ثانوية عقبة بن نافع بالبئر الجديد تخلق الحدث باستضافة كاتبين من دولة فلسطين
ثانوية عقبة بن نافع بالبئر الجديد تخلق الحدث باستضافة كاتبين من دولة فلسطين

شهد فضاء مكتبة الثانوية التأهيلية عقبة بن نافع يومه الجمعة 20 يناير 2017م وقائع ندوة ثقافية في موضوع: "الأدب الفلسطيني: إبداع ومقاومة"، نظمها نادي الإبداع الأدبي واستضاف فيها الكاتبين "أحمد محمد أبو مصطفى" و "أمين خالد دراوشة" من دولة فلسطين الشقيقة.

وقد استهلت الندوة بكلمة تقديمية رحب فيها منسق النادي الأستاذ "سعيد العيماري" بالضيفين الكبيرين والحضور الكرام أطرا وطلابا وتلامذة، وأشار إلى القيمة التربوية لنشاط ثقافي يحتك فيه المتعلمون بكتاب وأدباء من دول شقيقة، وخاصة منها فلسطين الصامدة في وجه الاحتلال الصهيوني، والتي قاومت بأشكال شتى، ومازالت وستظل تقاوم إلى أن تتحرر وتحقق الاستقلال وعاصمتها القدس الشريف، بدعم من المملكة المغربية وعلى رأسها جلالة الملك محمد السادس رئيس "لجنة القدس"، وهي اللجنة التي تسعى جاهدة إلى الإسهام في صمود المقدسيين بمدينتهم، عبر توفير مختلف الحاجيات الأساسية التي من شأنها أن تساعدهم على مواجهة ضغوطات واستفزازات الكيان الصهيوني المحتل. كما أكد أهمية مثل هذه اللقاءات بالنسبة لناشئة المتعلمين والمتعلمات، من حيث الدور الوظيفي الذي تضطلع به لربطهم بالقضية الفلسطينية ومختلف التطورات والمستجدات التي لحقتها في ظل التوترات التي تعرفها منطقة المشرق العربي. وبَيَّنَ منسق النادي أيضا الأهمية التي يضطلع بها الإبداع الأدبي في مواكبة هذه القضية، وما اختيار موضوع الندوة إلا مثال حي على ذلك.

وبعد موضعة الحضور في الإطار الذي من أجله نُظِّمَ اللقاء، انتقل إلى تقديم نبذة تُعَرِّفُ بالكاتبين ومساراتهما العلمية وأهم إصداراتهما الشعرية والقصصية والنقدية والفكرية، أعقبته مداخلة الأستاذ "أحمد محمد أبو مصطفى"، والتي استفتحها بكلمة شكر وتقدير موجهة لإدارة وأطر وتلامذة الثانوية خاصة، وللشعب المغرب عامة الذي ما فتئ يدعم الفلسطينيين ماديا ومعنويا في مختلف الظروف والأحوال، ليتناول إثر ذلك محاور الموضوع، مبرزا في البداية أوجه التعالق بين الأدب والمقاومة في فلسطين، انطلاقا من إقراره بتضافر جملة من العوامل الاجتماعية والسياسية والنفسية والاقتصادية في تحديد طبيعة المضمون الأدبي وتطويره، وهو ما ينطبق أساسا على الأدب الفلسطيني بمختلف أجناسه: الشعر والرواية والقصة والمسرح، بل ذهب إلى اعتباره الأدب الوحيد الذي تمحور حول موضوع "القضية الفلسطينية" طيلة القرن العشرين، وما زال على نفس النهج خلال هذه الألفية، لأنه أدب وليد واقع الاحتلال.

أما تجليات هذه العلاقة التي تجمع بين الإبداع والمقاومة في فلسطين، فقد عمل على رصدها من خلال تصنيفه الأدب الفلسطيني وفق مراحل ثلاثة، تبرز الخصوصية التي يتسم بها، تتحدد في: المرحلة العثمانية ومرحلة الانتداب البريطاني ومرحلة ما بعد النكبة، وإن كانت الموضوعات المرتبطة بالمقاومة لم تتبلور إلا في المرحلتين الأخيرتين على وجه التحديد، حيث سادت قضايا الوطن والهوية والهجرة واللجوء، وهو ما عرض له من خلال استحضار أبرز الرواد من قبيل: إبراهيم طوقان و مطلق عبد الخالق وفدوى طوقان ومحمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم ويوسف الخطيب وخليل بيدس وإسحاق حسيني وجبرا إبراهيم جبرا وغسان كنفاني وإميل حبيبي... ليختم مداخلته بقراءة شعرية شدت الحضور الذي وقف في أوقات عدة أما الأستاذ "أمين خالد دراوشة" فقد نحا بمداخلته باتجاه تجارب أدبية شعرية مستوحاة من ديوانه "وخزات الحنين"، وأخرى قصصية مصدرها مجموعته القصصية "الحاجة إلى البحر"، أعرب بعدها عن عظيم امتنانه وجزيل شكره للملكة المغربية وما تقدم من دعم للقضية الفلسطينية، كما أثنى على القفزة النوعية التي حققتها المملكة في مختلف المجالات، تحت الحكم السديد لجلالة الملك محمد السادس.

ومن جهته عبر السيد المدير "المصطفى الحداوي" عن اعتزاز ثانوية عقبة بن نافع التأهيلية - إدارة وهيئة تدريس وتلامذة - باستضافة أدباء وشعراء كبار من دولة فلسطين العزيزة على المغاربة حكومة وشعبا، في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي عبر في خطابات عديدة عن وفائه لروح القضية الفلسطينية وسعيه في مختلف المحافل الدولية إلى الدفاع والذود عنها.

وبعد مناقشة ممتعة للموضوع، أبانت عن الأسئلة العميقة والوجيهة التي ترتبط بتمظهرات المقاومة في الإبداع الأدبي ودور المثقف في المجتمع، اختتمت الندوة باحتفالية إنشادية عادت بالحضور إلى أنشودات فلسطينية عبرت عن روح المقاومة، من مثل "منتصب القامة" و"أناديكم.." و"إني اخترتك ياوطني"، أدتها بشكل متميز مجموعة "عقبة للسماع والإنشاد".

 









الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة