. 
إن نمط الحياة في شكلها الحالي يمكن تشبيهه بمسلسل "لعبة حبار" الكوري والذي صار الأكثر مشاهدة في "نيتفليكس" عبر العالم وتدور أحداثه حول  بطل مسلسل "لعبة الحبار" الذي يجد  نفسه مشاركا  بلعبة عملاقة غامضة، حيث يصبح عليه خوض العديد من المغامرات المرعبة لينجو بحياته ومستقبله.
صحيح أن الموت واحد مهما تعددت الأسباب وما نحن سوى أموات نمشي على الأرض ، وهي نهاية طبيعية لكل البشر وإحدى السنن الكونية التي لا يمكن تغييرها، فهل نتغافل عنها وننسى أن الموت مصيرنا؟ أم نستحضر ذلك في ذهننا ونفرح بكل يوم مر بسلام  في انتظار اليوم الموالي والذي لا نعلم هل سيكون الأخير !

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة