لماذا تغيب رئيس جماعة اثنين شتوكة عن مهرجان ''أصالة شتوكة'' رغم الزخم الجماهيري والرمزية الوطنية؟
في وقتٍ تجسدت فيه روح الإنتماء والوطنية، وتوحدت مشاعر المغاربة احتفاءً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، وبالقرار التاريخي للمجلس الدولي الذي أنصف المغرب ملكاً وشعباً، اختار المجلس الجماعي لاثنين شتوكة الغياب التام عن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان "أصالة شتوكة"، وهو حدث ثقافي واجتماعي نظمته جمعية " الحي للتنمية والتعاون " حيث عرف إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق من الساكنة والمتتبعين للشأن المحلي.
المهرجان، الذي احتضنته جماعة اثنين شتوكة التابعة لإقليم الجديدة، شكل مناسبة للاحتفاء بالهوية المحلية وإبراز الحرف التقليدية والصناعة الأصيلة، بمشاركة مميزة من المديرية الإقليمية للفلاحة وعدد من العارضين والحرفيين والصناع التقليديين. كما شهد حضوراً وازناً لوفد رسمي ترأسه البرلماني: ناصر رفيق"، إلى جانب رئيس جماعة سيدي علي بن حمدوش " عبدالإله لفحل"، ورئيس دائرة أزمور، وثلة من فعاليات المجتمع المدني.
لكن المفارقة التي أثارت استغراب المتتبعين هي الغياب الكلي لممثلي المجلس الجماعي لاثنين شتوكة بجميع تلويناته السياسية، وهو غياب طرح أكثر من علامة استفهام حول أسبابه وخلفياته، خاصة وأن الحدث يحمل بعداً وطنياً يتجاوز أي حسابات سياسية ضيقة.
وفي محاولة لتوضيح الصورة، ربطت جريدة "الجديدة 24" الإتصال برئيس جماعة اثنين شتوكة لاستفساره عن سبب هذا الغياب، فكان جوابه مقتضباً ومفاجئاً:
> “المهرجان له طابع سياسي.”
ردّ أثار بدره مزيداً من التساؤلات، خصوصاً في ظل الطابع الإحتفالي والوطني للحدث، الذي كان فرصة لتكريس قيم الوحدة والإنفتاح والتعاون بين مختلف الفاعلين المحليين.
ويبقى السؤال الأبرز الذي يتداوله الرأي العام المحلي:
هل فعلاً يمكن اعتبار مهرجان بهذه الرمزية السياسية والوطنية مناسبة للإقصاء والانقسام، أم أنه كان فرصة ضيّعها المجلس الجماعي للتقارب مع الساكنة وإبراز روح الإنتماء إلى الوطن والمجتمع؟
وفي هذا السياق، يتساءل المتتبعون عن الدور الإيجابي للسلطات المحلية والإقليمية والمصالح الوصية التي عوضت في دعم مثل هذه المبادرات الثقافية التي تساهم في إبراز مؤهلات المنطقة وتثمين الرأسمال اللامادي للجماعة، وهل ستبقى مثل هذه المهرجانات رهينة التجاذبات السياسية أم ستتحول إلى رافعة حقيقية للتنمية المحلية؟
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة