ملف خاص: فارس دكالة طرد النحس وحقق الشهد الأول، هل تكون الكأس الفضية فاتحة خير على الدفاع لحصد ألقاب إضافية ؟
ملف خاص: فارس دكالة طرد النحس وحقق الشهد الأول، هل تكون الكأس الفضية فاتحة خير على الدفاع لحصد ألقاب إضافية ؟

الدفاع الحسني الجديدي ... فارس دكالة طرد النحس وحقق الشهد الأول

هل تكون الكأس الفضية فاتحة خير على الدفاع لحصد ألقاب إضافية ؟

البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها

 

إنجاز : أحمد منير (المنتخب)

 

تابع الجمهور الرياضي المغربي باهتمام كبير خلال الأسبوع الماضي الأجواء الاحتفالية غير المسبوقة التي عاشتها مدينة الجديدة ، عقب فوز فريقها الأول بلقب كأس العرش الذي أدخل فارس دكالة بالمناسبة نادي الأبطال والمتوجين ، وكان من الطبيعي جدا أن تشكل هاته الاحتفالات حدثا استثنائيا بالمدينة ،  حيث كشفت عن مدى تعطش الجماهير الجديدية إلى الألقاب والبطولات التي أدارت ظهرها للفريق منذ تأسيسه ، ولأن التجارب علمتنا أن الأندية الوطنية غير المدمنة والمتمرسة على الألقاب ، عادة لا تقو على الحفاظ عن موقعها في القمة بمجرد الوصول إليها ، فإن الدكاليين يخشون أن يسير فريقهم على خطا هاته الفرق ، وبالتالي تذهب كل المكتسبات التي تم تحقيقها سدى ، والأمثلة كثيرة ومتعددة في هذا الباب ..، الآن ، وبعد الشهد الأول للفريق ، تقع على عاتق جميع مكونات الدفاع الأساسية مسؤولية استثمار اللقب الأخير على نحو جيد ، خاصة وأن الفريق يتوفر على مؤهلات بشرية ومادية تسمح له بالمنافسة على الألقاب بدل الاقتصار على لعب أدوار ثانوية لا توازي طموحات جماهيره .

 

\"\"

 

حلم تحقق

 

تعاقبت على الدفاع الحسني الجديدي منذ تأسيسه سنة 1956 عدة أجيال سواء من المسيرين أو المدربين أو اللاعبين ، دون أن يكتب لهم تحقيق لقب يخلد اسم الفريق في التاريخ ، علما أن الجديدة أنجبت نجوما كبار سارت بذكرهم الركبان وساهم البعض منهم في تتويج الكرة المغربية بألقاب قارية وعربية ودولية ، وأطربوا الجماهير الرياضية بأدائهم الفرجوي الذي أكسبهم الإحترام والتقدير من طرف عشاق المستديرة الذين يحفظون أسماءهم عن ظهر قلب ،  وكان على فرسان دكالة انتظار 57 سنة بالتمام والكمال ليصعدوا لأول مرة في تاريخهم إلى منصة التتويج ، إثر فوزهم بكأس العرش التي أدارت ظهرها لهم في ثلاث نهايات سابقة مواسم : 77 و85 و86 ، قبل أن يبتسم لهم الحظ في المرة الرابعة التي جمعتهم بالرجاء البيضاوي في نهائي مثير سيبقى خالدا في الأذهان ومالت كفته في الأخير إلى زملاء العميد والمحارب عادل صعصع الذين عادوا إلى الجديدة مظفرين بالكأس الفضية التي أدخلت البهجة والفرحة إلى قلوب الدكاليين في الحواضر والقرى والمداشر الذين كانوا ينتظرون هاته الفرحة على أحر من الجمر .

 

-بنشيخة يحدث ثورة داخل الدفاع

لم يكن أشد المتفائلين بالجديدة يتوقع أن يحقق جيل حذراف ما عجزت عن تحقيقه الأجيال السابقة التي دافعت وبكل استماتة عن قميص الفريق دون أن يكتب لها الصعود إلى منصة التتويج ومصافحة الكاس الغالية ، وذلك بسبب غياب الأجواء المحفزة لذلك ، بعد صيف ساخن عاشه النادي إثر رحيل مدربه السابق جواد الميلاني خلال فترة الاستعدادات في ظروف غامضة ، وتهديد عدد من نجوم الدفاع بتغيير  الأجواء والارتباط بأندية أخرى بحثا عن آفاق أرحب ، لكن مع مجيء الإطار التقني الجزائري عبد الحق بنشيخة ، عاد الاستقرار إلى البيت الدكالي ، خاصة وأن الرجل الذي يملك مسارا غنيا بالألقاب والانجازات ، لم يأت إلى الجديدة من أجل السياحة ، أو بحثا عن الأموال التي راكمها بتونس والجزائر والخليج العربي ، وإنما جاء مسلحا بمشروع رياضي طموح انخرطت فيه بشكل تلقائي كل مكونات النادي بدءا بالمسيرين الذين الذي وفروا للمروض السابق لثعالب الصحراء الحد الأدنى من شروط العمل، ثم اللاعبين الذين رسخ في أذهانهم ثقافة المنافسة على الألقاب والتفاني في الدفاع عن قميص الدفاع ، كما آمن الجمهور الجديدي المتعطش للكؤوس والبطولات هو الآخر بمشروع بنشيخة ، خصوصا وأنه سئم من الانتظار ، وأصبح يشعر بنوع الغبن و"الحكرة " لعدم توفر فريقه على لقب واحد يزين خزانته التي ظلت تؤثثها فقط كؤوس يتيمة لدوريات ودية لا تسمن ولا تغني من جوع ، صفوة القول أن "الجنرال " بشخصيته الكاريزماتية وكفاءته المهنية العالية ، استطاع في ظرف أربعة أشهر من العمل إحداث ثورة كبيرة داخل الدفاع الجديدي مكنت هذا الأخير من ولوج نادي الأبطال بإحرازه كأس العرش التي فتحت شهية أصدقاء صعصع وحفزتهم على تحقيق ألقاب أخرى مستقبلا ، وهو طموح مشروع ، خاصة في ظل الأجواء المشجعة التي يعيشها حاليا الفريق الذي حصل مكتبه المسير على موافقة مبدئية من المدرب بنشيخة صانع أفراح الدكاليين ، لتمديد عقده ومقامه بالجديدة التي نسج علاقة مودة مع ساكنتها وفعالياتها التي أهدته مفتاح المدينة في حفل تكريمه بعدما عبر عن اعتزازه الخالص بالانتماء لدكالة .

 

\"\"

 

استقرار مالي

يجمع الكثير من المتتبعين للشأن الكروي الوطني على أن فارس دكالة يملك كل الظروف التي تساعده على الاستمرار في تحقيق مزيد من النتائج الايجابية  والمنافسة على الألقاب مستقبلا ، فإلى جانب توفره على مجموعة قوية ومتلاحمة ، يقودها مدرب كبير ومحترف ، يعيش الفريق كذلك نوعا من الاستقرار المادي بفضل الدعم السنوي الذي يقدمه له المحتضن الرسمي المجمع الشريف للفوسفاط الذي بادر مؤخرا إلى تجديد عقد اتفاقية احتضانه للدفاع لأربع سنوات إضافية ، خاصة بعد التحول الكبير الذي عرفه النادي هذا الموسم والصحوة القوية التي شهدها في منافسات البطولة والكأس ، حيث حافظت المؤسسة الراعية على نفس المنحة التي ظلت تضخها في حساب الفريق الجديدي ، والتي تقدر ب 4،1 مليون درهم موزعة على أربع دفعات ، وهو دعم يغطي حوالي 35 %من حجم الانفاق السنوي للفريق، وقد لعب عامل إقليم الجديدة معاذ الجامعي العاشق المتيم للرجاء البيضاوي والدفاع ، دورا كبيرا في إقناع إدارة الفوسفاط بالاستمرار في دعم فريق دكالة الأول ومساعدته على ترجمة أهدافه على أرض الواقع ، في انتظار أن يستثمر المسؤولون ، وبخاصة لجنة الماركوتينغ والتسويق الرياضي ، الطفرة النوعية التي عرفها فريقهم هذا الموسم ، ويبادروا إلى تعزيز وتنمية موارده المالية ، وذلك بإبرام عقود استشهارية مع مؤسسات صناعية وتجارية مواطنة ، بدل الاقتصار على دعم المحتضن الرسمي الذي لا يغطي جميع المصاريف.

 

تأهيل الإدارة يؤرق بال الجديديين

الأكيد أن الانجاز الكبير الذي حققه الدفاع هو نتيجة حتمية لمجهود جماعي ساهمت فيه العديد من الأطراف المتدخلة في اللعبة ، من بينها المكتب المسير الذي لا يمكن استثناؤه من معادلة النجاح لأي ناد رياضي ، وداخل إدارة الفريق الجديدي هناك كفاءات شابة تستحق الاشادة وتحاول جهد المستطاع الرفع من المنتوج الكروي للفريق وتأهيله نحو الاحتراف ، غير أن هذا اللقب لا ينبغي أن  ينسينا بعض مظاهر الهواية التي طبعت الكثير من قرارات مكتب الدفاع وتنم غياب الانسجام بين مكوناته ، وقد تابع الجمهور الدكالي تسابق بعض الأعضاء لحجز المقاعد أمامية في الحافلة المكشوفة التي استقدمها  عامل الإقليم من مراكش خصيصا للفرسان للقيام بجولة عبر شوارع المدينة ليتقاسموا مع ساكنة الجديدة فرحة الفوز بالكأس الفضية ، مع أن الأجدر بالتكريم والاحتفال هم اللاعبون والطاقم التقني صانعو الملحمة الكبرى ، كما اشتكى مسيرون غير ما مرة من استفراد قلة قليلة من زملائهم الذين يفتقدون إلى الحكمة والرزانة ، بأهم القرارات الحاسمة والأدوار أيضا ، دون إشراكهم في صناعتها ، إلى درجة أن البعض منهم قاطع الاجتماعات ، احتجاجا على غياب الديموقراطية الداخلية داخل " كلوب هاوس " ، ولم يظهر مكتب الدفاع بتشكيلته الكاملة (12 عضوا) إلا مرة واحدة ، أثناء مراسيم المباراة النهائية لكأس العرش . صحيح ، أن الدفاع خطا خطوة هامة في مشروعه الرياضي بعد تتويجه الأخير ، غير أن البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها كما يقول أحد الحكماء ، ولتكريس صحوته القوية ينبغي إعادة ترتيب بيته الداخلي أولا على أسس متينة ، انطلاقا من محطة الجمع العام المقبل للنادي المقرر متم الشهر الجاري ، والذي تأجل عدة مرات لأسباب تافهة ، والذي يريده الدكاليون جمعا ديموقراطيا ومسؤولا ، وينزه خلاله الفرقاء الدفاعيون مصلحة الدفاع عن كل الاعتبارات الشخصية والسياسوية ... ، ويتمخض عنه مكتب مسلح بفكر احترافي وقادر على التخطيط للمستقبل ، وليس مكتبا لتصريف الأعمال والإشراف على التدبير اليومي للفريق والذي هو من صميم عمل إدارة النادي التي يتقاضى موظفوها أجورا شهرية محترمة كتعويض عن هاته المهام ، أما الالتصاق بالكراسي وضدا على إرادة المنخرطين والقانون ، فإنه بكل تأكيد سيهدم كل ما تم بناؤه وتحقيقه من مكتسبات في المدة الأخيرة ، ويعيد الدفاع إلى نقطة الصفر ، وهذا ما لا نتمناه .

 

\"\"

 

جمعية دكالة تعود إلى الواجهة

شكلت جمعية دكالة التي رأت النور في بداية التسعينيات من القرن الماضي بمبادرة من بعض أعيان المدينة ، أحد المدعمين الأساسيين للدفاع الحسني الجديدي لعدة مواسم ، حيث لعبت دورا كبيرا في إقناع بعض المستشهرين  المقربين من بعض أعشاء الجمعية في الارتباط بالنادي ، قبل أن تتوارى عن الأنظار لأزيد من عقد ونصف تقريبا ، لتتفرغ للأنشطة ذات البعد الاجتماعي والبيئي ، لكن خلال المدة الأخيرة عادت جمعية دكالة إلى الواجهة من جديد ، حيث حضر رئيسها عبد الكريم بن الشرقي نهائي كأس العرش ، وكان مرفوقا ببعض أعضاء الجمعية الذين حضروا أيضا الاحتفالات التي أقامها عامل الإقليم بمناسبة تتويج الدفاع بأول لقب في تاريخه ، وهو ما فسره كثيرون برغبة جمعية دكالة في الانخراط مجددا في هذا التحول الكبير الذي يشهده الفريق الجديدي.

 

الدفاع و(م ش ف) ملزمان بتوقيع ملحق في بداية كل موسم

 

من بين التعديلات التي أدخلت على بنود عقد الاحتضان في صيغته الجديدة الموقع قبل ثلاثة أسابيع بين الدفاع الحسني الجديدي ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط  بالجديدة ، أن الطرفين ملزمان في بداية كل موسم رياضي بتوقيع ملحق لاتفاقية الاحتضان الحالية ، يحدد من خلاله مكتب الدفاع أهدافه الرئيسية في منافسات البطولة والكأس ، حتى يتسنى لمحتضنه الرسمي تحديد القيمة المالية للدعم في السنة الموالية والتي قد تعرف زيادة بحسب الرهانات المسطرة للنادي .

 

هل تنخرط المجالس المحلية والجهوية في دعم الدفاع ؟

عندما ارتبط المجمع الشريف للفوسفاط بالدفاع الجديدي في شتنبر 2008 بعقد شراكة يمتد لأربع سنوات كان من بين الموقعين على وثيقة الاحتضان إلى جانب إدارة الفوسفاط رؤساء جماعتي الجديدة ومولاي عبد الله أمغار والمجلس الإقليمي ، إضافة إلى مجلس جهة عبدة /دكالة ، الذين أعلنوا وقف صنابير الدعم عن فريق الدفاع لكرة القدم ، والتزموا بالمقابل بتوزيع المنحة السنوية على باقي الفروع الرياضية الأخرى لمساعدتها على تنفيذ برامجها ، وخلال حفل تجديد اتفاقية الاحتضان بين ( م ش ف ) والفريق الدكالي ، راجت بعض الأخبار عن وجود مفاوضات سرية تقودها السلطات المحلية مع المؤسسات الدستورية بالإقليم والجهة من أجل اقناع هذه الأخيرة بتخصيص جزء من ميزانيتها السنوية لدعم فريق الجديدة الأول ، حتى يتسنى لرجال بنشيخة لعب أدوار بارزة في المسابقات المحلية والقارية والمنافسة على الألقاب .

 

سعيد قابيل رئيس الدفاع الجديدي

 

شهيتنا مازالت مفتوحة على الألقاب

 

بدا سعيد قابيل رئيس الدفاع الحسني الجديدي سعيدا بتتويج فريقه بأول لقب في تاريخه ، بعدما أخفق كل الرؤساء السابقين الذي تعاقبوا على قيادة الفريق منذ فجر الاستقلال في إهداء الجماهير الدكالية لقبا يروي عطشها ، واعتبر قابيل في تصريح خاطف ل"المنتخب " الانجاز الكبير الذي حققه الدفاع هو ثمرة مجهود ساهمت فيه كل مكوناته الأساسية ، ونتاج طبيعي لتراكمات امتدت لسنوات طويلة ..، مشيرا إلى أن الفريق الجديدي وبعد فوزه المستحق بلقب كأس العرش تفتحت شهيته ، وسيشكل هذا الانجاز الهام ، حافزا معنويا للاعبين والطاقم التقني والمكتب المسير لمواصلة العمل من أجل احراز ألقاب محلية وقارية مستقبلا ، في مقدمتها درع البطولة الاحترافية الذي ينقص خزانته ، إضافة إلى كأس الكاف التي سيدخل الفريق غمار منافساتها بدء من شهر فبراير المقبل ، خاصة وأن النادي بحسب المتحدث ذاته يتوفر حاليا على كل الظروف التي تساعده على منافسة الأقوياء على الألقاب .

 

 ودعا الرئيس الجديدي في الأخير كل الفعاليات المحلية إلى مواصلة التعبئة وراء الدفاع والتسلح بثقافة الألقاب التي رسخها المدرب بنشيخة في أذهان لاعبيه هذا الموسم .

 

\"\"

 

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة