صرخة تلميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة...حاز شهادة البكالوريا حرا بميزة حسن وينشد المساعدة لدراسة القانون
أنا أمين منصور شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة (اعاقة حركية)حاصل على شهادة الباكالوريا شعبة العلوم الانسانية كمترشح حر بميزة حسن (15.52)، أقطن بأولاد حمدان اقليم مدينة الجديدة، فمنذ البداية كنت شغوفا بالدراسة رغم اعاقتي، فقد درست بالمدرسة الابتدائية عبد الكبير الخطيبي ، وكنت تلميذا مجدا ومجتهدا وكنت اذهب الى المدرسة مشيا على الأقدام و كان زملائي يساعدونني في حمل المحفظة، وبعد حصولي على شهادة الدروس الابتدائية سنة 2012 بميزة حسن جدا، انتقلت لمتابعة دراستي باعدادية الرشاد بأولاد حمدان، وبفضل الله فقد كنت احصل على المراتب الاولى سواء في السنة الاولى اعدادي او في السنة الثانية ، لكن في سنة 2014 وهي السنة التي كنت سأدرس فيها الثالثة اعدادي جاءني اقتراح لاجراء عملية جراحية فلم أتردد في قبوله خاصة وأنني أصبحت أعاني كثيرا بسبب المرض ولم أعد كما كنت في السابق، فحالتي الصحية أصبحت تزداد سوءا يوما بعد يوم،وأصبحت أجد صعوبة في المشي وأصبحت أشعر بعياء شديد كلما قمت بحركة، كما أنني تلقيت ضمانات من الطبيب الذي أشرف على اجراء العملية الجراحية لي بأنني سأصبح أفضل، وفي أواخر شهر شتنبر من سنة 2014 خضعت لعملية جراحية أولى بمدينة الدار البيضاء وفي الربع الأول من سنة 2015 خضعت لعملية جراحية ثانية بمدينة الجديدة، مما اضطرني الى مغادرة الدراسة، ذلك أنني لم أعد أستطيع المشي و كنت أجري حصص للترويض الطبي بمدينة الجديدة ، كما أنني في تلك الفترة لم يكن يهمني أي شيء في الحياة سوى صحتي، بالاضافة الى ذلك كان من المستحيل الجمع بين الدراسة والعلاج، وبعد فقداني للأمل في العلاج من مرض لا أعرفه حتى الان، وفي سنة 2018 وبعد انقطاع عن الدراسة لاربعة أعوام متتابعة، قررت العودة الى الدراسة باعدادية الرشاد ابتداء من السنة الثالثة اعدادي باستخدام كرسي متحرك، ولكن ولله الحمد عدت بعزيمة أقوى وبارادة كبيرة، كما أنني حصلت على دعم كبير من عائلتي، التي شجعتني على العودة لاستكمال دراستي، ورغم المعاناة الكبيرة، تمكنت ولله الحمد من الحصول على نقط جد ممتازة فاجأت الجميع، لكنها لم تكن مفاجئة لي لأنني كنت متيقنا من قدراتي وكنت اقوم بمجهودات كبيرة، وبعد الانتهاء من مرحلة الاعدادي، جاءت مرحلة الثانوي التأهيلي، وكنت مضطرا الى الذهاب الى مدينة الجديدة لاستكمال دراستي، فمنطقة أولاد حمدان لا تتوفر على ثانوية تأهيلية وهذا ما يسبب الكثير من المعاناة للأسر المعوزة والفقيرة بالمنطقة التي تعجز عن أداء مصاريف الدراسة لأبنائها مما يجبر الكثير من التلاميذ على الانقطاع عن الدراسة.
بعد تضحيات كبيرة من طرف عائلتي الصغيرة، انتقلنا الى مدينة الجديدة، والتحقت بالثانوية التأهيلية محمد الرافعي لمتابعة دراستي، ولله الحمد تمكنت من الحصول على نقط جد مشرفة في الدورة الأولى للجذع المشترك، لكن وبعد انتشار فيروس كورونا و توقف الدراسة، عدنا الى قريتنا بأولاد حمدان، وفي العام الدراسي الموالي أي العام الذي كنت سأدرس فيه السنة الأولى باكالوريا، وبسبب الظروف المادية الصعبة لعائلتي، حيث عجزنا عن توفير مصاريف الكراء، وبالتالي عجزنا عن الانتقال مرة أخرى الى الجديدة لاستكمال دراستي، و لهذا أجبرت على مغادرة الدراسة مرة أخرى.
بعد سنتين من مغادرة الدراسة، قررت الترشح للباكالوريا أحرار، وبالتالي بدأت التحضير لهذا التحدي الجديد مبكرا، وقد واجهتني عدة صعوبات و مشاكل، ذلك أنني كنت أدرس لوحدي دون أن يقدم لي أي أحد مساعدة مباشرة في دراستي، اذ كنت اكتفي بشرح الدروس بالاعتماد على الانترنت، وهذا الأمر كان صعبا، بحيث أنه ليست كل المعلومات الموجودة في الانترنت صحيحة، بالاضافة الى ذلك فالانترنت يقدم لك المعلومات لكنه لا يعلمك كيفية توظيف تلك المعلومات، الى جانب ذلك عانيت من غياب شخص يقوم بتقييم العمل الذي كنت أقوم به، وكنت أقوم بتوجيه نفسي بنفسي، ولم أكن أقوم بالساعات الاضافية، كما أنني خضت الامتحان بشكل عادي ولم أستفد من أي امتيازات، بل انني أجريت الامتحان في قاعة توجد بالطابق العلوي للمؤسسة، لكن ورغم ذلك وبعد عمل متعب وشاق وطويل تمكنت و لله الحمد من الحصول على شهادة الباكالوريا، وكان احساسي جميل جيدا، والأجمل هو أنني و بفضل الله حصلت عليها بنقطة جد مشرفة، كما أن عائلتي الصغيرة و الكبيرة وأساتذتي السابقين كانوا جد سعداء لما سمعوا بخبر نجاحي.
الان، وبعد حصولي على شهادة الباكالوريا أطمح باذن الله تعالى الى استكمال دراستي الجامعية، وأرغب في دراسة القانون، رغم أن هذا الأمر لن يكون سهلا خاصة وأن الكلية بعيدة عني وأحتاج الى من يرافقني وظروفي المادية لا تسمح لي بالانتقال الى المدينة لمتابعة دراستي، لكنني سأظل متشبثا بالامل و سأفعل كل شيء من أجل استكمال الدراسة وأتمنى أن لا تكون هناك عراقيل وحواجز تمنعني من ذلك.
أمين منصور
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة