يوسف الحمداوي.. ''شيخ الاتحاديين'' باقليم الجديدة الذي لم ينصفه النضال
عندما نتحدث عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم الجديدة خلال الفترة بين 1970 و 2000 وهي تكاد تكون الفترة الذهبية لهذا الحزب اليساري الذي كان مزعجا للسلطات في مرجعيته السياسية وارضيته المذهبية ، لا يمكن أبدا أن ننسى " شيخ الاتحاديين " المناضل الكبير يوسف الحمداوي ، الذي ناضل فأخلص النضال طيلة مساره الذي لم يتوقف لحظة ، لأن الرجل كان يحمل بداخله هموم شعب ، ومطالب شرائح اجتماعية فقيرة اكتوت بلهيب التهميش وغلاء الأسعار والتضييق على الحريات ، أحرز ثقة ناخبي الجديدة عضوا بالمجلس البلدي ، قبل أن ينتقل إلى أولاد غانم مسقط رأسه وهو اﻵن يشغل منصب النائب الأول لرئيس الجماعة .
له سجل حافل في الأجهزة المحلية والمركزية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، إلى جانب توأمه الذي كان كظله والأمر يتعلق بالمرحوم علي القضيوي الإدريسي .
هو ذا الرجل الذي لم يكن يخاف في قول كلمة الحق لومة لائم ، يردد وباستمرار " صامدون صامدون في الاتحاد مناضلون " ، مواقفه جرت عليه الكثير من الويلات والصدمات ، لكن لسان حاله يردد " الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه " ، لقد تلقى ضربات موجعة من مولاي العربي الوزاني عامل الجديدة الأسبق ، الذي اتهمه بتكوين خلايا المس بالنظام ، وعندما لاحت له أول فرصة دبر له مكيدة وزج به في السجن مع مجموعة من المناضلين الاتحاديين ، الذين عانوا ولكنهم لم يبدلوا تبديلا .
أذكر أنه في سنة 1979 عندما أسقطت ثورة الخميني شاه إيران ، حل بطائرته في المغرب طلبا للجوء سياسي ، أشعل ردة فعل من التقدميين المغاربة ، الذين رفضوا ان يفتح وطنهم أحضانه لامبراطور ظالم ، وفي صباح يوم حلول الشاه بالمغرب قبل أن يغير وجهته نحو مصر التي استقر بها ودفن ، استيقظ أمن الجديدة على كتابات حائطية تطالب بطرد الشاه وتضمنت عبارات ماسة بالمقدسات ، يومها ألقي القبض على مجموعة من الاتحاديين ، بتهمة تحريض مختل عقلي على تلك الكتابات الحائطية .
وحوكموا جميعا وزج بهم في سجن العدير ، وظلت السلطات تتربص بالحمداوي شرا إلى حين زجت به هو اﻵخر عقب إضرابات 1979 ﻷنه من الذين تخندقوا في الصفوف اﻷمامية لإضرابات رجال التعليم حيث أمضى ثلاثة أشهر في السجن ، وعادت السلطات لتلقي عليه القبض في إضرابات " الخبز " سنة 1981 وأيضا في حملة الاعتقالات سنة 1984 .
وبرغم بلوغه اليوم سن 78 يعطي المثل بالمنتخب المنضبط ، لكنها هكذا الأيام التي تجعلنا نلخص سيرة يوسف الحمداوي في عنوان كبير " رجل لم ينصفه النضال " دامت لك الصحة والعافية أيها الهرم الكبير .
عبد الله غيتومي
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة