مدينتا الجديدة وأزمور تؤكدان مكانتهما المستحقة ثقافيا وفنيا على الصعيد الوطني برسم سنة 2013
مدينتا الجديدة وأزمور تؤكدان مكانتهما المستحقة ثقافيا وفنيا على الصعيد الوطني برسم سنة 2013

استطاعت مدينتا الجديدة وأزمور خلال سنة 2013 أن تؤكدا مكانتهما المستحقة في المجالين الثقافي والفني، من خلال تنظيمهما لعدة تظاهرات ذات بعد ثقافي وفني متميز جمعت بين الأدب والموسيقى والتراث الشفوي والروحي، ما مكنهما من إبراز غناهما ومؤهلاتهما الحضارية والثقافية.

 

وكان لهذه التظاهرات الثقافية والفنية، إلى جانب العديد من اللقاءات الاقتصادية والرياضية الوطنية والدولية التي احتضنتها مدينة "مازاغان" طيلة السنة، دور أساسي في إشعاع المدينتين والتعريف بمؤهلاتهما الكبرى على الصعيدين الوطني والدولي، وتأكيد الدور الذي تضطلع به الثقافة والفن في مجال تكريس الهوية الوطنية بكل أبعادها وروافدها وغناها، والمساهمة في نشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب.

 

ومن أجل تأكيد هذا الدور احتضنت مدن الجديدة وأزمور وسيدي بوزيد، الدورة الثالثة للمهرجان الدولي "جوهرة الحياة"، تحت شعار "الحياة لا تقدر بثمن"، جمع بين مختلف الفنون الموسيقية والمسرحية والرياضة والتربية بمشاركة ثلة من الفنانين المعروفين على الصعيد الوطني والدولي، حيث ساهم بشكل كبير في التعريف بالمدينة وإنعاش وجهتها الاقتصادية والسياحية والطبيعية، فضلا عن الدور الهام الذي اضطلع به في مجال تنشيط وترفيه الساكنة المحلية وزوارها.

 

ومن أجل ترسيخ البعد الروحي والديني بالمدينة، احتضنت الجماعة القروية مولاي عبد الله بإقليم الجديدة من 16 إلى 23 غشت 2013 موسم مولاي عبد الله أمغار، وهو أكبر موسم ديني، استقبل هذه السنة أزيد من 500 ألف زائر ولقي نجاحا كبيرا سواء على مستوى الفقرات الفنية المبرمجة والعروض الدينية والثقافية والرواج الاقتصادي والتجاري.ويعد هذا الموسم بمثابة تجمع سنوي لعدد من القبائل وزوار المدينة من داخل وخارج المملكة، ويتضمن عدة أنشطة دينية وثقافية وتجارية وفنية تشتمل على دروس دينية وأمسيات للسماع والمديح واستشارات دينية وندوات فكرية ومباريات في حفظ القرآن الكريم وتجويده، وعروض في فن الفروسية (التبوريدة) والصيد بالصقور. ولمد جسر للتواصل الصوفي والموسيقى الروحية بين الشعوب العربية، احتضنت كل من مدينتي الجديدة وأزمور ما بين 26 و28 يوليوز 2013 الملتقى الدولي الثالث لفن الملحون، تحت شعار "فن الملحون والسماع الصوفي .. بدايات وتقاطعات"، بمشاركة أزيد من مائة فنان وفنانة من المغرب ومصر والجزائر ومجموعة ملتقى السلام من فرنسا.وعرفت عروض هذه السنة، التي نظمت بمبادرة من الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بتعاون مع عمالة إقليم الجديدة، تنوعا بين فن الملحون والموسيقى والإنشاد الروحي والذكر الصوفي، بالإضافة إلى الفن الشعبي الجزائري والإنشاد الديني لصعيد مصر، وذلك من خلال ثلاث ليالي فنية موزعة على خمس حفلات احتضنتها فضاءات أثرية عريقة بمدينتي أزمور والجديدة كفضاء ابراهيم مونليس وحديقة محمد الخامس.ومن أجل إدخال نوع من الفرجة والترفيه على الساكنة المحلية وتكريم الفن المسرحي المغربي، احتضن مسرح عفيفي بمدينة الجديدة من 13 إلى 16 يونيو 2013 فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الضحك "دورة الفنان المقتدر محمد الجم" والتي احتفت بالعطاءات القيمة لهذا الممثل المغربي الرائد، بحيث شكلت فضاءات مسرح عفيفي والحي البرتغالي وحديقة محمد الخامس، أرضية للعروض الفكاهية المتنوعة من تنشيط مجموعة من الفكاهيين المغاربة، وورشات فنية حول المسرح والتعبير الفني وفن الكاريكاتير.

 

وإحياء للتراث الديني والروحي، نظم المعهد الثقافي الفرنسي بمدينة الجديدة ما بين 19 و25 يوليوز فعاليات الدورة السابعة لليالي رمضان بمشاركة مجموعة من الفنانين يمثلون دول منغوليا وفرنسا ومصر وتونس والجزائر وإسبانيا وفلسطين بالإضافة إلى المغرب، اكتشفت من خلالها ساكنة المدينة وزوارها أشكالا مختلفة من الموسيقى الروحية، والنغمات الشرقية والمغاربية وموسيقى الفلامنكو والصول والرقص التقليدي.وشارك في هذه الأمسيات، التي ساهمت في تلاقح الثقافات بين الشعوب وتكريم الثقافات الموسيقية للبحر الأبيض المتوسط لهذه الدول، والتي نظمت بتعاون مع مندوبية وزارة الثقافة بجهة دكالة عبدة، كل من المطربة التونسية أمل المثلوتي ومجموعة حال الغيوان وأولاد الحلوي ومجموعة الحاج تيسا وربيع الملحون بازمور وروح أم الربيع للمديح والسماع ولعابات ازمور ومريان اية اومالك من المغرب.

 

ولإبراز الموروث التقليدي بالإقليم، شهدت زاوية القواسم من 19 إلى 21 أبريل فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الصقارة (فن تربية الصقور والصيد بها)، وهي تظاهرة ثقافية تحمل شعار "الصقارة.. موروث تقليدي وتراث عالمي"? بمشاركة ضيوف من دول الخليج وأوروبا وآسيا.وأكدت هذه التظاهرة أصالة وقدم هذا الموروث الثقافي الذي يجسد العلاقة الوطيدة التي تربط طائر الصقر بالإنسان، وضرورة إحياء هذا التراث وإعادة الاعتبار لمربي الصقور بالمنطقة.كما عاشت مدينتا الجديدة وأزمور من 17 إلى 19 ماي 2013 على إيقاعات الشعر المتوسطي من خلال فعاليات المهرجان الدولي الأول للشعر "أصوات حية? من متوسط إلى آخر". تظاهرة خصصت للاحتفاء بالذكرى 50 لعلاقة التوأمة التي تربط بين الجديدة "مازاغان العتيقة" و"سيت" الفرنسية.وكان الهدف من هذا المهرجان، الذي نظم بمبادرة من جمعية الثقافة الحرة? بتعاون مع عمالة إقليم الجديدة والجماعتين الحضريتين لمدينة الجديدة وأزمور ومدينة سيت الفرنسية بمشاركة أزيد من خمسين شاعرا يمثلون 25 بلدا متوسطيا،من بينها فرنسا، وإسبانيا والمغرب والبرتغال وإيطاليا وتونس ومقدونيا والعراق وصربيا وقطر وسورية واليونا ولبنان وفلسطين وكوسوفو والأردن وتركيا، هو إبراز الروابط التي تجمع المدينتين على مستوى التراث الثقافي ومد جسور للتواصل والانفتاح والتسامح بين مختلف البلدان المشاركة.

 

 وموازاة مع هذه التظاهرة، التي عرضت فقراتها مشاركة ثلة من الشعراء بالحوض المتوسطي بكل من حديقة محمد الخامس ومسرح الجديدة وبالقلعة البرتغالية ومدينة أزمور والقبطانية القديمة وساحة "مولنيس" العمومية، اقترحت فقرات للحكي والموسيقى والمسرح من تنشيط الفنانة "سافو" التي ستحيي أغاني "أم كلثوم" وعبد الرحيم الصويري في الموسيقى الأندلسية ورولة صفار وخالد البدوي وخالد إيسباس وآخرون.

 

من جانبها تألقت الفنون التشكيلية ما بين 17 و19 ماي 2013 في أسوار أزمور العتيقة من خلال مهرجان "رامب آرت" (فنون الشارع) في دورته الثالثة، وذلك من خلال تشكيل جداريات ساهم في إنجازها فنانون مغاربة وأجانب من الدانمارك والبيرو وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وسويسرا والسنغال والإمارات والسعودية والعراق والبرتغال والجزائر وقطر ومصر وفلسطين وتونس وليبيا.وتميزت هذه الدورة بالمزج بين الفنون التشكيلية الكلاسيكية والفن الحضري"ستريت آرت" من خلال إعداد أعمال كلاسيكية وجداريات جماعية داخل إقامة فنية بالمدينة القديمة بأزمور، فضلا تنظيم ندوة حول الرحالة مصطفى الأزموري"(استيفانيكو) وعدة ورشات للرسم ومعارض ولقاءات تكوينية وسهرات فنية ومعارض للصناعة التقليدية والتحف الفنية ومباراة للتزلج على الأمواج خاصة بشباب مدينة أزمور.

 

 ولإبراز الدور الهام الذي يضطلع به الفرس في التركيبة الثقافية والفنية للمجتمع المغربي، احتضنت حلبة سباق الخيل الأميرة للا مليكة من 2 إلى 6 أكتوبر 2013 الدورة السادسة لمعرض الفرس للجديدة تحت شعار "الفرس أداة للإشعاع الحضاري المغربي"، قدمت خلالها ستة عشر سربة تمثل جميع جهات المملكة طيلة فترة المعرض عروضا في فنون الفروسية التقليدية (التبوريدة)، فضلا عن تنظيم سلسلة من الندوات الثقافية والعلمية ترتبط بشعار هذه الدورة.

 

كما احتضنت مدينتا الجديدة وأزمور ما بين 26 و28 يوليوز 2013 فعاليات الملتقى الدولي الثالث لفن الملحون (ملحونيات)، بمشاركة كل من عبد المجيد رحيمي من أزمور وأحمد الصادقي (الريصاني) وعثمان ساسي (تارودانت)، في حين استمتع الجمهور الزموري بفضاء "إبراهام مونيس"ٍ بابتهالات وقصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم من إنشاد الشيخ ياسين التهامي من مصر، ووصلات موسيقية في الحضرة وفن الملحون والكناوي من إلقاء الشيخ محمد السوسي من فاس.كما استمتع الجمهور الجديدي والزموري وزوار المدينة ومحبو فن الملحون والمديح، بوصلات موسيقية أطلق عليها شعار" ليلة أصالة الملحون والسماع"، من تنشيط أحمد الصادقي من الريصاني وعبد الحق بوعيون من مراكش ومحمد النجيوي من فاس، وعثمان ساسي من تارودانت، وحياة بوخريص وماجدة اليحياوي والطائفة العيساوية وعبد المجيد الرحيمي من أزمور، بالإضافة إلى مجموعة أبو شعيب السارية للمديح والسماع ومجموعة ملتقى السلام بفرنسا وعبد القادر شاعو من الجزائر صحبة جوق التهامي بلحوات من المغرب ومحمد السوسي في الحضرة والملحون والكناوي.

 

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة