لصوص النحاس ينشطون بأقاليم الجديدة وسيدي بنور وأسفي ودرك أولاد عمران يوقع بهم ‎
لصوص النحاس ينشطون بأقاليم الجديدة وسيدي بنور وأسفي ودرك أولاد عمران يوقع بهم ‎

في تدخلين "نوعيين"، حجزت الفرقة الترابية للدرك الملكي بأولاد عمران، التابعة لسرية سيدي بنور،  في منطقة نفوذها  الترابي، 5 أطنان من معدن النحاس، مجهول المصدر، وبالموازاة مع ذلك، أوقفت بمقتضى حالة التلبس، أشخاصا مشتبها في تورطهم،  أحالت 3 منهم في حالة اعتقال، على وكيل الملك لدى ابتدائية سيدي بنور.

وقد عرفت قضية النحاس تطورات، بعد أن أمر قاضي التحقيق الجنائي لدى استئنافية الجديدة، بإيداع مستشار جماعي بإقليم الجديدة، يدعى (ج.)، رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي سيدي موسى، قصد التحقيق معه والاستماع إليه علاقته بالنازلة،  مع العلم أن الأخير سبق للضابطة القضائية أن حققت معه في قضية سرقة مماثلة.

هذا، وكانت دورية محمولة من مركز الدرك بأولاد عمران، انتقلت في ساعة متأخرة من الليل، داخل منطقة نفوذها الدركي، إلى "واد بوشان"، بتراب جماعة "كدية بن دغوغ"، بتراب إقليم سيدي بنور. حيث ضبط المتدخلون الدركيون  شخصا بمعية معاونيه، متلبسين بإضرام النار وسط أرض خلاء، لإزالة مادة النحاس من خيوط بلاستيكية ملفوفة حوله. وقد أوقفوا المشتبه به الرئيسي وأحد معاونيه،  وحجزوا طنين من خيوط النحاس الرقيقة، وعربة تم تسخيرها واستعمالها في نقل شحنة النحاس، موضوع التدخل الدركي، إلى "واد بوشان".

وقد أسفر إخضاع الناقلة ذات محرك، المحجوزة، والتي تعود ملكيتها لشقيق المشتبه به، للتدقيق والخبرة التقنية من قبل تقنيي مصلحة التشخيص القضائي لدى القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة، عن كون  إطارها الحديدي "الشاسي"، يحمل رقما تسلسليا مزورا، رغم كون بطاقتها الرمادية قانونية، وتتضمن رقما معدنيا غير مزور.

وبتعليمات نيابية، فتحت الضابطة القضائية بحثا في النازلة، بالاستماع في مسطرة قانونية، إلى  المشتبه به الرئيسي وشقيقه.. في موضوع كمية النحاس، مجهول المصدر، والعربة ذات الإطار الحديدي المزيف، كل حسب ما يعنيه من أفعال نص عليها القانون.

هذا، وأحالت الفرقة الترابية لدرك أولاد عمران المشتبه به الرئيسي ومن معه، في حالة سراح، على النيابة العامة المختصة، علما أن ثمة حالة التلبس، دون استحضار لظروف وملابسات النازلة، التي عاينت الضابطة القضائية وقوعها ووقائعها تحت جنح الظلام، وفي ساعة جد متأخرة من الليل (الساعة الثانية من الصبيحة)، وفي أرض خلاء ومعزولة، مع استعمال عربة ذات إطار حديدي مزور، ناهيك عن كون الكمية المحجوزة، طنين من مادة النحاس، أي 2000 كيلوغرام، هي كمية جد ضخمة، ولا يستسيغ العقل من الوجهة الواقعية على الأقل، أن يكون اقتناؤها قد تم بالتقسيط ومن النوع ذاته، من سوق سيدي بنور.

إلى ذلك، فقد يفضي البحث والتحريات، في حال تعميقهما تحت إشراف الوكيل العام لدى استئنافية الجديدة، والذي يتعين، بحكم الاختصاص النوعي وحتى الترابي، أن يتدخل ويدخل على الخط في قضية العربة ذات الإطار الحديدي المزيف، إلى الكشف عن وجود عصابة متخصصة في تزوير العربات وإطاراتها الحديدية، قد تمتد نشاطاتها إلى  مناطق أخرى في المغرب.

وبالموازاة مع هذه النازلة، ضبطت دورية تابعة لمركز درك أولاد عمران، في الليلة ذاتها، وعلى بعد حوالي 3 كيلومترات عن مسرح وقوعها، شخصا ومعاونيه، في "واد بوشان"، متلبسين بإضرام النار في كومة من الخيوط البلاستيكية الغليظة، التي تلف مادة النحاس. حيث أوقفت الضابطة القضائية المشتبه به الرئيسي، وحجزت شاحنة في ملكية شقيق الأخير، تبين، بعد إخضاعها للمراقبة والتدقيق، أن ترقيمها المعدني غير مزور، ووثائقها قانونية.

وبتعليمات نيابية، استمع المحققون إلى المشتبه به الرئيسي في محضر قانوني، بعد وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، وإلى شقيقه ومستخدم لدى شركة بآسفي، في حالة سراح. وعند عرضهم على النيابة العامة المختصة، أمرت بوضعهم جميعا رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي سيدي موسى بالجديدة.

ومن المنتظر أن تعرف قضية النحاس التي فك درك أولاد عمران لغزها، في منطقة معروفة بظاهرة إضرام النار  تحت جنح الظلام، وسط أراض وأمكنة خلاء ومعزولة، وحتى داخل بنايات محاطة بأسوار عالية، في أكوام من خيوط النحاس البلاستيكية، مجهولة المصدر، والتي غالبا ما تكون متحصلا عليها من سرقات من داخل شركات ووحدات صناعية وإنتاجية، بغية استخلاص مادة النحاس الخالص منها، وإعادة بيعه بسومة قد تزيد عن 50 درهم للكيلوغرام الواحد، (من المنتظر) أن تعرف تطورات مثيرة،، وتكشف عن متورطين آخرين من العيار الثقيل، وربما عن عصابات ذات امتدادات ترابية،  بعد حجز ناقلة ذات محرك، تحمل إطارا حديديا ذي رقم مزور، وإيقاف مستشار جماعي بإقليم الجديدة، يدعى (ج.)، أمر قاضي التحقيق الجنائي لدى استئنافية الجديدة، بإيداعه رهن الاعتقال الاحتياطي.  هذا المستشار الجماعي الذي منحه المواطنون أصواتهم، ووضعوا فيه ثقتهم، لتدبير  شؤونهم وشؤون منطقتهم، كان موضوع بحث قضائي سابق في نازلة سرقة مماثلة، وكان  بالمناسبة وجد  المآزرة والدعم، بطريقة خاصة، في زميل يحمل لقب حيوان انقرض، منذ  الأزمنة الجيولوجية الغابرة، من على وجه البسيطة. 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة