لينا.. لترقدْ روحك يا صغيرة بسلام في جنة السلام ولا عزاءَ للمتخاذلين..
لينا.. لترقدْ روحك يا صغيرة بسلام في جنة السلام ولا عزاءَ للمتخاذلين..

 رغم الحوادث المتكررة التي تسبب فيها غياب ممرات الراجلين في شوارع وطرقات مدينة الجديدة، فإن تحرك مسؤولي المدينة ظل محدودا وشبه غائب إزاء مشكلة تشوير الطرق، ما تسبب مجددا في وفاة طفلة على مستوى شارع جبران خليل جبران، بمحاذاة مدرستها "سكول أكاديمي".

وتعود أسباب الحادثة، وفق ما عاين شهود عيان، إلى السرعة التي كان يسير بها سائق (من جنسية مصرية) كان يقود، في حدود الساعة الثامنة صباحا، سيارة من نوع "فيات دوبلو"، قبل أن يدهس الطفلة "لـينا"، التي كانت في طريقها للدخول إلى المؤسسة بعد ترجلها من سيارة والدتها.

حادثة تركت بالغ الأثر في نفوس الجديديين عامة وجميع من تابعوا واقعة "ليـنا" المؤلمة، إلى درجة أنّ نشطاءَ على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تداولوا صور "لـينا"، معممين هاشتاغ #كلنا_لينا.

وفي هذا الإطار، نددت جمعية آباء وأولياء وتلاميذ المؤسسة بالحوادث المتكررة، التي ترجع أسبابها بالأساس إلى غياب علامات التشوير الطرقي، وكذا غياب علامات تحدد السرعة، وانعدام المراقبة المستمرة للمصالح الأمنية على مستوى هذا الشارع الحيوي. كما أرجعت الجمعية أسباب مثل هذه الحوادث إلى السياقة المتهورة لأغلب السائقين، والتي تتجاوز سرعتهم أحيانا الـ80 كيلومترا في الساعة، إضافة إلى غياب علامات مرور الراجلين، ناهيك عن حالة الطريق "المهترئة"، والتي ملأت الحفر جنباتها.

أمام هذ الوضع الكارثي، والذي ينذر بحالة احتقان موشكة وسط أولياء أمور التلاميذ على وجه الخصوص، وساكنة الجديدة عموما، في وقت لم نسجّل تجاوبا فعليا ولا وجدنا آذان مصغية من المصالح المختصة، ونخص بالحديث المجلسَ المنتخب في بلدية الجديدة، الذي لا يكلف نفسه عناء ترجمة مطالب المواطنين، باعتباره وصيا فعليا ومباشرا على هموم ومتطلبات الساكنة. ولا يعقل أن نتحدث في ظرف سنتين عن حصيلة "هزيلة" لمجلس انتخبته المدينة واختارته ليكون وصيا على شؤونها.. فأوضاع المدينة تتأزم يوما بعد آخر، وميزان التسيير المعقلن اختلّ، وشوارع أخرى في المدينة -على غرار شارع جبران خليل جبران، مسرح حادثة لـيناِ- تعرف الحالة نفسها: حُفر تتصيد السيارات، وأعمدةُ ضوئية مهترئة لم تطلها يدُ الإصلاحِ، وبنيات تحتية متهالكة، وانتشار متفاقم لظاهرة الباعة الجائلين أمام المؤسسات التعليمية (السعادة، عبد المومن الموحدي نموذجا) وأشغال التهيئة متوقفة منذ مدة في جميع شوارع المدينة، إضافة إلى إشارت ضوئية معطلة في عدد من النقط المرورية.. هذه كلها مشاكل كفيلة بأن تضع المتتبع للشأن المحلي أمام واقع لا يشرّف بالمرة.

أمام هذه الوقائع اليومية، التي تصدرتها واقعة "لـينا" في بداية الأسبوع الجاري، يتساءلُ المواطنُ الجديدي عمّن يسهر على إصلاحِ ومراقبة أحوال المدينة ومن يدبّر شؤونها؛ فقد أصبح لزامًا على كلّ مسؤول وكل منتخبٍ الشروعُ في إصلاحِ ما يمكن إصلاحه فعليا، بعيدا عن الصور المزيفة التي يؤثثون بها حساباتهم الفيسبوكية، التي لا تفعل أكثر من إخفاء الحقيقة المُرّة على أرض الواقع، سواءً على مستوى الطّرق أو على مستوى علامات التّشوير، في أفق تفادي وقوع حوادث السّير من الأساس، والحفاظ على أرواح المواطنين.. ليـنا البريئة أسلمت روحها لبارئها ولم تقترف أي ذنب ولا يدَ لها في استهتاركم وفي تماطلكم وفي خيانتكم للأمانة.. لترقدْ روحك يا صغيرة بسلام في جنة السلام ولا عزاءَ للمتخاذلين.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة