تفاصيل 'الفيروس' المحتمل الذي ضرب بقوة في إقليم الجديدة وقتل زهاء 4000 طائر دجاج ‎
تفاصيل 'الفيروس' المحتمل الذي ضرب بقوة في إقليم الجديدة وقتل زهاء 4000 طائر دجاج ‎

في نازلة "نوعية" خطيرة وغير مسبوقة، عمد بعض أصحاب ضيعات تربية الدواجن، في الساعات الأولى من صبيحة أمس الخميس، إلى التخلص من حوالي 4000 طائر دجاج رومي نافق، بعد وضعها في 300 كيس بلاستيكي، ورميها على الطريق الإقليمية رقم: 3443، الرابطة بين مدينة أزمور وقرية أولاد افرج، بتراب إقليم الجديدة، وتحديدا في المنطقة الممتدة على طول حوالي 7 كيلومترات، والفاصلة بين جماعة أولاد رحمون وجماعة أولاد حمدان.

ودخلت السلطات المعنية والمختصة، ممثلة في قائد قيادة أولاد رحمون، وأعوان السلطة (الشيوخ والمقدمون)، والضابطة القضائية لدى الفرقة الترابية للدرك الملكي بأزمور، وفرقة البيئة التابعة للمصالح الدركية، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، (دخلت) على الخط، فور إشعارها بهذه النازلة التي تهدد الأمن الغذائي، وتنذر بحدوث كارثة إيكولوجية.

وباشر المتدخلون لدى السلطات المستنفرة، في عياب الطبيب البيطري،  الإجراءات اللازمة من معاينات وتحريات ميدانية في مسرح النازلة. وانتدبوا شاحنة  استجمعت حوالي 6 أطنان من الدجاج النافق، والذي كان مودعا  في أكياس بلاستيكية، ناهز وزن كل واحد منها 20 كيلوغرام، أي بحوالي 14 طائر دجاج في الكيس.

هذا، وجرى دفن الدواجن النافقة في حفرة عميقة، جرى حفرها لتوه بآلة "تراكس"، في مقلع، بعيدا عن التجمعات السكنية، بعد وضع مادة الجير في قعرها، وفوق الطيور الميتة.

وفتحت السلطات المختصة ممثلة في الضابطة القضائية لدى الدرك الملكي بأزمور وقائد قيادة أولاد رحمون، بحثا في النازلة التي أشعرا بوقائعها وكيل الملك بابتدائية الجديدة،  بغاية تسليط الضوء على ظروفها وملابساتها، وتحديد المسؤوليات الجنائية والمتورطين فيها. وقد انتقلت السلطات، أمس الخميس، إلى ضيعة مرب للدواجن في المنطقة، للاشتباه فيه.

وعلمت الجريدة أن السلطات المختصة ستنتقل، صباح اليوم، في إطار صلاحياتها ونفوذها الترابي، إلى 8 ضيعات لتربية الدواجن (الدجاج الرومي)، لإجراء ومواصلة الأبحاث، ومراقبة مدى تقيد أصحاب تلك الضيعات بالشروط القانونية، ومعايير الصحة والسلامة.

هذا،  وبالنظر إلى الكمية الهائلة من طيور الدجاج النافقة، والتي ناهزت 4000 طائر (6 أطنان)، لم يستبعد مسؤول أن يكون سبب النفوق يكمن في "فيروس". وهذا ما كان بالمناسبة  استدعى عدم استيراد الدجاج الرومي من بلد في الضفة الشمالية لحوض البحر الأبيض المتوسط.

وعليه، فإن السلطات المعنية والمختصة، مطالبة بشن حملات مراقبة استباقية ومنتظمة ومتواصلة في "الزمكان"، تتم تحت الإشراف الفعلي للسلطة الإقليمية الأولى ممثلة في عامل إقليم الجديدة معاذ الجامعي،   وتستهدف ضيعات تربية الدواجن في جماعات ومناطق نفوذه الترابي، وخاصة الأسواق ومحلات بيع "الدجاج" حيا ومذبوحا، سيما  في عاصمة دكالة، حيث الإقبال مضطرد على اقتناء واستهلاك لحوم الدجاج الرومي. كما يتعين على عامل الإقليم معاذ الجامعي، وضع حد للسيبة والتسيب والفوضى العارمة التي تشوب، دون حسيب أو رقيب، هذا القطاع الحيوي الحساس، حفاظا على صحة وسلامة والأمن الغذائي للمواطنين، رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس.



الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة