تدشين دار للعجزة في ''قلب'' جامعة شعيب الدكالي
تدشين دار للعجزة في ''قلب'' جامعة شعيب الدكالي

تعرف مدينة الجديدة هذه الأيام حركة غير عادية بمناسبة الزيارة الملكية للمدينة، بالإضافة إلى عمليات "التجميل السريعة" التي خضعت لها بعض المرافق والشوارع، ضمنها شارع جبران خليل جبران، حيث يُرتقب تدشين دار للعجزة من قبل الملك بهذا الشارع.

وإذا كان بناء دار للعجزة بمدينة الجديدة تعتبر مبادرة تستحق كل الاهتمام، فإن ما يثير الاستغراب في هذا الأمر هو أن البقعة الأرضية المخصصة لبناء هذا المرفق، تحيط بها رئاسة جامعة شعيب الدكالي وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وغير بعيدة على كلية العلوم والحي الجامعي، أي أنها توجد في قلب فضاء جامعي بامتياز.

عندما سمعت هذا الخبر لم أصدقه في بداية الأمر، وأكاد أجزم أن الرأي العام الجامعي سيصاب بصدمة قوية وخيبة كبيرة عند تلقيه هذا الخبر، وذلك لسبب بسيط هو أن بناء مكتبة جامعية تابعة لجامعة شعيب الدكالي، هو أمر محسوم منذ تسعينيات القرن الماضي، حينما صادق مجلس الجامعة في عهد الرئيس الراحل محمد قوام على مشروع بناء هذا المرفق الحيوي والضروري، بعد أن أجمعت كافة مكونات الجامعة على أن أفضل مكان لبناء هذه المعلمة هو البقعة الأرضية المجاورة لرئاسة الجامعة وكلية الآداب والعلوم الانسانية.

جدير بالذكر أن رئاسة جامعة شعيب الدكالي وخلال ولاية ثلاث رؤساء، قامت بكل المحاولات والإجراءات من أجل اقتناء هذه البقعة الأرضية، وتمت مراسلة كافة الجهات المعنية في هذا الشأن دون نتيجة، إلى أن نزل خبر تخصيص هذه البقعة الأرضية لبناء دار للعجزة كالصاعقة.

وإذا كانت المكتبة الجامعية تعتبر الشريان الرئيسي والقلب النابض والعمود الفقري لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، باعتبارها مؤسسة ثقافية وتثقيفية وتربوية وعلمية تعمل على خدمة مجتمع من الطلبة والأساتذة والباحثين، فإن "صفقة" تخصيص بقعة أرضية توجد في قلب فضاء جامعي لبناء دار للعجزة عوض مكتبة جامعية، تطرح أكثر من علامة استفهام، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك الارتجال والعبث وغياب رؤية واضحة من قبل كل من يتحمل مسؤولية تسيير شؤون مدينة الجديدة.

في الختام.. ألا يستحق إقليم العلامة أبي شعيب الدكالي والمفكرين عبدالله العروي وعبد الكبير الخطيبي مكتبة جامعية بمواصفات عالمية؟


ذ. غريب عبد الحق

كلية العلوم بالجديدة

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة