الأحياء الشعبية بالجديدة احتفلت ب ‘ حليلو‘ دون تسجيل حوادث بين المتراشقين بالماء
الأحياء الشعبية بالجديدة احتفلت ب ‘ حليلو‘ دون تسجيل حوادث بين المتراشقين بالماء

خرج شباب في صباح هذا اليوم الذي يصادف ثاني أيام عيد الأضحى ، في معظم الأحياء الشعبية لمدينة الجديدة ، لتخليد ظاهرة حليلو أو التراشق بالماء في ما بينهم ، وهي ظاهرة مترسخة في ذاكرة أهل المدينة وإن كانت الظاهرة ذاتها آخذة في التراجع ، إذ تظل الأحياء الشعبية هي التي تستمر في احتضانها ، بينما تكاد تنعدم في الأحياء العصرية التي قطعت صلتها بالعديد من العادات والتقاليد التي تأصلت منذ زمن طويل لدى الجديديين.

 

فمنذ الساعات الأولى من هذا اليوم وفي أحياء القلعة ودرب غلف وسيدي الضاوي ودرب البركاوي والصفاء والسعادة وغيرها من الأحياء الشعبية ، استيقظ شباب وأطفال وتزودوا بما يكفيهم من كميات ماء ، وأخذوا يستغفلون بعضهم البعض بغارات مائية ، لتبليل ملابس الغافلين منهم ولم تسلم من ذلك سيارات نفذ الماء إلى داخلها من نوافذ لم تكن محكمة الإغلاق .

 

بل إن الكثيرين من الشباب والأطفال تسلحوا بما يكفيهم من المياه ، وأغاروا على أحياء مجاورة وكلهم فرحة كبرى كونهم استطاعوا تبليل أكبر عدد ممكن من المارة بها .

 

بينما ظلت سيارات أمن تراقب مشاهد التراشق بالمياه ، وكأنها توفر حماية أمنية لهذه الظاهرة التي  كان التشدد الأمني في التصدي لها قبيل سنوات  من بين أسباب تراجعها .

 

وظاهرة حليلو التي يحتفل بها في الجديدة يوم ثاني العيد ، هي مرادفة لظاهرة التزمزيمة أو زمزم التي تحتفل بها مدن عديدة ببلادنا يوم  عاشوراء ، وهي موروث تذهب مصادر إلى اعتباره من مترسبات الفكر الشيعي الذي كان منتشرا ببعض مناطق المغرب ، فيما تؤكد مصادر أخرى أن عادة التراشق بالمياه يهودية المنشأ ، لاعتقاد اليهود أن الماء هو الذي أنجى نبي الله موسى من بطش فرعون ، ومنذ ذلك الوقت وهم يتراشقون بالماء كما دأب عل ذلك اليهود المغاربة بالملاحات التي كانت يقطنون بها إذ يعتبرون  التراشق به مجلبا للبركة والخير .

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة