نساء الكوشطة بالجديدة تحدين ظروف فقرهن وقررن البحث عن الرزق من نفايات البحر
نساء الكوشطة بالجديدة تحدين ظروف فقرهن وقررن البحث عن الرزق من نفايات البحر

جولة صباحية  في ساحل الجديدة،تقودك لترى نساء كبيرات السن وفتيات في ربيع العمر، انحنت ظهورهن تحت ثقل أكياس، يجمعن فيها بعض ما لفظه البحر، يذرعن الساحل البحري جيئة وذهابا لجمع النفايات.

 

عشرات من النساء يحدقن في جانب البحر، أملا في العثور على أي شيء يصلح للبيع، لهن نفس الملامح التي تحكي عن واقع مرير وظروف قاسية، اقتربنا من إحداهن، فقالت: فقدت زوجي بسبب مرض عضال، فلجأت لهذا العمل الذي لم أجد بديلا عنه،  وأضافت: نحن النسوة ، كلنا نتقاسم نفس العمل والمعاناة، وهذا أفضل من مهنة التسول في الشوارع.

 

 تبدأ هذه السيدة يومها بجمع نفايات شط البحر، من بداية السابعة صباحا رفقة جارتها، فتدوران وتجولان وهما تحملان كيسا على ظهرهما، الأولى اسمها العياشية في عقدها الخامس، لديها أربعة أولاد صغار وتسكن في بيت بمنطقة مولاي عبد الله أمغار، لا يضم سوى غرفة واحدة ومرفق لا يمكن وصفه بالصحي، بفتقر بيتها إلى أبسط مقومات الحياة من الماء والكهرباء، وهي تجمع العلب البلاستيكية ليتم بيعها لأشخاص متخصصين في شراء هذا النوع من النفايات، ليبيعوها هم بدورهم للمعامل والمصانع، مؤكدة أن أكثر مبلغ تحصل عليه في اليوم يتراوح ما بين عشرة دراهم إلى عشرين  درهما في أحسن الأحوال .

 

 تقول العياشية: كيف لي أن أعيش أنا وأولادي في هذا الحياة إن لم أقم أنا بهذا العمل، ولمن أشكو، وها أنا كما تراني أكمل السنة الثالثة بهذا العمل المضني بعد أن رحل المعيل إلى حيث يرحل الناس جميعا، وأضافت: لا أخشى التعب ولا أخشى  الحالة التي أنا عليها اليوم، ولكن أخشى أن يأتي يوما أعجز فيه عن متابعة العمل وتحمل المسؤولية،  فكيف سيكون الحال لأولادي حينها ؟ .

 

أما رفيقتها السيدة خديجة ، فهي من دوار البحارة وضعت على رأسها قبعة رثة  لحمايتها من حرارة الشمس تقول:منذ أن ترملت قبل أكثر من خمس سنوات لم يطرق باب داري أحد، ولا أحد يسأل عن أيتامي الأربعة، تركهم والدهم لي ورحل في حادث غرق قارب للصيد، وأضافت"بعد أن قلت حيلتي أمام الأفواه الجائعة لأطفالي الصغار دخلت إلى سوق الخادمات لأعمل، لكني بعد فترة وجيزة تركت هذا النوع من العمل بسبب الظلم والقهر وأشياء أخرى استحيي من ذكرها، وبدأت هذه المهنة التي يلجأ إليها من ضاقت بها السبل وليس لها حرفة أو مهنة.

 

 ان جمع النفايات من الشواطئ هي مهنة لمن لا مهنة لها، حيث أصبحت مصدرا للعيش للعشرات من النساء  اللائي لايجدن فرصة عمل شريف يغنيهن عن مد أيديهن إلى الآخرين. 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة