حوار خاص عزالدين لعمارتي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية و مرشح للكتابة العامة خلال المؤتمر الوطني السابع
حوار خاص عزالدين لعمارتي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية و مرشح للكتابة العامة خلال المؤتمر الوطني السابع

تعقد الشبيبة الاشتراكية مؤتمرها الوطني السابع، أيام 9 – 10 -11 يناير 2015، ببوزنيقة، تحت شعار، «الشباب.. رهانات التغيير والاستقرار ". و في هذا السياق، يتحدث عزالدين لعمارتي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية و مرشح للكتابة العامة خلال المؤتمر الوطني السابع ، في حوار خاص مع"موقع الجديدة 24"عن أجواء التحضير للمؤتمر الوطني السابع للشبيبة الاشتراكية و عن رأيه في مشاركة الشباب المغربي في حركة 20 فبراير و تصوره للمجلس الأعلى الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي، إضافة إلى تقييمه للعلاقة التي تجمع  الشبيبة الاشتراكية بحزب التقدم و الاشتراكية.

 

 

لعمارتي: برنامجي يتطلع إلى  الانكباب على قضايا الشباب والدفاع عنها في كل المحافل والمؤسسات الوطنية، والعمل على تكوين وتثقيف الشباب وخلق فرص لتفتح طاقاته الابداعية تراعي خصوصية مرحلته العمرية و طبيعة اهتماماته

حاوره: عبد الحق لشهب

 

  -      كيف تمر أجواء التحضير للمؤتمر الوطني السابع للشبيبة الاشتراكية؟

ان التحضير للمؤتمر الوطني السابع الذي سينعقد ما بين 9و11  من هذا الشهر تميز بزخم نوعي وكمي في حضور الشباب للملتقيات الاقليمية المنظمة في كل ربوع المملكة غطت جميع جهات المملكة الستة عشر والتي أطرها أعضاء المكتب الوطني الذين قاموا بعمل جبار وسافروا في رحلات مكوكية طيلة شهر دجنبر والأسبوع الأول من شهر يناير و قد تجاوب مناضلات ومناضلي الشبيبة الاشتراكية بإيجابية مع وثائق المؤتمر وناقشوا بكل مسؤولية وضعهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والمهام المنوطة بالمنظمة في الدفاع عن مصالح الشباب كفئة عريضة داخل المجتمع والتي يجب أن تولى لها العناية الكاملة والرقي بأوضاعها من أجل مستقبل زاهر لوطننا الحبيب.

 

-      اخترتم شعار: " الشباب: رهانات التغيير و الاستقرار" للمؤتمر الوطني السابع  ، ما هي منطلقاتكم؟

اختير شعار المؤتمر الوطني بعناية فائقة من طرف مناضلات ومناضلي المنظمة بعدما أخذ منا وقتا طويلا في قراءة وتحليل الحراك العربي ومآلاته وسياقاته ومسبباته، وما شكله هذا الحراك من استثناء في مجتمعنا لأن الشباب المغربي الذي خرج ليعبر عن مطالبه، طالب بإسقاط الفساد ولم يطالب بإسقاط النظام، لأنه لم يكن مقصيا من المشاركة الفعلية في الحياة العامة، كما سنحت له الفرص لإبراز ذاته وطاقاته الخلاقة، وإبداء آرائه والمساهمة في النقاش العمومي العلني والحر، ولم يحرم من التدخل الإيجابي في الشأن العام، لعشرات السنين. وهذا في حد ذاته يعبر عن وعي الشباب بالمكتسبات التي تحققت في وطنه ويعبر عن الوعي بأهمية المؤسسات داخل المجتمع، والحفاظ على أمن الوطن والمواطنين من العبث والفتن.

 

     كيف تراهنون على التغيير في ظل الاستقرار؟

لقد أثبتت التجارب الانسانية الضاربة جذورها في تاريخ البشرية والراهنية منها أن التغيير الحقيقي والفعال هو الذي يصنع في ظل استقرار المجتمع ومؤسساته حفاظا على سلامة المواطنين من كل الأخطار وإراقة الدماء و الفتن و ما تعيشه بعض الدول العربية خير دليل على ما نقول،  إن المبادئ التي نؤمن بها تحتم علينا احترام الانسان وكرامته وجعله غاية في ذاته وهذا يدفعنا الى ضرورة بناء تغيير اقتصادي وسياسي واجتماعي وفكري داخل المجتمع دون اراقة نقطة دم واحدة ودون عنف لأن الانسان عندنا مقدس وحياته لا تقدر بثمن ولهذا وجب تحسين أوضاعه والرقي بها نحو الأفضل بالاحتكام الى منطق العقل والمشروعية والقانون والقيم الانسانية النبيلة.   

 

-          هناك تسابق محموم للظفر بمنصب رئاسة القطاع الشبابي لحزب التقدم و الاشتراكية على اعتبار تعدد الترشيحات؟

إن تعدد الترشيحات للكتابة العامة يجب النظر إليه كحدث صحي وايجابي وضروري وخاصة اذا انطلقت الترشيحات من قناعات شخصية تؤطرها رؤى استراتيجية لتطوير أداء المنظمة وليست مصالح شخصية لخدمة أغراض نفعية ذاتية، هذا التمرين الديمقراطي عاشته الشبيبة الاشتراكية لأول مرة خلال مؤتمرها السادس . وعموما فتعدد الترشيحات هو تمرين ديمقراطي يجب أن تتبارز فيه البرامج وتنبني على تعاقدات واضحة ومجدولة زمنيا لأن منطق الترشيح الفردي أو التوافقي يمكن أن يدخل القيادة الوطنية لمنطق الثقة الزائدة والاستكانة والركون وعدم الفعل والمبادرة وتجويد أداء التنظيم.

 

     - كيف تقييم علاقة الشبيبة الاشتراكية بحزب التقدم و الاشتراكية؟

لابد هنا من توضيح نقطتين أساسيتين: الأولى وهي أن منظمة الشبيبة الاشتراكية هي منظمة موازية لحزب التقدم والاشتراكية ومدرسة لتخريج الأطر الشابة المتمرسة سياسيا لخدمة الحزب الذي نتقاسم معه المرجعية الفكرية والاديولوجية والتوجهات والمبادئ والقيم النبيلة.

والثانية: هي أن الشبيبة الاشتراكية منظمة مستقلة تنظيميا عن الحزب في قراراتها وهذا واضح بشكل ملموس في محطات عدة والمؤتمر الوطني الحالي خير دليل على هذا حيث القيادة الوطنية للحزب تقف على نفس المسافة مع جميع المرشحيين للكتابة العامة. 

 

-   كيف ترى مشاركة الشباب المغربي في حركة 20 فبراير؟

إن خروج الشباب المغربي للشارع للتعبير عن رأيه و مطالبه لم يكن ليتم بذلك الجو المسؤول والناضج والسلمي والهادئ، دون التأسيس له من طرف القوى التقدمية والديمقراطية التي ناضلت منذ عشرات السنين من أجل دستور ديموقراطي يؤسس لدولة الحق والقانون والفصل الحقيقي للسلط ومحاربة كل أشكال الفساد. هنا لابد من الاعتراف أيضا بأن الحراك الشبابي ل 20 فبراير سرع وتيرة الاصلاحات السياسية التي طالبت بها القوى التقدمية في البلاد، وبالتالي فالإصلاحات السياسية التي تحققت في المغرب يجب أن تدفع الشباب الى المبادرة والفعل من خلال الانخراط في العمل السياسي الجاد والمسؤول لإتمام ورش الاصلاحات وحمايته من أي منزلقات قد تصيبه أو تعطل مساره. 

 

-      ما هو تصورك للمجلس الأعلى الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي؟

من المؤسف أن يظل "المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي" في غرفة الانتظار طيلة هذه المدة دون فتح هذا الورش الكبير الذي سيمكن الشباب من التعبير عن رأيه والمساهمة في صنع السياسات العمومية التي تمسه في معيشه اليومي من خلال تفعيل آلية التشاور مع هذه الفئة العمرية التي تمثل نصف الهرم الديمغرافي للمجتمع المغربي. ويجب أن يأخذ هذا المجلس صبغة تمثيلية على شاكلة البرلمان، لمناقشة قضايا الشباب والترافع عنها وجعلها في صلب اهتمام المؤسسات الوطنية و بالتالي الرقي بأوضاعه الاقتصادية والسياسية والثقافية، كما يجب الاشراك الفعلي للمنظمات الشبابية الحزبية في وضع مشروع قانون هذا المجلس، وعدم القفز عليها كونها مدارس سياسية تؤطر الشباب وتمثل مختلف التوجهات السياسية في البلاد...

 

-         ما هي المحاور المهمة التي ستشتغلون عليها اذا ما حزتم على ثقة المؤتمر وفزتم بمنصب الكتابة العامة لمنظمة الشبيبة الاشتراكية؟

من المحاور الأساسية التي يجب الانكباب عليها بعد المؤتمر الوطني في نظري وهذه الرؤية أتقاسمها مع أغلب مناضلات ومناضلي الشبيبة الاشتراكية أولها وهي اعادة التوهج للمنظمة على المستوى الدولي من خلال الانخراط والتعاون مع المنظمات الدولية التي تقاسمنا نفس التوجه للدفاع عن قضيتنا الوطنية الأولى وهي قضية الصحراء التي يجب أن نكون حاسمين ويقظين في السنوات القادمة للترافع والدفاع عنها وتنشيط الدبلوماسية الشبابية خدمة لوطننا الحبيب. والقضية الثانية  وهي الانكباب على قضايا الشباب والدفاع عنها في كل المحافل والمؤسسات الوطنية، والعمل على تكوين وتثقيف الشباب وخلق فرص لتفتح طاقاته الابداعية تراعي خصوصية مرحلته العمرية و طبيعة اهتماماته. هذا الورش الكبير هو الكفيل بخلق شباب واعيمؤمن  بقدرته على تغيير واقعه وواقع مجتمعه ، بالإضافة الى الورش التنظيمي لتقوية صفوف المنظمة وتحديث آليات اشتغالها ، وتكثيف وتنويع أنشطتها وتوسيع انتشارها ، بالإضافة الى احياء روافدها الأساسية : القطاع الطلابي والقطاع التلاميذي وتقوية روابطها بباقي المنظمات الموازية للحزب ، كما أننا نعتزم خلق اطارات قطاعية ومهنية جديدة تنظم السباب في مختلف المهن والحرف وتأطيرهم للدفاع على مصالحهم وتطوير آاليات اشتغالهم ، مما سيجعل المنظمة جماهيرية بالفعل ومنفتحة على مختلف فئات الشباب المغربي.

 

-         كلمة أخيرة :

 في الأخير، أشكركم على هذه الالتفاتة وأتوجه من خلال منبركم الصحفي المحترم بالشكر والتقدير لكل مناضلات ومناضلي الشبيبة الاشتراكية في كل الفروع والأقاليم والجهات على حماسهم ومجهوداتهم وما أبانوا عليه من حس كبير بالمسؤولية في اطار التحضير للمؤتمر الوطني السابع ، والى كل الرفيقات والرفاق الذين انتدبوا من طرف فروعهم لحضور المؤتمر أقول محطة المؤتمر الوطني السابع محطة تاريخية ومتميزة في تاريخ المنظمة فكونوا في الموعد لانجاحها بكل ما يتطلبه ذلك من التزام ومسؤولية واحترام متبادل ، وجعل مصلحة المنظمة فوق كل الاعتبار كما تعودنا دائما من جميع مناضلات ومناضل الشبيبة الاشتراكية عبر تاريخها المجيد ونحو مسقبل زاهر ..

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة