الحبس النافذ لدركي من مركز سيدي بوزيد في ملف بارون المخدرات ''حمدون''
الحبس النافذ لدركي من مركز سيدي بوزيد في ملف بارون المخدرات ''حمدون''


آخذت‭ ‬غرفة‭ ‬الجنح‭ ‬التلبسية‭ ‬بابتدائية‭ ‬الجديدة،‭ ‬أخيرا،‭ ‬دركيا‭ ‬برتبة‭ ‬رقيب،‭ ‬يعمل‭ ‬بالمركز‭ ‬الترابي‭ ‬لسيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬التابع‭ ‬للقيادة‭ ‬الجهوية‭ ‬للجديدة، وحكمت‭ ‬عليه‭ ‬بسنة‭ ‬حبسا‭ ‬نافذا،‭ ‬بعد‭ ‬متابعته،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اعتقال،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وكيل‭ ‬الملك،‭ ‬بجنحة‭ ‬إزالة‭ ‬أشياء‭ ‬قبل‭ ‬القيام‭ ‬بالعمليات‭ ‬الأولية‭ ‬للبحث‭ ‬القضائي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عرقلة‭ ‬سير‭ ‬العدالة،‭ ‬وحذف‭ ‬وإتلاف‭ ‬معطيات‭ ‬بنظام‭ ‬المعالجة‭ ‬الآلية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاحتيال،‭ ‬طبقا‭ ‬للفصل‭ ‬58‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية،‭ ‬والفصل‭ ‬607‭-‬6‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي،‭ ‬فيما‭ ‬أدين‭ ‬متهم‭ ‬ثان‭ ‬يعمل‭ ‬متخصصا‭ ‬في‭ ‬تركيب‭ ‬الكاميرات،‭ ‬بـ‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬حبسا‭ ‬نافذا،‭ ‬بعد‭ ‬متابعته‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬اعتقال‭ ‬بالجنح‭ ‬ذاتها‭.‬

وجاء‭ ‬إيقاف‭ ‬الدركي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عناصر‭ ‬الفصيلة‭ ‬القضائية‭ ‬للدرك‭ ‬الملكي‭ ‬بالجديدة،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تعليمات‭ ‬وكيل‭ ‬الملك‭ ‬للاشتباه‭ ‬في‭ ‬علاقته‭ ‬بشبكة‭ ‬البارون‭ “‬حمدون‭”‬،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬إتلاف‭ ‬والتلاعب‭ ‬في‭ ‬تسجيلات‭ ‬مرئية،‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬ببحث‭ ‬قضائي،‭ ‬وذلك‭ ‬بحذف‭ ‬بيانات‭ ‬بذاكرة‭ ‬جهاز‭ ‬التخزين‭ ‬بإحدى‭ ‬الإقامات‭ ‬بمصطاف‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد‭.‬

وتعود‭ ‬الواقعة‭ ‬حين‭ ‬تقدم‭ ‬الدركي‭ ‬المعتقل،‭ ‬رفقة‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني،‭ ‬إلى‭ ‬الإقامة‭ ‬المذكورة،‭ ‬وطلب‭ ‬الدركي‭ ‬من‭ ‬حارس‭ ‬الإقامة‭ ‬السماح‭ ‬له‭ ‬بالولوج‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬ذاكرة‭ ‬جهاز‭ ‬التخزين‭ ‬قصد‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬محتوياته،‭ ‬ونسخها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بحث‭ ‬قضائي‭ ‬تشرف‭ ‬عليه‭ ‬عناصر‭ ‬الدرك‭ ‬الملكي‭ ‬بمركز‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬حينها‭ ‬اتصل‭ ‬الحارس‭ ‬بمندوبة‭ ‬ملاك‭ ‬الإقامة‭ ‬وأخبرها‭ ‬بوجود‭ ‬الدركي،‭ ‬الذي‭ ‬يود‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬تسجيلات‭ ‬الكاميرا،‭ ‬لاستكمال‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالسرقة،‭ ‬فوافقت‭ ‬حينها‭ ‬دون‭ ‬تردد،‭ ‬بعدما‭ ‬سلمته‭ ‬القن‭ ‬السري،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكتشف‭ ‬مندوبة‭ ‬الملاك،‭ ‬خلال‭ ‬اليوم‭ ‬الموالي،‭ ‬أن‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بجهاز‭ ‬تخزين‭ ‬البيانات‭ ‬تم‭ ‬حذفها‭.‬

وتعميقا‭ ‬للبحث،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬تعليمات‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬ولخطورة‭ ‬الفعل‭ ‬الجرمي‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بمتهمين‭ ‬متورطين‭ ‬ضمن‭ ‬شبكة‭ ‬البارون‭ “‬حمدون‭”‬،‭ ‬أثبتت‭ ‬تحريات‭ ‬عناصر‭ ‬الفصيلة‭ ‬القضائية‭ ‬للدرك،‭ ‬بعد‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬التسجيلات‭ ‬المرئية‭ ‬التي‭ ‬رصدت‭ ‬خروج‭ ‬شخصين‭ ‬من‭ ‬الغرفة‭ ‬الموضوع‭ ‬بداخلها‭ ‬جهاز‭ ‬تخزين‭ ‬البيانات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالإقامة،‭ ‬يرتديان‭ ‬الزي‭ ‬المدني،‭ ‬رفقة‭ ‬حارس‭ ‬الإقامة،‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالدركي‭ ‬ومرافقه‭.‬
وكشفت‭ ‬تحقيقات‭ ‬المحققين‭ ‬أن‭ ‬الدركي‭ ‬حاول‭ ‬طمس‭ ‬معالم‭ ‬جريمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬تسجيلات‭ ‬الكاميرا،‭ ‬مستعينا‭ ‬بتقني،‭ ‬إثر‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬زوجة‭ ‬البارون‭ “‬حمدون‭” ‬وعشيقته‭.‬

وخلال‭ ‬الاستماع‭ ‬للدركي‭ ‬المشتبه‭ ‬فيه،‭ ‬ومحاصرته‭ ‬بالمنسوب‭ ‬إليه،‭ ‬نفى‭ ‬التهم‭ ‬الموجهة‭ ‬إليه،‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلا،كما‭ ‬أنكر‭ ‬ولوجه‭ ‬إلى‭ ‬الإقامة‭ ‬المذكورة،‭ ‬وأنه‭ ‬وجد‭ ‬الحارس‭ ‬بمدخل‭ ‬الإقامة،‭ ‬وترك‭ ‬لزوجة‭ “‬حمدون‭” ‬استدعاء‭ ‬قانونيا‭ ‬وانصرف‭ ‬إلى‭ ‬حال‭ ‬سبيله،‭ ‬دون‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬وضع‭ ‬جهاز‭ ‬تخزين‭ ‬بيانات‭ ‬الكاميرا‭ ‬بالإقامة‭ ‬المذكورة‭.‬

وخلال‭ ‬الاستماع‭ ‬للمشتبه‭ ‬به‭ ‬الثاني،‭ ‬صرح‭ ‬أنه‭ ‬أنشأ‭ ‬شركة‭ ‬للخدمات‭ ‬المتنوعة،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬أنشطتها‭ ‬تزويد‭ ‬الفيلات‭ ‬والشركات‭ ‬بكاميرات‭ ‬المراقبة‭. ‬وبخصوص‭ ‬القضية،‭ ‬صرح‭ ‬أنه،‭ ‬خلال‭ ‬أحد‭ ‬أيام‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬تلقى‭ ‬مكالمة‭ ‬هاتفية‭ ‬من‭ ‬صديقه‭ ‬الدركي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الالتقاء‭ ‬به‭ ‬بعدما‭ ‬أقله‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬سيارته،‭ ‬وكان‭ ‬يرتدي‭ ‬بذلته‭ ‬الرسمية،‭ ‬وأخبره‭ ‬أنه‭ ‬يود‭ ‬مساعدته‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تسجيل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمه‭ ‬إلى‭ ‬محضر‭ ‬بموجب‭ ‬بحث‭ ‬قضائي،‭ ‬فوافق‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬وأضاف‭ ‬التقني‭ ‬أنه،‭ ‬بعد‭ ‬وصولهما‭ ‬إلى‭ ‬الإقامة،‭ ‬استقبلهما‭ ‬الحارس‭ ‬بعدما‭ ‬أخفى‭ ‬بذلته‭ ‬الرسمية‭ ‬بسترة،‭ ‬وولجا‭ ‬الغرفة‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬جهاز‭ ‬التخزين‭ ‬بعدما‭ ‬طالبه‭ ‬الدركي‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬تسجيلات‭ ‬سابقة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬المقطع‭ ‬المرغوب‭ ‬فيه،‭ ‬فطلب‭ ‬منه‭ ‬تحميله‭ ‬على‭ ‬قرص‭ ‬مدمج،‭ ‬ثم‭ ‬انصرفا‭ ‬إلى‭ ‬حال‭ ‬سبيلهما‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتوصل‭ ‬بأي‭ ‬مقابل‭ ‬مادي‭.‬


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة