اقبال كبير على الملتقى الثالث لفيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بالجديدة
اقبال كبير على الملتقى الثالث لفيدرالية جمعيات الاحياء السكنية بالجديدة

عقدت فدرالية جمعيات الاحياء السكنية يوم السبت 09/12/2017 بدار الشباب حمان الفطواكي  الملتقى الثالث تحت شعار"المقاربة التشاركية في تدبير شؤون المدينة"  وذلك من اجل تحيين  ملفها المطلبي والاقتراحي  وقد عرف هذا النشاط نجاحا منقطع النضير سواء من حيث عدد الجمعيات والفعاليات والنخبة التي حضرته او من حيث مستوى العروض والنقاشات  التي تلتها .وياتي هذا الملتقى  بعد دورتي (2010) و (2012)،وهي ملتقيات أرادت لها الفيدرالية أن تكون مفتوحة ومنفتحة على الجميع من جمعيات مصالح خارجية، منتخبين، ،إعلاميين وفاعلين من مختلف المجالات والقطاعات والغاية دائما هي إفساح المجال أمام جميع مكونات المدينة لإبداء الرأي حول أوضاعها واقتراح الحلول التي تستهدف النهوض بها وتطوريها على جميع المستويات  وهي قناعة راسخة عند  الفدرالية التي تعتبر ان  المقاربة التشاركية هي الأسلوب الأنجع لتدبير الشأن المحلي،كما أنها الإطار الأمثل للتفكير والتأمل في واقع المدينة واستشراف آفاق تطورها.

افتتح الملتقى  السيد محمد فتحي رئيس فدرالية  جمعيات الاحياء السكنية  الذي سير هذا النشاط  بكلمة ترحيب بالحاضرين واعطى الكلمة للسيد عبد الله الفيلالي الذي تلى كلمة المكتب  التي تطرقت للسياق الذي اتى فيه هذا الملتقى واهدافه المتمثلة  من جهة في اعداد ملف مطلبي يكون مرجعا للترافع والنضال ومن جهة اخرى اذكاء النقاش ونشرثقافة الاهتمام بالشأن العام وحث المواطنين والمهتمين ومناضلي المجتمع المدني  للتعبير عن تصورهم للمشاكل وسبل حلها  ايمانا من الفدرالية  بان المجتمع المدني  هو مدرسة لخلق جو من التضامن والتواصل بين المواطنين انطلاق من الحي والاقامة الواحدة  ثم إلى مجموع الأحياء ثم الى مستوى آخر من الوعي الشامل بقضايا المدينة ثم منها إلى نطاق أوسع يشمل قضايا الوطن كله.  واكدت الكلمة على ان  العمل الجمعوي الصادق والغير مغشوش والمستقل  يساهم في بناء الانسان المواطن المنفتح على محيطه  المهتم بشؤون حيه ومدينته ووطنه لإخراجه  من مجاله الضيق  إلى مستوى الاهتمام العام  بقضايا  ومشاكل حيه ومدينته ومن ثم وطنه  والمساهمة في حلها مساهمة واعية و منظمة  

واكدت كلمة الفدرالية  بان جمعيات المجتمع المدني لكي تكون فاعلة  يجب ان تؤكد على استقلاليتها في اتخاذ خطواتها انطلاقا من قناعتها الذاتية فهي ليست أداة ملزمة  لتبني اهتمامات المؤسسات الرسمية و تنفيذ قراراتهما  وليست اداة للانسجام مع ارادة حزبية اوغيرها .كما انها لا يجب ان تكون هي الاخرى مرتعا للفساد وتبذير المال العام  عن طريق الاعانات والدعم الغبر مشروط بالبرامج  والنتائج  والغير متبوع بالافتحاص والمراقبة .

ان كل ما يجب ان تنتظره المؤسسات الرسمية والغير الرسمية من هذه الجمعيات  هو المساهمة المستقلة  في صنع المواطن الواعي و الإيجابي و الخروج به من الجمود و السلبية بكل أنواعها .هذا المواطن هو أساس كل عطاء وتقدم، مواطن ناقد لا يدير ظهره للمشترك العام  بل فاعل حيوي ومهتم.

لقد عرفت  مدينة الجديدة   كما اشارت الكلمة  توسعا عمرانيا كبيرا انطلق منذ الثمانينات وارتفعت وتيرته في السنين الاخيرة نتيجة عدة عوامل ابرزها النمو  الديموغرافي الذي شهدته في النصف الأخير من القرن 20 وما واكبه من تغييرات اقتصادية واجتماعية برزت عنها  ظاهرة الهجرة من البادية إلى المدينة وما صاحبها من نمو متسارع للحواضر، وتوسع في العمران،.

كما  استقبلت المدينة في السنين الاخيرة  عدة مشاريع اقتصادية وصناعية  وتعليمية   وخدماتية وسياحية   ابتدأت بميناء الجرف الاصفر والمركب الصناعي  للمكتب الشريف للفوسفاط  اضافة لفتح جامعة شعيب الدكالي وبناء مؤسسات ومدارس عليا ملحقة بها كان لها الاثر الكبير في التحاق عدد كبير من الطلبة من اقاليم اخرى ضف الى ذلك   التوسع المضطرد للأحياء الصناعية سواء بالجرف الاصفر والمدينة والنواحي

 كل هذه المتغيرات جعل المدينة تعيش عدة مشاكل وذلك نتيجة غياب البعد الشمولي والمستقبلي أثناء التعاطي مع قضايا المدينة وتطوراتها، وأيضا نتيجة ضعف الحكامة ،الناتج عن تعدد المتدخلين وتضارب المصالح وغياب التنسيق و التواصل بين مختلف الفاعلين.

كل هذه القضايا  تضمنها العرض المصور والحي ب  datashow الذي القاه عضو مكتب فدرالية جمعيات الاحياء السكنية الاخ صلاح الدين بنحرارة  الذي بين ان واقع الحال بالمدينة لا يبعث على الارتياح والتفاؤل فنضرة  لمختلف مرافق و قطاعات المدينة يؤشر على اختلالات متعددة و خصاص كبير كنتيجة لضعف الحكامة في التسيير والتدبير، نقص وعدم تكافؤ في توزيع المرافق و الخدمات العمومية بين مختلف التجمعات السكنية ،استمرار مظاهر الترييف داخل المدار الحضري نتيجة وجود العديد من الأراضي الفلاحية و المناطق القروية بداخله،استفحال مشكل التلوث وضعف المساحات الخضراء والمنتزهات- تدني خدمات النقل الحضري،الضعف الأمني وانتشار الجريمة -النقص في التجهيزات الأساسية من طرق وأرصفة وإنارة عمومية -محدودية في المرافق الثقافية والرياضية- اختلالات كبيرة في تصميم التهيئة ستؤدي مستقبلا إلى إعادة إنتاج نفس المشاكل،اي تنامي مظاهر الفقر والهشاشة وتقهقر القدرة الشرائية لدى فئات واسعة من السكان،انتشار البطالة في صفوف الشباب.....الخ.

واضاف العرض ان  هذه المشاكل مرشحة للاستفحال والتزايد مع مرور الوقت،وذلك بفعل جاذبية المدينة ومحيطها واستقطابها في المدى المنظور للعديد من المشاريع الاقتصادية الكبرى،سواء تعلق الأمر بالمنطقة الصناعية الجديدة بالجرف الأصفرMedZ التي ينتظر أن تستقطب وحدات صناعية كبرى،أو تعلق الأمر بالمنطقة الصناعية المتواجدة بالمدينة والتي ينتظر توسيعها على المدى القريب،هذا بالإضافة إلى الوحدات السياحية الجديدة والمركبات المختلف المزمع إضافتها .

العرض  الذي دام   زهاء ساعة من الزمن   كان تركيزا  لمشروع الملف المطلبي والاقتراحي  الذي وزع في كتيب  على الحاضرين  والذي تضمن عدة محاور اساسية (14   محورا) هذا الملف ستضعه الفدرالية رهن اشارة جميع الفاعلين بالمدينة  خصوصا لما تبين ان هناك من ياخذ مضامينه بالجدية اللازمة .

بعد العرض  افتتحت لائحة التدخلات التي تعدت 15 تدخلا دامت اكثر من ساعتين  شارك بها الشباب واعضاء الجمعيات والمثقفون والفنانون واطر مقاولة تدخلات  وضعت على السطح واقع عمق المدينة ومشاكلها واختلالاتها كما كشفت عن الجوانب الخفية عن ما يجري  في دواليب الهيات المنتخبة  والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والادارية بالمدينة والتي  تعوق اي تقدم وتحارب اي اصلاح  هذه التدخلات طرحت بالمقابل اقتراحات وافكار قيمة ستضمها الفدرالية لمشروع ملفها المطلبي والاقتراحي  الذي سيكون هو الوثيقة المرجعية للعمل والترافع حيث ستعمل الفيدرالية على طلب لقاءات مختلفة مع المؤسسات الرسمية  الفاعلة المختلفة  بالمدينة  لعرضه ونقاشه.

اختتم اللقاء بتعبير الجميع عن سعادته بنجاحه  وعن استعداد الجمعيات للعمل الجاد والمفيد يد في يد مع كل من يريد الاصلاح والخير لهذه المدينة.

 

اللجنة الاعلامية لفدرالية جمعيات الاحياء السكنية

 

الجديدة في 09/12/2017

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة