كلية العلوم بالجديدة على صفيح ساخن
كلية العلوم بالجديدة على صفيح ساخن

لا حديث في الساحة بكلية العلوم إلاّ عن عدم استقرار السيد العميد بالجديدة،  وانعكاس ذلك سلباً على المؤسسة..  تنقّله يوميا بين الجديدة (مقر العمل) والدار البيضاء (مقر سكناه) بواسطة القطار  أمسى يعيق السير العادي بالكلية ويعرقل تدبير شؤونها اليومية.. كلية العلوم تعيش أزمة.

وإذا علمنا  أن رحلات قطارات لخليع تكون على رأس كل ساعتين بين الدار البيضاء والجديدة ذهابا وإيابا، ابتداء من الساعة 6 والنصف، فإن تنقّل السيد العميد بين الدار البيضاء والجديدة "يفرض" عليه الحضور إلى كلية العلوم غالباً بعد الساعة 10 صباحاً، ومغادرتها قبل الساعة 2 بعد الزوال، وفِي أحسن الأحوال قبل الساعة 4.. أي أن السيد العميد يمكن أن يقضي في كلية العلوم 4 ساعات فقط أو 6 ساعات في أحسن الأحوال، في الوقت الذي يجب  عليه، بصفته هو المسؤول الأول عن المؤسسة، الحضور منذ الساعات الأولى صباحا، وألاّ يغادرها إلاّ في ساعات متأخرة، خاصة هذه الأيام التي يبقى فيها الطلبة في الكلية إلى ما بعد الساعة 8 مساء يهيؤون للامتحانات.

في نفس السياق، لاحظ الأساتذة الباحثون والموظفون أعضاء مجلس المؤسسة ورؤساء الشعب أن السيد العميد لا يعقد اجتماعاته بالمرة بعد الظهر، وأنه همّش مجلس المؤسسة وجمّد اللجن المنبثقة عنه، وخاصة لجنة تتبع الميزانية، التي يُفترض أن تجتمع على الأقل مرة في الشهر طبقا للنظام الداخلي لمجلس المؤسسة، وأكثر من مرة في الأسبوع هذه الأيام لتهيئ مشروع ميزانية 2019.. ويرجعون ذلك إلى ضيق وقته، وإلى حرصه الشديد على ألاّ يتأخر عن موعد رحلة القطار، للعودة إلى مقر سكناه بالدار البيضاء..

الآن، كلية العلوم تعيش أسوء وأحلك أيامها: إهمال شديد في المجال البيداغوجي وفوضى عارمة.. تسيّب داخل المؤسسة وعلى كافة المستويات.. تهميش مجلس المؤسسة وتجميد اللجن المنبثقة عنه.. كل هذا خلق تذمرا واستياء عميقين وسط صفوف الأساتذة الباحثين والموظفين والطلبة، والكل يتسائل: من يسير الكلية؟


ما هو الحل؟

يجب على رئيس الجامعة أن يتحمل مسؤوليته.. يجب أن يجد حلاًّ عاجلاً، قارا ونهائيا لهذه المعضلة.. حل التنقل بين الدار البيضاء والجديدة عبر القطار عِوَض سيارة المصلحة التي كانت تستنزف ميزانية الكلية ليس حلاّ، بل عقّد الأمور أكثر.. يجب أن تعود كلية العلوم إلى سابق عهدها، وأن تلعب الدور الذي كانت تلعبه كقاطرة لجامعة شعيب الدكالي.. يجب أن يلعب مجلس المؤسسة الدور المنوط به، ويجب أن تعود اللجن المنبثقة عنه إلى حيويتها المعهودة، وهذا لا يمكن أن يحصل وعميد  الكلية غير مستقر بالجديدة وغير حازم في تسيير وتدبير شؤونها.

 إن الوضع بكلية العلوم جد متأزم، والسيد رئيس الجامعة الذي تحمل مسؤولية تسييرها لمدة 8 سنوات سابقا يعرف حق المعرفة أن الأساتذة الباحثين والموظفين بها لن يقبلوا البتّة أن يروا ما بنوه لمدة عقود من الزمن يتهاوى أمامهم.. ولعل تذمرهم واستيائهم من سوء التسيير ومن الوضع المتأزم بالكلية، قد عبروا عنه في الجمع العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي بتاريخ 10 أكتوبر الفارط، وأصدروا بيانا يعلنون فيه عن خوضهم لإضراب إنذاري لمدة 24 ساعة سيعلن المكتب المحلي عن تاريخ تنفيذه قريباً.

  

عبد الحق غريب

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة