الحجر الصحي يفرز مبادرات جادة ترتقي بالثقافة والفنون في العالم الافتراضي
الحجر الصحي يفرز مبادرات جادة ترتقي بالثقافة والفنون في العالم الافتراضي


بعد مرور الأسابيع الأولى من الحجر الصحي بالمغرب، بدأت مجموعة من القطاعات المهنية والجمعوية والمدنية والجمعية والثقافية، تنظم ندوات افتراضية تتناول فيها مواشيع معينة،  تستدعى لتنشيطها بعض أساتذة مهتمين ومختصين في موضوع كل نندوة. ومع مرور الأيام وبالضبط خلال شهر رمضان المبارك،  وعلى إثر  حظر التجول والتجوال من السابعة مساءا إلى غاية الخامسة صباحا، ازدادت هذه الندوات خلال ليالي شهر الصيام والغفران؛ وأصبحنا نجد يوميا عشرات الندوات الافتراضية، التي تعقد يوميا، والتي حببت المواطن المغربي المتابع لها، وفتحت شهيته في الثقافة المتنوعة التي تغني زاده الفكري، وتجعله يتفتح وينفتح على أصوات مثقفة، لم يكن  ينصت لها من قبل، أو يتابع حتى إحدى محاضراتها إلا بعد التنقل جسديا إلى مكان إلقائها، والذي قد يكون في مدينة بعيدة جغرافيا.. لكن هذه الندوات الافتراضية جعلت متابعتها ممكنة جدا في العالم الأزرق، ويمكن لكل مهتم مشاهداتها من الهاتف النقال أو جهاز الكمبيوتر الخاص، وهو داخل بيته، أو فوق سرير نومه. 
هذا، وثمن جل المتتبعين هذه الندوات، واعتبروها منعطفا حاسما في سبيل جعل الأنترنت بالمغرب، من أهم وسائط نشر العلم والمعرفة والثقافة والفنون، بين بنات وأبناء المغرب.. كما اعتبروا بالموازاة مع ذلك،  أن سيطرة  الفيديوهات التي كانت تنشر، إلى أمد  غير بعيد (ما قبل تفشي فيروس كزرونا)، من قبل أشخاص بسطاء، لا حظ لهم في العلم أو القراءة، كانت تساهم في الحط من قيمة المحتويات المنشورة، ولا تساهم البتة في تكوين متلقين للعلم والمعرفة، وللفنون الجميلة الراقية. هذه الفيديوات التي كانت تتصدر للأسف، رغم رداءة مستوى محتوياتها، قائمة المشهد المشاهدات، وقع الاتفاق بالإجماع  على اعتبارها  كانت تشجع على التفاهة، وتنتج مواد لا يمكنها أن تفيد المتلقي المغربي. حيث تصاعدت الأصوات مطالبة بمحاربتها والتصدي لها؛ وذهب بعضهم  أبعد من ذلك، حينما دعوا إلى متابعة أصحابها وجرهم أمام المحكمة، لمقاضاتهم طبقا وتطبيقا للقانون. 
لكل ذلك، يتوجب على كل من يهمهم الأمر، أشخاص معنويين وذاتيين.. العمل على تشجيع الندوات الافتراضية، التي تسير في الاتجاه الصحيح، بغية إنجاحها، ومن ثمة، رد الاعتبار للثقافة والفنون.. بانتشالها من مخالب جهلة وأميين، دأبوا، دون حسيب ولا رقيب، على تشويهها والحط منها. 


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة