أيام سينمائية تحتاج إلى أيام وسنين لترقى إلى مستوى التظاهرات الوطنية بسبب وضع العربة امام الحصان+الصور
أيام سينمائية تحتاج إلى أيام وسنين لترقى إلى مستوى التظاهرات الوطنية بسبب وضع العربة امام الحصان+الصور

قد لا يختلف اثنان ممن حضروا هذه التظاهرة أنها تميزت بعشوائية التنظيم على صعيد جميع المستويات ولم ترقى إلى المستوى المطلوب باستثناء اليوم الأول الذي عرفا بريقا لامع بفضل الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية التي من خلال أعضائها اللذين حاولوا بكل الوسائل  إبراز هده الليلة بثوب لامع وجديد منها الحضور المتميز لعامل الإقليم وتقديم هدايا للمحتفى به .

لكننا نسجل أن باقي الأيام عرفت تراجعا في مؤشرها إلى ما تحث الصفر مقارنة مع الدورة الثالثة التي عرفت تنظيما حكيما.

 

لقد ارتجل المنظم لهذه التظاهرة باقي البرامج واقتصر على البدائية في التسيير دون أن يخول لكل واحد من اللجنة المنظمة حدود مهامه  والتعامل باحترافية المديرين لمثل هده التظاهرات كما أن تسليم الدروع للمكرمين اعتمد على الجسد والمحاباة باستثناء الكاتب العام للجمعية الإقليمية الذي كان في مستوى تقديم الدروع بحكم انه ينوب عن المدير الجهوي للثقافة .

 

قد يكون حكمنا على هذه التظاهرة قاسيا بعض الشيء لكن ليس من باب وضع العصا في العجلة ولكن من باب الغيرة عن هده المدينة ليكون لها مهرجانا في المستوى الدولي وان يستفيد المنظمون من الأخطاء وان يترفعوا عن الذاتية وحب المصالح الشخصية وتصفية الحسابات الفارغة .

 

وحتى لا نكون متحاملين على المنظمين اكثر من اللازم يجب الاشارة على ان مسؤولية الفشل تتحملها كذلك الشركات الكبرى وبعض الممونين كالمكتب الشريف للفوسفاط الدي يصرف ملايير الدراهم على اشطيح وارديح ويبخل على التظاهرات ذات البعد التثقيفي  الذي ستعمل على بلورة الميدان السينمائي وستخلق لنا جيل مفعم بالرؤية الإبداعية و سيشكل قاعدة في المستقبل تجعل من المدينة مدينة السينما .

 

لقد احتفت الأيام السينمائية بمجموعة الورشان التي أنارت سماء الموسيقى الغيوانية خلال السبعينات لكن هدا الاحتفاء تحول إلى اعتداء على ذاكرة طالما رسخت في قلوب جيلنا واستوطنت في عقولنا حينما تعمد المنظمون تقديم هذه المجموعة امام الجمهور بشكل  يشبه حيوانات منقرضة يجب الاستمتاع برؤيتها بشكل يبعث عن العطف والبؤس خاصة حينما استقدم احد أفراد المجموعة بلباس التشرد والرائحة الكريهة التي تفوح منه مما يدل على استهتار المنظمين بقيمة هده المجموعة والدور الذي لعبته في مواكبة المجموعات الكبيرة كناس الغيوان وجيل جيلالة  وبذلك يكون ختام هده الأيام ليس مسكا بل سخطا من طرف المكرمين اللذين عبروا عن استيائهم وغضبهم من الاستخفاف الذي قام به المنظمون اتجاههم حيث لم تذكر ولا كلمة في حق هؤلاء المكرمين من طرف من عاشروهم ولا إعطاء ورقة تعريفية عن أعمالهم باستثناء الوثائقي المحتشم الذي أعطى نبذة عن مجموعة الورشان مما دفع بالحضور أن يتأكد ان اليوم الأخير كان فارغا من محتواه قبل أن يبدأ .

 

و الملفث للنظر والمثير للاستغراب أن مدير هده التظاهرة صرح في يوم الافتتاح أن هده الأيام السينمائية ستتحول إلى مهرجان دولي وستتخلله مسابقات وهدا أملنا جميعا لكن الواقع يفند هدا خصوصا إذا ما علمنا أن  مسيرة هده التظاهرة تمشي بوتيرة السلحفاة إن لم نقول ان المنظمين وضعوا عربتها  اما الحصان .

 

الصور بعدسة احمد تميم 

\"\"

 

\"\"

\"\"

\"\"

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة