من ذاكرة البطولة.. يوم رفض الدفاع الحسني الجديدي إعادة مباراته أمام المغرب التطواني سنة 1999
من ذاكرة البطولة.. يوم رفض الدفاع الحسني الجديدي إعادة مباراته أمام المغرب التطواني سنة 1999


في الموسم الرياضي 1999/1998  كان مقررا أن يخوض الدفاع الحسني الجديدي مباراة مصيرية أمام المغرب التطواني برسم بطولة القسم الوطني الثاني بملعب مرشان بطنجة ، لأن ملعب سانية الرمل كان يخضع إلى إصلاحات  كان رئيس الفريق آنذاك هو المرحوم اليزيد الشركي ، وعبدربه كاتبا عاما للفريق .
وقبل المباراة صعد اليزيد الشركي إلى حافلة الفريق ، واستنهض همم اللاعبين ووعدهم في حال الفوز في هذه المباراة التي تعزز حظوظ الدفاع في البقاء بعيدا عن المؤخرة ، بمنحة 5000  درهم لكل لاعب .
دخلنا ملعب مرشان عشية يوم أحد من سنة  1999 ، لاحظت أمرا غريبا بالملعب والتزمت الصمت ، وكنت أستعجل موعد انطلاق المباراة التي كان مقررا أن يقودها الحكم الدولي سعيد الطاهيري  .
اقتربت صافرة الانطلاقة لحظتها طلب مني حكم المباراة ، أن    أقوم بإدخال لاعبي الفريق إلى رقعة الملعب ، وهو ما كان المدرب الشريف بصدد القيام به ، لكنني منعته من ذلك وأذكر أنه بدأ يصرخ في وجهي " غادي نخسروا الماتش" ، وأقنعته بصعوبة أمام الحكم الطاهري، أننا لن نخوض هذه المباراة ، وليس في الملعب رجل أمن واحد ، لحظتها تنبه الحكم إلى غياب الأمن بالملعب ، والقانون لا يسمح بالتباري في غياب تغطية أمنية كافية تحمي اللاعبين ومرافقيهم .
نادى الحكم على الكاتب العام للمغرب التطواني وساءله في موضوع  عدم توفير الأمن اللازم ، وأذكر أنه أجابه بأن إدارة فريقه راسلت أمن طنجة في الموضوع لكنهم لم يحضروا .
وفي حدود الساعة الثانية والنصف موعد انطلاق المباراة ، صفر الحكم الطاهيري نهايتها دون أن تبدأ وربحت الدفاع باعتذار .
وبينما نحن مزهوين بفوز كنا بحاجة ماسة إليه ،  بعد يوم واحد نزل علينا " فاكس" من المجموعة الوطنية التي كان يترأسها محمد أوزال موقع من طرف الكتب العام للمجموعة الوطنية آنذاك محمد النصيري ، يخبروننا بأن المباراة ستعاد نهاية الأسبوع بطنجة وأن المغرب التطواني هو من سيتكلف بمصاريف  رحلة الدفاع إلى طنجة وحددوها في 30  ألف درهم .
كان ردنا شديد اللهجة ورفضنا من خلاله إعادة المباراة ولو كلفنا ذلك خسران المباراة .
و تم استدعاؤنا أمام لجنة الاستئناف وحضرت ممثلا للدفاع الجديدي ، وحضر الكاتب العام للمغرب التطواني الذي أكد أنه راسل أمن طنجة ولم يحضروا وزاد قائلا أن يوم المباراة صادف زيارة ملكية لذا حسبه لم يتوفر الأمن الكافي لتلبية طلب إدارة تطوان .
وكانت لجنة الاستئناف في بداية الأمر متعاطفة مع تطوان ، وميالة إلى إعادة المباراة .
واتضح لي أن المرء في مثل هذه المواقف يتعين أن يكون صلبا ، حتى لا يبتلع بسهولة ، أذكر أنني بدأت بالهجوم على المجموعة الوطنية ، لأنه هو خير وسيلة للدفاع ، خاطبت أعضاء لجنة الاستئناف ، أن المجموعة الوطنية حرمتنا من النقل التلفزي عندما كنا نلعب الموسم الماضي بالقسم الأول بملعب المسيرة بآسفي ، لأن ملعب العبدي كان يخضع لأشغال إعادة التعشيب ، ونقلت مبارتين للخميسات وهي في القسم الثاني ومنحتها 10 ملايين سنتيم تعويضا عن كل مباراة ، واليوم تريد نفس المجموعة ذاتها أن تحرمنا من فوز نستحقه نتيجة خطأ إداري لتطوان  .
وواصلت إننا لن نعيد المباراة لأن دفوعات الكاتب العام لتطوان ، مردود عليها من منطلق أن المدينة التي تكون بها زيارة ملكية ، يكون فيها فائض أمني وأن الكاتب العام ربما لم يراسل أمن طنجة ، وإن كان راسلهم، عليه أن يدلي لنا بما يفيد ذلك .
وبالفعل لم يكن يتوفر على وصل إيداع المراسلة لدى الأمن السالف الذكر ، لأنه تأكد أنه  نسي أن يطلب التغطية الأمنية.
وبعد المداولة قررت لجنة الاستئناف فوز الدفاع الحسني الجديدي باعتذار وهزيمة المغرب التطواني مع خصم نقطة وغرامة مالية.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة