آسفي.. تسيب وفوضى واعتداء ليلا على مواطنين في بيوتهم بدوار ''لسكاكمة
آسفي.. تسيب وفوضى واعتداء ليلا على مواطنين في بيوتهم بدوار ''لسكاكمة


هي حالة تسيب وفوضى غير مسبوقة عاش على إيقاعها  دوار "السكاكمة"، الخاضع للنفوذ الترابي لجماعة لبخاتي، دائرة عبدة، بإقليم آسفي، جراء طيش وتهور بعض الشباب، وانتشار ترويج المحظورات، من شيرا وكيف، ومسكر ماء الحياة (الماحيا)؛ هذه المحظرات التي يقتنيها المدمنون على استهلاكها، من بعض الدواوير المجاورة، مسخرين من أجل ذلك دراجات نارية، تكتظ بها الطرقات والمسالك غير المعبدة، ذهابا وإيابا، إلى غاية ساعة متأخرة من الليل؛ حيث إن بعض هذه الدراجات النارية، التي تخضع لعملية تحويل ميكانيكية، للرافع من سرعتها، إما  أنها مشكوك في مصدرها،  أو أنها لا تتوفر على شهادة التأمين.
هذا، وقد عرض مجموعة من الشباب من هذا التجمع السكني، دوار "السكاكمة"، أرملة وأفراد أسرتها، للاعتداء داخل البيت الذي يأويهم، عندما كانوا يخلدون ليلا للراحة والنوم. ما كاد يتسبب في وقوع جريمة دم.
وفي تفاصيل النازلة، التي هزت واهتزت، شهر غشت الساخن، على وقعها منطقة عبدة، فإن شبانا طائشين، قدرت المصادر عددهم بحوالي 20 فردا، ضمنهم راشدون وقاصرون، كانوا في حالة هيجان، عمدوا، في ساعة متأخرة من الليل، إلى محاصرة مسكن امرأة تدعى (ر.)، كان يتواجد بداخله أيضا أبناؤها الثلاثة، اثنان منهم  في عقدهما الثالث، وزوجة أحدهم وصغيراه في عمر الزهور، إلى جانب شخص يدعى (ن.)،  يبقى من معارف وأصدقاء الأسرة، التي حل عليها ضيفا، منتصف نهار اليوم ذاته، والذي قدم بالمناسبة من دوار "أولاد موسى"، الذي يبعد بأقل من 3 كيلومترات، عن دوار "السكاكمة"؛  
هذا، وقد شرع المعتدون، تحت جنح الظلام، في الرشق بالحجارة مسكن الأرملة، المستهدفة بالاعتداء، وفي نعتها بأصوات مرتفعة، بأبشع العبارات والنعوت اللأخلاقية، مطالبين إياها بإخراج الشاب الذي كان حل ضيفا على الأسرة، وتسليمه لهم. اعتداء شنيع لم يسلم من ويلاته حتى بيتان بالجوار، يأويان تحت سقفهما  شقيقتان تدعيان (ر.) و(ف.)، وأسرتاهما؛ إذ أن ذنبهما الوحيد أنهما من أقارب أسرة الأرملة المعتدى عليها.
وفي الوقت الذي كان المعتدون الذي كانوا في حالة غير طبيعية، يهمون، في مشهد يذكر بعهد السيبة والتسيب والفوضى، باقتحام المنزل المستهدف، وإخراج "الضيف" بالقوة،  تدخل بحكمة وتبصر مستشار جماعي، يدعى (ر.)؛ إذ عمل، تأمينا لسلامة الأخير الجسدية، على تهريبه على متن سيارة خفيفة، توجهت لتوها بسرعة فائقة صوب دوار "أولاد موسى"، حيث سكنى الشاب، الذي يكون قد نجا بأعجوبة من اعتداء إجرامي، غير محسوب العواقب. 
إلى ذلك، فقد توصلت الجريدة، عقب استقصاء أجرته، إلى أن الأمر  لم يكن يتعلق البتة، كما أريد لذلك عن قصد وبنية مبيتة، وخلافا لما استحضره بعضهم، وتداولته الألسن والإشاعات، من أسباب واهية وغير واقعية (نازلة أخلاقية "لاأخلاقية")، لتبرير فعل وفعلة المعتدين، فإن النازلة كان وراءها بكل بساطة حقد دفين، ورغبة جامحة في الانتقام من "الضيف غير المرغوب فيه" (persona non grata)، والذي  كان  "أهان"، في وقت سابق، حسب ما استقته الجريدة، بعض الأشخاص من دوار "السكاكمة"، في عرس كان أقيم بدوار "أولاد موسى"، سيما أنهم اعتبروا "طفيليين"، بعد أن لم تكن وجهت لهم دعوة لحضور الحفل. 
هذا، وفي ردة فعل غاضبة وحاقدة جراء نازلة محاولة الاعتداء على الضيف المستهدف، والتي كادت أن تسفر عن جريمة دم، والتي قد يتطور الوضع على إثرها مستقبلا، إلى ما لا تحمد عقباه، سيما أن بعض الشباب من دوار "أولاد موسى" أطلقوا، حسب ما تتداوله الألسن، تهديدات بالانتقام، إن حط أحد من سكان دوار "السكاكمة أقدامه على أرض تجمعهم السكني.
 إلى ذلك، فإن الوضع المتأزم، الذي بات ينذر بتأجيج مشاعر الكراهية والحقد، والرغبة الجامحة في الانتقام، بين ساكنة التجمعين السكنيين المتجاورين،  في مغرب واحد وموحد، واللذين ظلا دائما مرجعا في التعايش والتسامح والتآزر.. جراء محاولة الاعتداء، التي كادت أن تتطور إلى جريمة دم، وما واكب ذلك من سلوكات وتصرفات فوضوية وإجرامية، تسببت في إحداث الضوضاء، وفي ترهيب الساكنة، وفي المس بالأخلاق العامة، تستوجب تدخل وكيل الملك لدى ابتدائية آسفي، تفعيلا لاختصاصاته وصلاحياته القضائية،  المنصوص عليها بموجب مقتضيات قانون المسطرة الجنائية، ومن ثمة، فتح بحث قضائي، وتحريك الدعوى العمومية، وفق المواد 3 و36 و39  و40 من ق. م. ج.، تحقيقا للردع الخاص والعام، في إطار السهر على احترام القانون، واستتباب الأمن والنظام العامين.
وبالمناسبة، وموازاة مع التدخل الاستعجالي للنيابة العامة المختصة، ممثلة المجتمع والحق العام،  فإن هذه النازلة الساخنة، ستكون، بحكم الصفة الضبطية التي يحظى بها، وتفعيلا لمهامه واختصاصاته الترابية والإدارية، على طاولة ممثل السلطة الترابية الجديد، الحرش عبد العزيز، خريج الفوج الثامن والخمسين للسلك العادي لرجال السلطة، من المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة، والذي تم تنصيبه، الاثنين 21 غشت 2023، على رأس قيادة لبخاتي، التي التحق بها رسميا، اليوم الأربعاء. وللجريدة عودة للموضوع.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة