الباعة الجائلون يحاصرون مؤسسة تعليمية بالجديدة ويحولون محيطها الى سوق للتبضع
الباعة الجائلون يحاصرون مؤسسة تعليمية بالجديدة ويحولون محيطها الى سوق للتبضع

يعاني تلاميذ مدرسة "عبد المومن الموحدي"، الكائنة بحي السعادة في مدينة الجديدة، من عدة مشاكل مرتبطة بوجود مدرستهم الابتدائية بالقرب من سوق عشوائي، حيث يتحول محيط هذه المؤسسة التعليمية ورصيفها إلى ما يشبه ملحقا تابعا لهذا السوق العشوائي، ما يجعل عملية وصول التلاميذ إلى المدرسة ومغادرتها نحو منازلهم في غاية الصعوبة، فضلا عن صراخ الباعة الذي لا يتوقف لحظة واحدة أثناء عرضهم سلعَهم، والذي يصل إلى أسماع التلاميذ والمعلمين أثناء الحصص الدراسية طيلة أيام الأسبوع.

ويجد تلاميذ المؤسسة المذكورة صعوبة كبيرة في التركيز بسبب الضجيج المتواصل والأصوات المختلفة، سواء صراخ هؤلاء الباعة الجائلين الذين يتخدون من أحياء "السعادة" سوقا يوميا، وكذلك أصوات منبهات السيارات.

وأمام هذا الوضع يجد تلاميذ -ومعهم المدرسون والمدرسات- صعوبة كبيرة في التركيز داخل الفصول الدراسية، ما يخلق حالة من التشويش تصعّب على التلاميذ عملية الاستيعاب، كما تُصعّب على المعلمين تأدية مهمة التدريس على نحو أمثل.

ويتسبب الباعة في خطر كبير على المارة والتلاميذ نظرا إلى كونهم يركنون سياراتهم على الرصيف، كما توضح الصور التي التقطناها لوضع القارئ في صلب معاناة التلاميذ والمواطنين، إذ يجد تلاميذ المؤسسة المشار إليها أثناء مغادرتهم المدرسة صعوبة كبيرة في التنقل وعبور الشارع نحو مساكنهم، أو العكس، بسبب الزحام الذي يخلقه هذا النشاط التجاري غير القانوني، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى صراعات وتدافعات وحالات كر وفر لا تتوقف.

وفي السياق نفسه، بعثت جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ في المدرسة الابتدائية عبد المومن الموحدي مراسلات إلى السلطات المحلية، تطالب من خلالها هذه الأخيرة بضرورة التدخل الفعلي وإجلاء الباعة المتجولين من محيط المؤسسة التعليمية، مشيرة إلى خطورة استفحال ظاهرة الباعة يوم بعد آخر، إلى أن تحول محيط المؤسسة إلى سوق يومي قار، بل إنّ بعض هؤلاء الباعة لجؤوا إلى "بناء" خيام والاستقرار داخلها ليلَ نهار أمام باب المؤسسة التعليمية، إلى أن بات احتواء زحف الباعة وفكّ حصارهم المفروض على هذه المدرسة أمرا مستعصيا. وتجري فصول هذا العبث كله أمام أعين السلطات المحلية، التي لم تكلف نفسها عناء التحرك ومحاربة العشوائية التي باتت تُغرق أحياء "السعادة" وتُحوّل واقعَها إلى "تعاسة" حقيقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى. فإلى متى يستمرّ هذا الوضع المأساوي؟..

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة