وفاء كلبة يخلق الحدث بمدينة الجديدة
وفاء كلبة يخلق الحدث بمدينة الجديدة

بعيدا عن أخبار جرائم الدم وحوادث الاغتصاب والقتل.. التي تطلع بها المواقع الالكترونية وتنبعث رائحتها في سماء المدينة كل صباح لتبلد مشاعرنا وتخدش أحاسيسنا، سنقف اليوم مع خبر من نوع آخر معطر برائحة الوفاء، خبر تفيض منه أرق المشاعر التي أنزل الله على الأرض والتي بدأت تنقرض من قلب الإنسان في زمن الخيانات والمصالح والنكران، في حين حافظ عليها الحيوان بكل صدق وحملها بإخلاص، مما يدفعنا لطرح أكثر من علامة الاستفهام،  أين نحن أبناء البشر من هذا؟، وما الدوافع والأسباب  التي أدت إلى انهيار القيم والمشاعر الجميلة من مجتمعنا.

 

عن الوفاء أتكلم يا أبناء عشيرتي، الوفاء الذي قدمت فيه كلبة بتجزئة الكوثر قرب الحي الجامعي بالجديدة ،درسا ساميا في تجسيد المعنى الحقيقي للإخلاص، حيث أقدمت هذه الكلبة، مساء يوم الجمعة، على المكوث بجانب عربة صغيرة للأطفال "poussette" تستعملها سيدة تمتهن النبش في قارورات الأزبال في نقل أغراضها والتي كانت تسوقها رفقة الكلبة ، وذلك بعد أن سقطت مغمى عليها بأحد الشوارع المتواجدة بحي الكوثر  نظرا لإصابة السيدة (صاحبة الكلبة) بحالة "الصّرع" الذي تعانيه، حسب ما أكده الحارس الليلي بالحي، الكلبة ظلت جاثمة وملتصقة بمكان سقوط السيدة وبجانب عربة الأطفال لمدة تجاوزت 18 ساعة أي من تمام الثامنة ليلاً وحتي حدود الحادية عشرة من صباح اليوم الموالي،بعد أن تكفل فاعل خير من ساكنة الحي الكوثر  بنقلها نحو المستشفي الكبير بالجديدة من أجل تلقي العلاج، ومن الاشياء المثيرة كذلك في هذه القضية، يضيف نفس المصدر، (الحارس الليلي) هي لحظة عودة السيدة الى مكان تواجد عربتها وأغراضها، بعد امتثالها الى الشفاء ،هو ردة فعل الكلبة التي بدت عليها علامة البهجة من خلال حركتها المرفقة بالتمايل وإصدار صوت رنان على شكل أنين، فرحاً بعودة صاحبتها سالمة و في حالة صحية جيدة.

 

حقيقة، درس قاس لنا....وقصة تفوق احداثها السرد والوصف...فوفاء الكلبة ربما عوض في قلب السيدة المسكينة جزء من جحود المجتمع وآلام المرض وشظف العيش...

 

للإشارة فالصور وتفاصيل هذه القصة تابعها عن كثب الحارس الليلي للحي،وقد حمل لنا هذا الحدث درسا مهما لكي نحترم الكائنات الأخرى التي خلقها الله  لتكون لنا فيها عبرة بأن للمشاعر والقيم مقدسة و يجب احترامها وتفعيلها في أسمى الصور بيننا نحن أبناء البشر. 

 

 

\"\"

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة