خمسون تلميذا من بئر الكوارة يزورون معرض الفرس، ومئات التلاميذ حُرموا من الزيارة بسبب الإجراءات الإدارية (+صور)
خمسون تلميذا من بئر الكوارة يزورون معرض الفرس، ومئات التلاميذ حُرموا من الزيارة بسبب الإجراءات الإدارية (+صور)

على غرار عدد من المؤسسات التعليمية العمومية بإقليم الجديدة، شد صباح اليوم تلامذة مجموعة مدارس بئر الكوارة التابعة للجماعة القروية خميس متوح، الرحال إلى معرض الفرس، قصد الاطلاع على محتويات أروقته، والمشاركة في ورشاته، ومشاهدة عروضه الفنية والترفيهية في إطار دورته السابعة.

 

المسافة الطويلة الفاصلة بين مجموعة مدارس بئر الكوارة ومقر المعرض، لم تمنع تلامذة المؤسسة وإدارتها وبعض أساتذتها من الاستفادة من المبادرة التي تقوم بها النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجديدة، بتنسيق مع عمالة الإقليم والمجلس الإداري لجمعية معرض الفرس وأرباب النقل، حيث تم توفير حافلة خاصة لنقل خمسين تلميذا من مؤسستهم التعليمية إلى معرض الفرس لقطع أزيد من 140 كلم ذهابا وإيابا، إلى جانب أربعة أساتذة مرافقين للسهر على سلامة التلاميذ وتنظيم تنقلاتهم داخل أروقة المعرض.

 

وقد كانت زيارة التلاميذ لهذا المعرض الدولي فرصة للخروج من روتين الدراسة من جهة، ومناسَبة لاكتشاف القرية النموذجية والاستفادة من مضامين الورشات المنظمة داخل المعرض، إلى جانب مشاهدة مسابقات القفز على الحواجز واكتشاف عدد من الخيول العربية والأجنبية، والتقاط بعض الصور التذكارية تخليدا لحدث زيارة معرض دولي بكل المقاييس.

 

التلاميذ المستفيدون من هذه الزيارة عبروا للجريدة عن استحسانهم لهذه المبادرة المجانية، والتي عاش خلالها الأطفال لحظات من الترفيه والاستفادة والاستجمام، كما أوضحوا أن عيشهم في الوسط القروي بعيدا عن مدينة الجديدة وضعف مستواهم المعيشي يحول، بشكل سنوي، دون تمكنهم من زيارة المعرض رفقة آبائهم، إلا أن مبادرات الجهات المعنية وتطوع بعض الأساتذة بتنسيق مع إدارة المؤسسة يوفر لعدد مهم منهم فرصة الوصول إلى المعرض الدولي للفرس.

 

كما عبر أحد أساتذة مجموعة مدارس بئر الكوارة عن أسفه جراء عدم تمكن الجهات المعنية من إتاحة الفرصة لجميع تلاميذ المؤسسة لزيارة المعرض، حيث يتم عادة تحديد العدد في خمسين تلميذا لكل مؤسسة، وهو ما اعتبره ذات الأستاذ غير كاف بالنسبة لمؤسسات تضم المئات من التلاميذ الراغبين في الاستفادة من المبادرة، مضيفا أن النيابة الإقليمية بالجديدة عملت ما في وُسعها لإنجاح العملية وتوفير الظروف المناسبة للتنقل والزيارة، إلا أن تحديد عدد التلاميذ في كل مؤسسة يزيد من صعوبة اختيار المستفيدين وحرمان البقية، حيث تُلقى على عاتق الأساتذة والإدارة مسؤولية تحديد 50 من بين المئات من تلاميذ المؤسسة، وفق معايير اجتهادية قد تكون منصفة أحيانا وقد تساهم في تكريس الفوارق بين التلاميذ في أحيان كثيرة، كما أن هذه المسؤولية تتسبب بين الفينة والأخرى في توتر العلاقات بين المؤسسة وآباء وأولياء التلاميذ غير المستفيدين من الزيارة، حسب ذات الأستاذ.

 

وفي نفس السياق، تساءل أحد الآباء عن المعايير المعتمدة في اختيار التلاميذ المستفيدين من زيارة معرض الفرس، معتبرا المعايير التي يُجريها الأساتذة أو إدارة المؤسسة لتحديد التلاميذ غير منصفة ومن ضمنها "القُرْعة" رغم كونها الحل الوحيد أمامهم، مشيرا إلى أن النيابة الإقليمية من الواجب عليها أن توفر الفرصة لجميع التلاميذ بدون استثناء رغم الصعوبات التي ستواجهها في ذلك، ويتم التعامل مع الجميع على قدم المساواة، مع عدم إقحام النتائج الدراسية للتلميذ في معايير الاختيار، أو اقتصار الزيارات على التلاميذ المتمدرسين في مستويات دراسية معينة.

 

وقد أفاد أحد المسؤولين عن تنظيم الزيارات أن هذه المبادرات تبقى في حدود مستطاع الجهات المعنية، حيث يتم فسح المجال لجميع المؤسسات التعليمية بالإقليم للمشاركة، لكن مع تحديد عدد المستفيدين بحكم العدد الكبير لتلاميذ إقليم الجديدة، حيث يبقى من المستحيل استقبال الجميع داخل أروقة المعرض من جهة، إضافة إلى إكراهات أخرى مرتبطة بعدد الحافلات والمصاريف المالية للعملية وصعوبة التنسيق مع مئات المؤسسات لاستقدام جميع تلامذتها في ظرف خمسة أيام.

 

كما أضاف ذات المتحدث أن هذه المبادرة يتم تنظيمها بشكل سنوي، وهو ما يعطي لمن حُرم من الزيارة خلال السنة الماضية فُرصة زيارة المعرض هذه السنة أو السنوات المقبلة، باعتبار العملية تسير وفق تنظيم معين لا يمكن تجاوزه أو الرفع من عدد التلاميذ بشكل عشوائي، مضيفا أن إدارة المعرض سمحت لوزارة التربية الوطنية بالانخراط في هذه المبادرة وفق شروط تنظيمية ومضبوطة تفاديا لإرباك المعرض أو التأثير على سيره بشكل سلبي إرضاءً لجميع تلامذة الإقليم.

 

\"\"

 

\"\"

 

\"\"

 

\"\"

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة