قراءة في ما وراء ظاهرة استعمال الشرطة بالجديدة للسلاح الوظيفي ‎
قراءة في ما وراء ظاهرة استعمال الشرطة بالجديدة للسلاح الوظيفي ‎

في ظرف أقل من أسبوع، استعمل رجال الشرطة بمدينة الجديدة، سلاحهم الوظيفي، في نازلتين غير متباعدتين في الزمان وحتى في المكان، لكنهما متشابهتان من حيث بطلاها المنحرفان اللذان استهدفا، تحت تأثير ""القرقوبي"، وتحت طائلة الأسلحة البيضاء، سيارات كانت تركن في الشارع العام.
فبعد النازلة التي جرت فصولها، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، بعد أن اعتدى  منحرف تحت تأثير أقراص الهلوسة، على سيارات خفيفة في حي للازهرة،  تدخل على إثرها عناصر من فرقة الدراجيين المتنقلة، وأطلقوا عيارين ناريين تحذيريين في الهواء.. ها هي  عاصمة دكالة  تهتز مجددا، مساء اليوم الثلاثاء، على وقع اعتداء منحرف، بواسطة السلاح الأبيض، تحت تأثير "القرقوبي". حيث حطم الواقيات الزجاجية الأمامية والخلفية لحوالي 10 سيارات خفيفة، كانت تركن في الشارع العام، وفي أماكن متفرقة من حي "المويلحة"، كما اعتدى على مواطنين.
 وقد لاذ المنحرف بالفرار، لتتعقبه في مطاردة بوليسية عناصر من فرقة الدراجيين. حيث استعمل المتدخلون الأمنيون سلاحهم الوظيفي، وسددوا إلى الهدف طلقة نارية، أصابته في إحدى ركبتيه.. ليتم نقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة.
هذا،  وكانت الشرطة استعملت في نازلة مماثلة، السلاح الوظيفي، لإيقاف منحرف في حي للازهرة، بعد أصابته بطلقة نارية.
ومن ثمة، وبعيدا عن الخوض في مسألة شرعية الدفاع عن النفس، وتناسبية التدخل الأمني، ومدى سلطة تقدير الخطر المحدق، في حال وجوده، فإن المتتبعين للشأن الأمني أصبحوا أمام حالات تكرار استعمال السلاح الوظيفي، وتحديدا من قبل الشرطة بالجديدة. ما يؤشر على خطورة الوضع الأمني، في ظل تنامي تجليات الجريمة، والتي وكما يستشف من  وقائع النازلات الإجرامية، أن أبطالها من المنحرفين، وكانوا تحت تأثير أقراص الهلوسة، ومتحوزين بأسلحة بيضاء،  لم يتوانوا في استعملها في اعتداءاتهم على المواطنين وعلى ممتلكات الغير، وحتى في مواجهة المتدخلين الأمنيين.
 وبالمناسبة، لماذا تنامى إذن استعمال الشرطة لسلاحها الوظيفي بالجديدة، وتحديدا من قبل عناصر فرقة الدراجيين، على خلاف التدخلات في الشارع العام، التي تقوم بها الدوريات الركبة والرجلة، التابعة للأمن العمومي، وللمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية ؟  
ولمادا زادت حدة استعمال السلاح الوظيفي في مدينة الجديدة، حتى أن الأمر قد يصبح ظاهرة وسلوكا عاديا.. مقارنة  مع كبريات المدن المغربية، مثل الدارالبيضاء.. وكأننا أصبحتا في كبريات المدن الأمريكية ؟ 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة