سمية عياد.. المرأة التي تم تعيينها لأول مرة بالجديدة قائدة على رأس مقاطعة حضرية
سمية عياد.. المرأة التي تم تعيينها لأول مرة بالجديدة قائدة على رأس مقاطعة حضرية

تطبيقا للسياسة الملكية الهادفة إلى بناء مجتمع ديمقراطي حداثي يضمن المساواة بين الرجل والمرأة. وتكريسا لهذا التوجه القائم على قيم المساواة وتكافؤ الفرص، بهدف إدماج العناصر النسوية داخل مجالات السلطة، تم تعيين امرأة  ولأول مرة على  رأس مقاطعة حضرية باقليم الجديدة.

 

لن تكون مهمة سمية عياد، ابنة مدينة فاس، سهلة وهي تتقلد مسؤولية قائدة على المقاطعة الحضرية الاولى بمدينة الجديدة، المدينة التي ألفت ذكورية أجهزة سلطتها، منذ أن ظهرت إلى الوجود قبل أكثر من ثلاثة عقود ونصف. لكنها مهمة، ليس من المستحيل النجاح فيها، في ظل وجود إرادة ورغبة في ذلك، وطموح شبابي لن تكسر عوده، كل العادات والتقاليد والأعراف.

 

سمية عياد، ذات الثمانية وعشرون ربيعا، هي أول امرأة اذن تعين قائدة في ملحقة إدارية بعاصمة دكالة. وهي بهذه الصفة، دخلت التاريخ من بابه الواسع. وستذكر على مر العصور والحقب، تماما كما ذكرت أوائل النساء في مختلف المجالات والميادين التي ولجتها المرأة المغربية، حتى في تلك المهن “الصعبة”، التي اعتبرت حكرا على الرجال.

 

قد تكون البداية صعبة في مجتمع ما زالت فيه النظرة إلى المرأة، لا تخلو من دونية و”ذكورية”. لكن مع مرور الأسابيع والأشهر والأيام، سيصير وجهها، مألوفا من قبل سكان حي سيدي الضاوي والحي البرتغالي ودرب غلف. حينها سيقول الجميع \"سمية أول امرأة كسرت عادة هيمنة الرجال على السلطة في إقليم محافظ بقراه وحاضرته\".

 

سمية الآن، هي أول قائدة بالجديدة، المهمة التي أنيطت بها في إطار حركة رجال السلطة الأخيرة. بعد تخرجها في إطار الفوج 44 للمعهد الملكي للإدارة الترابية، والذي حصلت فيه على دبلوم الماستر في الإدارة الترابية، لتلتحق سمية للعمل كقائدة مكلفة بمهمة بديوان عمالة بنمسيك بولاية الدارالبيضاء، لمدة 3 سنوات كاملة كأول تجربة لها في مجال السلطة، قبل أن تلتحق بمدينة الجديدة، هذه السنة ليعينها عامل الإقليم السيد معاذ الجامعي على رأس المقاطعة الحضرية الاولى بالجديدة.

 

ملفات عديدة تنتظر هذه المرأة الفاسية المعينة قبل اسبوعين قائدة على بعض أحياء مدينة الجديدة، للبرهنة على علو كعبها وتقييم تجربتها، خاصة ما قد يتعلق بالبناء وكل ما يدخل في إطار اختصاصها ومهامها.

 

وتبقى الأيام والأسابيع، وحدها الكفيلة بتقييم وتقويم تجربتها، في محيط قد يبدو غريبا، لكنها مطالبة بالتأقلم معه أحبت أو كرهت. فقط يلزم التفاني في العمل والتضحية فيه ونكران الذات والتعامل على قدر المساواة مع كافة المواطنين دون اعتبار لمواقعهم ونفوذهم وسلطتهم، الطريق الموصل إلى النجاح في مهمة لم تعد حكرا على الرجال.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة