المآثر التاريخية بالجديدة تحتضر بين وعود وزارة الثقافة و واقع الإهمال
المآثر التاريخية بالجديدة تحتضر بين وعود وزارة الثقافة و واقع الإهمال


يحتفي المغرب على غرار العديد من دول المعمور، باليوم العالمي للمآ ثر والمواقع التاريخية ( 18 أبريل من كل سنة)، و هو ما يعكس الاهتمام البالغ الذي أصبحت تحظى به هذه المعالم باعتبارها ثروة مهمة ليس فقط لساكنة المنطقة التي تتواجد فيها ، بل للبشرية.
ويعتبر هذا اليوم العالمي، محطة لتعزيز للوعي بأهمية هذه المآثر والمواقع التاريخية والعمل على مضاعفة الجهود لحمايتها، لكونها تعكس خصوصية كل بلد على حدة وتساعد على الإحاطة بأنماط العيش وتقدم الشعوب عبر العصور.
كما أصبحت هذه المعالم التاريخية، التي تعتبر صلة وصل بين الماضي والحاضر، تستدعي في مجملها، الكثير من العناية من أجل صونها والحفاظ عليها وحمايتها من كل العوامل المسببة لتدهورها واندثارها وفقدانها
و تعيش المآثر والمعالم التاريخية بمدينة الجديدة محنة حقيقية، نتيجة الإهمال والتدبير العشوائي لهذه النفائس التاريخية، حيث يستمر إغلاق المسقاة البرتغالية بفعل إنهيار جزء من سقفها لأكثر من 4 سنوات ، خاصة وأن هذه المأثر التاريخية تمت حمايتها بترسانة قانونية باعتبارها رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبتوصيات من اليونيسكو ومنظمة الأمم المتحدة ككل، وتأكيد مختلف المواثيق الدولية والنصوص القانونية ذات الطابع المحلي أو الجهوي، ناهيك عن الخطب الملكية الداعية دائما إلى الحفاظ على الموروث الرمزي واللامادي لجميع المغاربة.
فهذه المعالم التاريخية من الأسوار و المباني الأثرية في حاجة إلى عناية وترميم، وهو نداء وجهته فعاليات مدنية للجهات المعنية، باعتبار هذه المآثر ذاكرة تاريخية هامة، ومخزوناً تراثياً يدلّ على حضارة وعراقة الإقليم، موضحين أن جل المباني التاريخية بالإقليم، سواء كانت أسواراً أو قلعا أو أبواباً أو غيرها، قد تعرضت للأضرار كبيرة بسبب عوامل التعرية أو الأحوال الجوية، وبالتالي أصبحت عرضة  للإهمال.


واقع الحال يؤكد أن وزارة الثقافة متمادية في إخلاف وعدها مع المآثر التاريخية للجديدة، فقبل المسقاة البرتغالية، صرح وزير الثقافة السابق، محمد الأعرج، أمام الملأ بقصر عمالة الجديدة، بتخصيص مليار لترميم قصبة «بولعوان» و500 مليون لصيانة أسوار رباط مولاي عبد الله أمغار، وبعد مرور أزيد من خمس سنوات، ظلت القصبة والأسوار تنتظر وعود الأعرج، وهو نفسه انتظار المسقاة البرتغالية لوعود الوزير الحالي، وبين هذا وذاك، تفقد الجديدة معالمها التاريخية التي عليها تتأسس سياحتها الثقافية التي تتهاوى بشكل رهيب.



.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة