مهلا.. الجديدة ضاقت درعا
مهلا.. الجديدة ضاقت درعا

يحدث في صيف كل سنة أن تلبس الجديدة حلة جديدة، فتبدو مزركشة الألوان، مفعمة بالحيوية، تليق بالضيوف الآتين من مشارق المغرب ومغاربه ليستمتعوا ببحرها ويأكلوا من خيراته. إلى هنا تبدو المسالة معتادة مألوفة، لكن ما هو فوق العادة أن تظل الجديدة كما هي مند سنين خلت.

 من خلال ملامستنا ومعايشتنا لواقع المدينة, كان ملزما على مداد قلمنا أن يكتب وبخط عريض عن مشاكلها، ويكون لسانها الناطق علَنا بداك نوفيها جزءا من حقها، فمن بين هاته المشاكل، نقص في الهيكلة والتجهيزات والتنظيم المعقلن فرغم بعض الإصلاحات على مستوى الطرقات إلَا أننا نصطدم حينا بحفر وطرق ضيقة تكاد تنسى  أنك في مجال حضري انتهت فيه الأشغال مند فترة قصيرة، إذ سرعان ما تآكلت وفعلت فيها الحركة فعلتها.

وغير بعيد عن مشهد الطرقات، يثير انتباه الزائر كما القاطن، تلك الحافلات التي أضحت هيكلا يصلح لشيء آخر عدا نقل البشر، ناهيك عن عجز تام ونقص في الفضاءات الترفيهية  والحدائق، فحين يضيق بك مسكنك ويصرخ ابنك راغبا في اللعب في مكان يليق بطفولته  ورغباته تاخد بيديه لتطوف به في المدينة كلها بحثا عن فضاء خاص, ترجع منحني الرأس مخيبا ظنَ ابنك لينتهي بك المطاف في حديقة زعموا أنها كذلك، مكسَرة الكراسي بدل أن تستمتع بخضرة المكان تضيق بقبحه لتعود أدراجك متمنيا ان يجود الزمن بالأفضل.                                                       

أيها السادة ما يقُضَ مضجعي ويحزَ في نفسي توفر المدينة التي أنا بصدد الحديث عنها على خيرات لا يستهان بها، فهي مطلة على المحيط الأطلسي، الذي يغدق بثروات سمكية نشتريها بأثمنة تفوق القدرة الشرائية لعموم الساكنة، إضافة إلى ذلك فالمدينة وإقليمها قطب صناعي هام متمثل في المكتب الشريف للفوسفاط، وما يزيد الأمر غرابة كون هاته الأخيرة أرضا خصبا للسياحة الداخلية.

فالعجب كل العجب كيف لمدينة بهاته المؤهلات ألا تحتوي المشاكل التي سلف الحديث عنها بدل الاحتفاظ بها في الأرشيف؟؟

أيها القائمون على شؤونها فالجديدة تساؤلكم, مادا فعلتم بخيراتها؟ فالجواب واضح وضوح الشمس, إذ يستمتع بثرواتها القليلون المعدودون ويدفع الكثيرون المحرومون ضرائب تفريطكم، مسَلَّمين أمرهم لخالقهم رغم غرقهم في مستنقع الغلاء الفاحش واستفحال الجريمة وتجرَع الويلات صحبة المجانين والمتسكَعين وحاملي السيوف.                 

أيها السادة هاته الجديدة تستنجد بكم فارحموها أليس فيكم رجل رشيد ؟, يعيد إلى عاصمة دكالة مهجتها وبهجتها، حتى إدا جاء الصيف بدت كعروس تستقبل زوارها إلى ذالكم الحين أدعوا لها بالعفو العاجل.

فهاهي الجديدة من جديد تحيكم فحللتم أهلا فطبتم وطابت عطلتكم فيها.  

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة