رغم الجهود المبذولة لتحسين البنية التحتية وتعزيز جمالية مدينة الجديدة، لا تزال بعض التفاصيل المهملة تُعيق تحقيق صورة حضرية متكاملة. ومن أبرز هذه النقاط المقلقة، استمرار وجود أعمدة كهربائية متقادمة تفسد المنظر العام وتثير استياء الساكنة.
في شارع محمد الرافعي، تتوزع أعمدة كهربائية إسمنتية قديمة على جنبات الطريق، تظهر عليها آثار التآكل والإهمال، وتفتقر لأي انسجام مع محيطها العمراني. وجودها بهذا الشكل العشوائي يجعلها بمثابة عائق بصري حقيقي في أحد الشوارع التي تُعد من المحاور الحيوية بالمدينة.
أما في شارع إبراهيم الروداني المؤدي إلى قصر العدالة ، فالوضع لا يقل إشكالًا، إذ تنتشر أعمدة كهربائية خشبية تعود لعقود مضت. هذه الأعمدة، التي كان يُفترض استبدالها منذ سنوات، تُعطي انطباعًا بالتخلف عن الركب الحضري، وتشكل في الوقت ذاته خطرًا محتملًا في حالة تعرضها للرياح أو الأحوال الجوية القاسية.
عدد من سكان المنطقة عبّروا عن تذمرهم من هذا الواقع، مشيرين إلى أن هذه الأعمدة تُشوه المنظر العام وتُعيق مسارات المشاة، فضلًا عن مخاوفهم من السلامة العامة. وطالبوا الجهات المعنية، وعلى رأسها جماعة الجديدة والشركة الجهوية متعددة الخدمات ، بالتدخل العاجل..
خاصة وأن مدينة الجديدة في حاجة إلى رؤية شمولية تُعالج كل جوانب الفضاء العام، بما فيها العناصر "المنسية" مثل أعمدة الكهرباء، التي يجب أن تخضع لاعتبارات الجمال والسلامة.
وإلى حين تحرّك الجهات المسؤولة، تبقى أعمدة شارع محمد الرافعي وإبراهيم الروداني شاهدًا على التناقض بين التحديث والموروثات المهترئة التي لم تجد بعد طريقها إلى التغيير.