لهذا تحولت مدينة الجديدة إلى مطرح للأزبال..
لهذا تحولت مدينة الجديدة إلى مطرح للأزبال..

علمت "الجديدة 24" أنه تم رفع الشرط الجزائي و الغرامات على الشركة صاحبة التدبير المفوض لقطاع النظافة بالجديدة منذ نهاية عقدها الأساسي مع الجماعة الحضرية بنهاية شهر ماي المنصرم، حيث تم التوافق بين الطرفين على تمديد العقد ذاته لخمسة أشهر إضافية خالية من الغرامات الواجب فرضها على الشركة في حال إخلالها بواجبها.

تنازل الجماعة الحضرية الذي اعتبرته مصادر عليمة "خطيرا و مضرا بمصالح الجماعة" راجع بالأساس إلى غياب السيولة المالية للجماعة من اجل أداء مستحقات الشركة التي ارتفعت إلى 19 مليون درهم سنويا، و كذا تواطؤ أحد المسؤولين نظير توظيف قريب له بذات الشركة.

نتيجة لهذه التواطؤات المكشوفة التي حالت دون فرض غرامات على الشركة المستفيدة من الصفقة حتى في حال إخلالها بواجبها تجاه سكان و زوار المدينة، أضحى مشهد أكوام الأزبال و النفايات الصلبة يؤثث مختلف أركان شوارع و أزقة عاصمة دكالة طيلة الشهور القليلة الماضية، و قد ازدادت هذه المشاهد المقززة تناسلا خلال أيام فصل الصيف الجاري حيث باتت تتجاوز الأحياء  الشعبية و الحواري الضيقة لتشمل كبريات الشوارع و الطرقات التي تعرف حركة دؤوبة.

و يطرح مشهد مدينة الجديدة التي أصبحت "مدينة الأزبال بامتياز" عديد علامات الاستفهام حول طريقة عمل الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بالمدينة، من قبيل عدد عمليات شحن و تفريغ الحاويات في اليوم و التي غالبا ما تمتلئ عن آخرها بشكل يضطر معه المواطنون إلى رمي فضلاتهم المنزلية بجانبها مما يعكس بأن عملية التفريغ تتم عبر مدد زمنية متباعدة، و كذا عملية غسل و تنظيف و تعقيم هاته الحاويات التي يبدو مظهرها مقززا جراء بقايا الفضلات العالقة بها و التي تصبح مصدرا لروائح كريهة بل و مرتعا للحشرات الضارة التي تتسبب في أمراض خطيرة للإنسان بفعل لسعاتها، فضلا عن سعة الحاويات التي لم تتجاوز غالبيتها 360 لترا دون أن يتم تجديد المتهالك منها.

لقد بات لزاما على المجلس الجماعي خاصة القسم التقني الذي يسهر على تسييره أحد أعضاء فريق العدالة و التنمية، أن يخرج دفتر تحملات صفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة إلى حيّز الوجود مع تضمينه شروطا صارمة، حماية لمصلحة ساكنة المدينة التي منحتهم أصواتها الانتخابية لتحمل مسؤولية تسيير الشأن العام، و ذلك بما يستحضر المصلحة العامة بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة، حتى تكون الشركة الفائزة بالصفقة المقرر تفويتها نهاية شهر أكتوبر المقبل ملزمة بتقديم أجود الخدمات داخل مدينة أصبحت تعتبر من أهم المدن السياحية بالمغرب.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة