سيدي بنور: محاولة انتحار، كادت أن تتسبب في تفجر حي سكني بكامله
سيدي بنور: محاولة انتحار، كادت أن تتسبب في تفجر حي سكني بكامله

خيمت أجواء من الخوف والهلع على سكان حي بام بسيدي بنور مساء يوم الخميس 24 أبريل 2014، بعد أن أقدم شخص في حالة هيجان خطير، على الصعود إلى سطح منزل أسرته، وقام بخلع جميع ملابسه حتى الداخلية منها، وهدد بالانتحار تارة من خلال رمي نفسه، وتارة أخرى بتفجير قنينتين من الغاز "الحجم الكبير"، وهو يلوح بيديه الحاملتين لسكين ومفك براغي (تورنوفيس)، وهو يردد عبارة (واش اعرفتوني علاش بغيت ندير هاد شي) كسؤال معلق دون إجابة.

 

 

وقد رمى حشود المتجمهرين بالحجارة وقنينة صغيرة من الغاز وكل حاجيات أسرته المتواجدة بسطح المنزل، بعد أن عجز عن العثور على عود الثقاب أو ولاعة  غاز من أجل تفجير قنينتين من الغاز "الحجم الكبير" التي وضعهم بجانبه في أعلى السطح، وبدأ في تهديد كل من يقترب منها،قبل أن يتم التمكن من شل حركته، بخط تنسيقية بين رجال الأمن ورجال الوقاية المدنية وأعوان السلطة بمساعدة بعض المواطنين من معارفه،حيث تم إحباط كل ما كان سيقدم عليه من أفعال شنيعة.

 

هذا وقد استنفر هذا الحادث كل الأجهزة الأمنية والمسؤولين على رأسهم باشا المدينة وحشد من رجال الأمن وأعوان السلطة والوقاية المدنية التي ساهمت بشكل كبير في إحباط هذه العملية التي كانت ستؤول إلى ما لا تحمد عقباه، لولا الألطاف الإلهية ،وتضافر المجهودات الجبارة التي بدلها رجال الوقاية المدنية، التي تعرض رئيسها وأحد الإطفائيين من رجاله إلى الضرب والرشق بالحجارة من طرف هذا الشخص الهائج، وقد بدا هذا من خلال الكدمات البادية على أيديهم، كما تعرض في نفس الوقت عون سلطة إلى عضة في كتفه،أثناء عملية مباغتة الشاب الهائج وشل حركته نهائيا، إثر خطة محكمة استعملت فيها أسطح المنازل المجاورة لمكان الحادث، حيث تمكنوا من إلقاء القبض عليه وتسليمه لرجال الأمن الذين قاموا بنقله إلى مقر المنطقة الإقليمية للأمن من أجل البحث معه ومعرفة أسباب وخفايا هذه المحاولة.التي ترفع من العدد المهول في محاولات للإنتحار المتكررة بإقليم سيدي بنور في  غضون الشهور الفارطة.

 

وهذا ما يفرض علينا طرح التساؤل بالبند العريض وبخط أحمر،عن أسباب ومسببات تكاثر هذه الظاهرة التي تحصد المزيد من ارواح الفئات الشبابية بإقليم سيدي بنور،أمام الصمت الرهيب للمسؤولين وجمعية المجتمع المدني بكل أطيافها، كل حسب مسؤولياته ومهامه،في ضل انسداد الأفق وعدم توفر فرص الشغل التي تساهم في تخليص هذه الفئة العمرية من براثن المخدرات والإصابات بالأمراض النفسية التي تعتبر القاعدة الرئيسية في تكاثر محاولات الإنتحار.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة