جرت العادة أن أكبر المؤسسات الصناعية والسياحية بالمغرب كما هو الحال بجميع دول العالم، توفر لمستخدميها وزوراها خدمات طبية استعجالية تمليها الضرورة عند الحاجة.
وحيث أن الخدمات الطبية الاستعجالية أصبحت من الضروريات التي باتت تفرضها قوانين الشغل ومؤسسات التأمين وأصبحت من الشروط المستوفاة للحصول على شهادات الجودة (شهادات الايزو) ، فان العديد من الشركات المغربية على اختلاف حجمها توفر مثل هذه الخدمات لفائدة المستخدمين وللزوار على حد سواء .
واذا أخدنا إقليم الجديدة كمثال، هذا الاقليم الذي يعج بالكثير من الوحدات الصناعية والسياحية الكبرى على صعيد المملكة، سنجد أن الكثير منها، ان لم نقل أغلبها، توفر خدمات طبية استعجالية بالإضافة الى سيارات للاسعاف بل هناك من توفر حتى شاحنات للإطفاء والانقاد، وذلك عملا بمقتضيات شروط السلامة المتعارف عليها وطنيا ودوليا تحت شعار "السلامة قبل كل شيء" في دلالة واضحة على أن سلامة الانسان تبقى لها أولى الأولويات على كل شيء.
لكن للأسف ففي الوقت الذي تهتم به كبريات الشركات بالمنطقة بكل ما يوفر السلامة والراحة للمستخدمين الذي يكدّون ليلا ونهارا من أجل السهر على الرفع من مردودية الانتاج والأرباح لهذه الشركات، نجد أن مؤسسات أخرى بإقليم الجديدة عجزت عن توفير مثل هذه الخدمات أو أنها توفرها بشكل جزئي ولا يوازي حجمها الاقتصادي، الغني عن كل تعريف. نتحدث هنا عن المنتجع السياحي الدولي "مازغان بيتش ريزورت" هذا المنتجع السياحي الأكبر من نوعه بالمغرب وأحد أفخم المنتجعات السياحية بالعالم. فبعد أزيد من 5 سنوات على إحداثه، مازال لا يتوفر على خدمة "سيارة الإسعاف" .
فكثير من المراقبين لم يستسيغوا كيف أن مؤسسة سياحية كبرى تُشغّل أزيد من 1500 شخص على مدار الساعة وتستقطب عشرات الآلاف من السياح الأجانب سنويا، عجزت عن شراء أو كراء سيارة للاسعاف.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ؟؟ هل فكرت إدارة المنتجع يوما ما في وقوع أي مكروه أو كارثة لا قدر الله ؟ وهل استرخصت هذه المؤسسة أرواح موظفيها والآلاف من الزوار الذين يفدون عليها، علما ان الكثير منهم رؤساء دول ودبلوماسيون ورجال أعمال وفناون ورياضيون معروفون ؟؟
وهل تعلم إدارة المنتجع أن الكثير من المستخدمين الذين أصيبوا بوعكات صحية أثناء العمل داخل المنتجع اضطروا إلى مغادرة العمل عبر حافلة نقل المستخدمين لعدم وجود سيارة الإسعاف ؟
وهل بوجود مكتب صغير للتمريض والاستشارات الطبية كاف داخل منتجع عالمي يعج بالكثير من الملاعب الرياضية والمسابح والتجهيزات الرياضية حيث تكثر المخاطر المتنوعة ؟
وهل سيارات الإسعاف المتواجدة بالجماعات القروية والحضرية المجاورة للمنتجع كافية للاستعانة بها عند الضرورة ؟
إن الحديث عن غياب سيارة للإسعاف سيجرنا أيضا للحديث عن غياب مسجد داخل المنتجع، فمنتجع "مازغان" الذي تتوفر فيه الدولة المغربية عل نصيب هام من رأس المال، لا يتوفر على مسجد للصلاة، فكثير من السياح المغاربة والعرب احتجوا في العديد من المرات على عدم وجود مسجد للصلاة، وحسب مصادر من داخل المنتجع، فان السياح الخليجيين الذين حققوا رقما قياسيا من حيث الوافدين على "مازغان" برسم سنة 2014، هم أكثر من كانوا يحتجون على عدم وجود مسجد للصلاة وكأن المنتجع يتواجد في دولة لا تدين بدين الاسلام.
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة