طوفان حافلات نقل المستخدمين تخنق شوارع الجديدة
طوفان حافلات نقل المستخدمين تخنق شوارع الجديدة

 

لعل الاختناق المروري الذي تعرفه جل شوارع مدينة الجديدة، تؤكد أن هناك فرق شاسع بين النوايا المعبر عنها لدى الجهات الوصية والواقع، فلم يعد الاكتظاظ مرتبطا فقط بالشوارع الرئيسية أوفي وسط المدينة أو في منطقة ما، بل وصلت العدوى إلى العديد من المناطق الأخرى

 

وهو الأمر الذي يستدعي، حسب الكثير من المتدخلين، التفكير الجدي في وضع مشروع قابل للتنفيذ يحول دون أن تتحول الجديدة من مدينة السياحة والبحر والسكينة المعهودة إليها إلى مدينة تعيش الاختناق جراء غزو شوارعها من أسطول يدق ناقوس الخطر اسمه " حافلات نقل المستخدمين" الذي أصبح هم لدى ساكنة الجديدة من أجل تفادي الضغط والاكتظاظ، الذي تعرفه الشوارع خلال أيام الأسبوع.

 

فالي جانب تفاقم وضعية أزمة النقل الحضري بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وكان الاعتقاد أن المشكل في حد ذاته السبب وراء ذلك، لكن هذا الأمر كان مجرد اعتقاد واهن، فالمحنة لم تعد مقتصرة جراء الوضع الكارثي للنقل الحضري بل أصبح أخطر مما كان عليه وبشكل مخيف، للكم الكبير لحافلات نقل المستخدمين من مختلف أحجامها الذي أصبحت شوارع الجديدة تعيش عليه ليس فقط على وسط المدينة والمناطق المحيطة بها، بل طال كذلك حتى الأحياء الأخرى، كمنطقة الخياري المحور الرئيسي ومدار بانوراما إلى جانب شارع محمد السادس ، بسبب الاكتظاظ الذي تعرفه شوارع المدينة على مستوى الاختناق المروري الذي خلف استياء لدى الساكنة من خلال عرقلة التنظيم بالنسبة لحركة السير والجولان. ويثير هذا الاكتظاظ في الشوارع سخط  العديد من المواطنين ، الذين ضاقوا ذرعا بالوضعية الحالية التي توجد عليها مجموعة من وسائل النقل الحضري والمولود الجديد لحافلات نقل المستخدمين، التي لا تحترم الحد الأدنى احترام معايير المهنية واحترام الممرات التي تعرف نشاطا سكنيا أو تجاريا.

 

الرأي العام المحلي يرى أن هذه القضية أصبحت نقطة ساخنة بشكل كبير يجب إدراجها ضمن أشغال دورات المجلس البلدي، من أجل ضرورة معالجة الإشكالية المتعلقة بالنقل والتنقل في المدينة، ولابد من عقد دورة استثنائية لدراسة هذا الملف المشروع الذي أصبح يدق ناقوس الخطر بشوارع الجديدة التي أصبحت تعيش فوضى عارمة لهذا الأسطول الذي هو في تزايد مستمر.

 

المجلس البلدي مطالب اليوم وبشكل عاجل أن يحل هذه الإشكالية التي تؤرق بشكل كبير سكان هذه المدينة، الذين أصبحوا يعانون يوميا من التلوث على مستويات عدة، وهو الأمر الذي يستدعي، حسب مراقبين كثيرين للشأن المحلي، منح هذه القضية الأولوية القصوى من قبل جميع المتدخلين، حتى لا يستفيق سكان الجديدة يوما على مناظر مشابهة لمدن نيودلهي أو إسلام أباد، لتضل المدينة توفر لسكانها كل سبل الحياة الكريمة ومن بينها وضع حد لحالة الاختناق المروري، أو أن تصبح شبيهة بالمدن الآكلة للبشر، حيث تنعدم كل شروط الحياة الكريمة.

 

من المستغرب أن يبقى وضع النقل العام الحضري منه أو المتعلق بنقل المستخدمين في الجديدة مهملا, وكأنه لا يهم أحدا من المسؤولين, وهم يجوبون شوارع المدينة يوميا, ويرون المشكلات الناجمة عن عدم وجود نقل عام منظم تتراكم أمام أعينهم, بل يعانونها على المستوى الشخصي, مثلما تعانيها ساكنة المدينة،حتى يدفعهم الأمر إلى تحريك مشكلة النقل والتنقل, ودفعها في اتجاه الحل وإعادة التنظيم.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة