الجديدة تودع '' با الشوين '' أحد أمهر '' المعلمين '' الذين عرفتهم عاصمة دكالة
الجديدة تودع '' با الشوين '' أحد أمهر '' المعلمين '' الذين عرفتهم عاصمة دكالة


استيقظت الجديدة هذا الصباح على خبر حزين ، مات سي محمد كراد الذي عرفه الناس ب" الشوين " هو أحد أمهر الطهاة الذين عرفتهم  أفرنة المدينة ، لقد كان رحمة الله عليه " فنانا" في الشواء والحلويات وطهي الحلويات ، وذاع صيته في كل أرجاء الجديدة ، ليس فقط ببراعته وماراكمه من " تمعلميت " ولكن لحسن أخلاقه وابتسامته التي لم تكن تفارق محياه ، حتى بعد أن استبد به داء السكري وأقعده على كرسي متحرك .
عرفناه ونحن صغارا نلعب في أزقة درب البركاوي ، ذات صباح من سنة لا أذكرها ولكن  أتحدث عن 47  سنة خلت ، يوم حل بفران " با الحرشة " وهو فران الحي ومنذ ذلك الوقت ، دابت أمهاتنا على وصية عليها إجماع نساء الحي بكامله وهي " دي وصلة الخبز ولاطة الحلوى عند الشوين " ذلك يترجم الثقة التي استطاع " المعلم الجديد " أن يحقق لها امتدادات واسعة ، ليس فقط في دربنا ولكن في أحياء مجاورة في الصفاء وسيدي موسى وفي كل المدينة التي لم تكن أبدا بمثل هذا التوسع .
توسعت شهرة المعلم الشوين وإسمه الحقيقي محمد كراد ، يوما بعد آخر عندما تفنن في شواء الخرفان ، ليس للمناسبات السعيدة بدرب البركاوي ، ولكن لأعيان المدينة وأغنيائها ، حتى أضحى " طاهي الفقراء والأغنياء " ، قبل أن ينتقل ليشتغل بشركة " لاسيكون " بالحي الصناعي إلى أن تقاعد .
نحتفظ للرجل بذكريات جميلة عندما كنا صغارا وترسلنا أمهاتنا بدون نقود ونتردد كي نقول له " كالت ليك مي عطينا الخبز حتى يجي با " كانت ردة فعله أبدا لا تتغير وهي الابتسامة العريضة التي خلقت معه ، يمدنا بوصلات الخبز ولاطات الحلوى وصوته لحد اﻻن له رجع صدى في آذاننا " ماشي مشكل حتى تجيبو الفلوس المرة الجاية "
وفي أيام الأعياد والعواشر كانت نساء الحي في وقت لم تكن فيه مخبزات الحلويات ، يغرقن الفران بمنتوجاتهن اليدوية ، لم يكن با الشوين يقلق منهن ولا يمل بل كان يعامل الجميع بكل التقدير اللازم .
وتوطدت علاقته بدرب البركاوي يوم اقترن بعائشة علاب واحدة من بنات حينا في سنة 1974 ، وانجب منها يوسف وعبدالله وسمير وزينب وزهيرة وحسناء ، وأضحى واحدا من أبناء درب البركاوي الذين امتلكوا قلوب الناس بطيبوبتهم ، لقد كان رحمة الله عليه " فما بدون عار " 
رحمة الله عليك " با الشوين " نم قرير العين لأنك تركت ذكرى طيبة في درب البركاوي وفي كل الجديدة ، لك المغفرة والرحمة ولعائلتك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة