على إثر الحجر الصحي المفروض منذ منتصف مارس 2020 و الذي صاحبته عدة إجراءات منها توقف التعليم الحضوري واستمراره عن بعد... إلا أن انعدام تكافؤ الفرص بين تلاميذ العالم القروي والحضري على المستوى الوطني عامة و جهة الدار البيضاء سطات خاصة، ساهم في حرمان جل تلاميذ فرعيات ومركزيات العالم القروي من متابعة دراستهم عن بعد علما أن ثلث المقرر لازال لم يدرس..
منسيقية جهة البيضاء سطات للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، قامت بالبحث والتقصي... ومن خلال شهادات مجموعة من الآباء و رجال التعليم الذين أكدوا أن متابعيهم من التلاميذ كان ما بين 04 و 15 تلميذا، نظرا للإكراهات العديدة التي واجهتهم في التواصل مع التلاميذ، منها انعدام شبكة الأنترنت و كذا الأجهزة الإلكترونية أو هواتف بها برامج و كذا انعدام شخص بالبيت يساعد التلاميذ على التعامل مع الهاتف إن وجد..
فئة أخرى تحدثت للهيئة، أن بعض رجال التعليم وأمام إلحاح المديرين عن ملأ مطبوع من أجل إعداد التقارير  وتقييم التعليم عن بعد.. قدموا معلومات مغلوطة و تدليسية.. كما تواترت أراء جل الذين التقتهم التنسيقية الحقوقية أثناء استقصائها، أن خطاب وزير التعليم سعيد أمزازي بأن الدراسة الحضورية حتى شتنبر 2020 كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، و توقف حتى أولئك التلاميذ الذين كانوا يتابعون دراستهم عن قلتهم بمجرد سماعهم خطاب وزير التعليم..
إن منسيقية جهة البيضاء سطات للهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، وإيمانا منها، أن التعليم يعتبر أهم حق من حقوق الإنسان، حسب ما تنص عليه الشرعية الدولية لحقوق الانسان.. وهو مقدم على ما سواه، و أن الرأسمال البشري هو قوام وعماد كل دولة، و حيث أن التلاميذ بالعالم القروي لازالوا لم يدرسوا ثلث المقررات ، الشيء الذي يجعلهم من الصعب بمكان متابعة دراستهم بالمستوى الأعلى من السنة المقبلة للناجحين منهم.. وعليه، فإن الهيئة أعلاه تصدر البلاغ التالي:
تحميل كامل المسؤولة للأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بجهة البيضاء سطات عن الوضع "الكارثي" الذي يعرفه قطاع التعليم بالعالم القروي من القسم الأول الابتدائي إلى القسم السادس ابتدائي.
مطالبة أكاديمية جهة البيضاء سطات للتربية والتعليم بتدارك الموقف بشكل استعجالي و تقديم دعم تعليمي خلال شهر يونيو 2020 لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
إن ما تعرض له تلاميذ العالم القروي بجهة البيضاء سطات من إقصاء و حرمانهم من متابعة دروسهم عن بعد، تتحمل مسؤوليته كاملة الأكاديمية الجهوية بسبب التراخي وعدم الصرامة في تقييم و متابعة العملية التعليمية بالعالم القروي، والحرص الشديد على تعليم التلاميذ عن بعد، خاصة و أن الدولة تدفع الرواتب كاملة لموظفي قطاع التعليم..
إن المنسيقية الحقوقية أعلاه، ستظل تتابع عن كثب الوضع التعليمي "الكارثي" بالعالم القروي، وتعد التقارير، وستتخذ الإجراءات المناسبة حسب ما يسمح به القانون في ما يتعرض له تلاميذ العالم القروي بجهة البيضاء سطات، وتحمل مدير الأكاديمية المسؤولية كاملة في عدم تتبع و تقييم العملية التعليمية عن بعد والمواكبة.. وستتخذ الهيئة ما تراه مناسبا للتعامل مع هذه الوضعية.
إنها لن ولم تقبل أن يتم التضحية بجيل بكامله من التلاميذ، لأن من عهد إليهم بالعملية التعليمية لم يقوموا بواجبهم في مقابل أنهم يأخذوا رواتبهم كاملة مقابل لاشيء.
تطالب من الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم جهة البيضاء سطات بالخروج بالمعطيات والبيانات الحقيقة، لعملية الدراسة عن بعد للرأي العام حول وضعية التعليم بالعالم القروي للسك الابتدائي بكامله.. و ما هو التقييم الذي يصلها دون تدليس..؟
كما أن المنسيقية الجهوية بعد التشاور مع جميع فروع الجهة، تهيب بهم في التحري والاستقصاء في وضعية التعليم بالعالم القروي والتواصل مع الأباء من أجل الوقوف على حقيقة ما يتعرض له التلاميذ من حرمانهم من حقهم المشروع في التمدرس و استكمال بقيت مقرراتهم بشتى الطرق
إن بلدا يعرف نسبة الأمية تصل إلى 32% نسبة 47% منها في العالم القروي حسب الإحصاءات الرسمية، يجب أن يبدل جهودا مضاعفة لتحقيق تعليم جيد لتلاميذ العالم القروي بدل التهميش وانعدام تام لتكافؤ الفرص بينهم وبين المدن..
التأريخ لم ولن يرحم، وسيسجل هذه المرحلة للأجيال القادمة، ونتمنى أن لا يقع الأسوء في حق تلاميذ العالم القروي..