تطورات مثيرة في قضية اقتحام قسم الإنعاش بالجديدة وتعريض المرضى لخطر الموت
تطورات مثيرة في قضية اقتحام قسم الإنعاش بالجديدة وتعريض المرضى لخطر الموت

قضت، السبت الماضي، نحبها المريضة (ف.)، التي كانت تخضع للعناية الطبية المركزة داخل قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي بالجديدة.

 هذا، وأمر الوكيل العام لدى استئنافية الجديدة، بإحالة جثة الهالكة، المسماة قيد حياتها (ف.)، في اليوم الموالي لوفاتها (الأحد الماضي)، على المستشفى بالدارالبيضاء، لإخضاعها للتشريح الطبي، لتحديد الأسباب التي عجلت بالوفاة، والتي تبقى مفتوحة على جميع الاحتمالات، بما فيها التسمم، أو (..). ولعل هذا ما قد تكشف عنه نتائج التشريح الطبي، وكذا، تعميق البحث القضائي مع المعتدي، الذي هو، من باب التذكير، زوج والدة المريضة الهالكة، والذي تضعه سلوكاته وتصرفاته غير المبررة، محط الشك والشبهات.

 وبالمناسبة، فقد استعصى على الطاقم الطبي الذي كان يشرف على حالتها الخاصة، انتزاعها من موت محقق، بسبب حالتها الصحية المتأزمة أصلا عند ولوجها إلى قسم المستعجلات، والتي ازدادت تعقيدا، سيما بعد أن اقتحم قريب لها، وهو زوجة والدتها، الخميس الماضي، قسم الإنعاش، وعات فيه وفي تجهيزاته ومعداته الطبية خرابا ودمار، واعتدى على الأطقم الطبية، وحراس الأمن الخاص، وعاملات النظافة، معرضا  لخطر الموت المرضى الذين يخضعون للعناية الطبية المركزة.

وقد تم التوثيق لوقائع النازلة بالصورة والصوت، من خلال الفيديو الذي تداولته على نطاق واسع مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا، وأفاد مسؤول صحي أن 3 أشخاص، ضمنهم الشخص الموقوف،  اقتحموا، مساء الخميس الماضي،  وقت الزيارة، قسم الإنعاش، عبر نافذته، قبل أن يتراجع اثنان منهم عن المغامرة غير محسوبة العواقب، ويغادرا لتوهما المكان. فيما قريب المريضة المسماة قيد حياتها (ف.)، البالغة من العمر 16 سنة، والتي هي بنت زوجته. حيث شرع في الاعتداء على التجهيزات والمعدات الصحية، وعلى الأطقم الطبية، وعلى حراس الأمن الخاص والمنظفات. وكان يعرقل بسلوكاته وتصرفاته الطائشة عمل الممرضات، ويعرض لخطر الموت  المرضى الذين يرقدون في حالات حرجة، تحت العناية الطبية المركزة، داخل قسم الإنعاش الذي يعتبر مصلحة صحية جد حساسة.

وقد تمكن حراس من الأمن الخاص، شل حركة المعتدي، والسيطرة عليه، والاحتفاظ به إلى حين حضور الشرطة التي تسلمته، التي وضعته بتعليمات نيابية تحت تدابير الحراسة النظرية، للبحث معه وإحالته على النيابة العامة المختصة.

وحسب المصدر الصحي ذاته، فإن المعتدي كان اقتحم، الأربعاء الماضي، قاعة الاجتماعات بإدارة المستشفى، حيث كان حوالي 30 موظفا من وزارة الصحة بالرباط، ضمنهم مدير المستشفيات في المغرب، يعقدون اجتماعا مع الأطر الصحية بالجديدة، وعلى رأسهم المندوب الإقليمي، ومدير المستشفى الإقليمي محمد الخامس. وقد شرع في الاحتجاج والصراخ داخل قاعة الاجتماعات، معرقلا بذلك أشغال مسؤولي قطاع الصحة العمومية.

هذا، وأصدرت وزارة الصحة العمومية بلاغا، تحت عنوان: "وزارة الصحة تدين الاعتداءات المتواصلة على مهنيي الصحة، وتدعو الجهات الوصية إلى توفير الأمن والحماية بالمؤسسات الصحية"، هذا نصه:

يتواصل مسلسل الاعتداءات على مهنيي الصحة، الأطباء والممرضين والعاملين، وكذا،  تخريب الآليات البيوطبية، وتهشيم مرافق المؤسسات الصحية، من قبل بعض مرتفقي المرضى والمصابين. مما يترتب عنه إصابات متفاوتة الخطورة لدى مهنيي الصحية. كما يخلق ذلك جوا من الرعب والفزع لدى المرضى، خاصة بأقسام الإنعاش والمستعجلات، كان آخرها ما عرفه مستشفى محمد الخامس بالجديدة، مساء الخميس 09 غشت 2018. حيث تهجم ثلاث أشخاص من عائلة المسماة (ف.)، البالغة من العمر 16 سنة، إثر قبولها بمصلحة المستعجلات، في حالة فقدان وعي، تبين بعد الكشف البيولوجي والإشعاعي (سكانير)، أن حالتها مستقرة، وتم توجيهها إلى مصلحة الإنعاش، من أجل تتمة بقية الفحوصات، فإذا بأفراد من عائلة المريضة يتهجمون على مصلحة المستعجلات، وقت الزيارة، عن طريق إتلاف نافذتها، والاعتداء على الموظفين المداومين. مما تطلب تدخل حراس الأمن لتهدئة هؤلاء المتهجمين. لكن وللأسف الشديد، فقد تعرضوا بدورهم للاعتداء (فك كتف أحد العاملين، ضرب وجرح ممرضين وعاملة نظافة)، إلى جانب إتلاف معدات وتجهيزات المصلحة. مما عرقل السير العادي للمصلحة، وخلق جوا من الرعب والفزع،  بل عرض باقي المرضى، نزلاء مصلحة الإنعاش للخطر.

أمام هذه الواقعة، تم استدعاء الشرطة التي حضرت، وألقت القبض على أحد المتهجمين، وعاينت الخسائر،  وفتحت تحقيقا حول هذه النازلة.

وعليه، فإن وزارة الصحة تدين بشدة هذه السلوكات والتصرفات اللامسؤولة، وتعلن أنه في إطار مؤازرتها للأطر الصحية، والعاملين بالمؤسسات الصحية، ضحايا هذه الاعتداءات السافرة، اتخذت إجراءات مسطرية لمتابعة مقترفي هذه الأفعال. كما تؤكد أنها لن تدخر جهدا في الدفاع عن كرامة نساء ورجال الصحة، وأن لا تسامح، ولا تساهل مع أي شخص تسول له نفسه، ومن أي موقع كان، التطاول أو إهانة الأطر الصحية، أو الاعتداء على المؤسسات الصحية، بالتخريب، أو الإتلاف، أو النهب.

من جهة أخرى ، فإن وزارة الصحة إذ تسجل ببالغ الأسف والتحسر، حسب بلاغها الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه،  تكرر الهجومات على المؤسسات الصحية والعاملين بها، تدعو الجهات الوصية إلى حماية مؤسسات الدولة، مما تتعرض له من تخريب وإفساد، وحماية مهنيي الصحة، أطباء وممرضين وتقنيين وإداريين، وتوفير ظروف الأمن والسلامة لهم، حتى يتمكنوا من أداء رسالتهم الإنسانية والنبيلة، وتوفير الخدمات الصحية للمرضى والمصابين، وبالتالي ضمان السير العادي والآمن لهذا المرفق العمومي.

إلى ذلك، فقد أحالت الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الثالثة بالجديدة، السبت الماضي، المعتدي الموقوف، في إطار مسطرة تلبسية، على وكيل الملك بايتدائية الجديدة، والذي أمر بوضعه رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي، بعد متابعته من أجل الأفعال الجنائية المنسوبة إليه.



الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة