فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية تسلط الضوء على ظاهرة العنف بمدينة الجديدة
فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية تسلط الضوء على ظاهرة العنف بمدينة الجديدة


كما كان مقررا  نظمت فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية يومه السبت 28 دجنبر 2019  بدار الشباب حمان الفطواكي  مائدة مستديرة حول العنف بالمدينة تحت عنوان " هل نعيش بأمن وطمأنينة بمدينتنا....؟" حضرها عشرات من المهتمين والفاعلين الجمعويين ودامت حوالي 4 ساعات توزعت   على مداخلات السادة الاساتذة والاستاذات الذين اطروا هذه المائدة بمداخلات تناولت قضية  العنف بالمدينة من جميع جوانبها ، فمنهم من تناول الموضوع ونظر اليه   بعين السوسيولوجي  الذي يقرئ الواقع ويفككه  بمنهجية يلتقط  بها كل  الاشارات والظواهر والمؤشرات   التي يلاحظها ليصوغها في قالب علمي مقنع وهو الدور الذي اداه الاساتذة رشيد بوعبيد الذي قدم مداخلة بعنوان ازمة العنف بالمدينة المغربية: عوامل وتجليات والاستاذ شبابي محمد الذي اختار لمداخلته عنوان مدينة العنف وعنف المدينة. ومنهم من نظر اليه بعين  اخرى كالأستاذة مليكة الزاكي التي  تناولت الموضوع من زاوية الحقوقية الممارسة عرضت فيه تجربة جمعية السناء النسائية من خلال دراسة قامت بها هذه الجمعية  حول ظاهرة العنف بمنطقة دكالة لتقترح مجموعة من الافكار من اجل الوصول الى مدينة امنة صديقة للنساء  .الاستاذة لزرق لطيفة طرحت قضية العنف والامن بالمدينة بشكل بسيط سهل استيعابه من طرف الجمهور الحاضر حيث تناولت مجموعة من الاحداث والوقائع تبين ان المدن ليست امنة كليا .
تدخلات الاساتذة تبعتها مناقشة واسعة انصبت على كل القضايا المطروحة بمدينة الجديدة والتي تهدد امن وطمأنينة ساكنتها بدء من اداء المسؤولين ووضعية الانارة والنقل العمومي وتوقيت الساعة  المعمول به حاليا ، تدخلات اخرى اثناء المناقشة  نضرت الى الموضوع من زاوية شمولية مرتبطة بالاطار العام في المجتمع والسياسات المتبعة في مختلف الميادين  .
المائدة المستديرة ادارها نائب رئيس فيدرالية جمعيات الاحياء السكنية  السيد صلاح الدين بنحرارة  خرجت بتوصيات وخلاصات اولية  يمكن صياغة خطوطها ومحاورها  العريضة كالتالي :
1- ان  مدينة الجديدة ليست امنة مائة بالمائة ،هناك احساس جماعي بعدم الشعور بالأمن والطمأنينة بفضاءاتها المختلفة خصوصا بالنسبة للنساء. حيث ان الخروج الى الازقة والشوارع يقتضي وضع استراتيجية للحيلولة دون التعرض للاعتداء (التحرش –النشل –الاعتداء- الابتزاز....) 
2- ان المقاربة الامنية غير كافية لتحقيق الامن فلا يمكن ان نضع بجانب كل مواطن رجل امن
3- ان مفهوم العنف  لا يقتصر فقط على الجرائم والاعتداءات الجسدية بل يشمل العنف الاقتصادي والاجتماعي والرمزي والنفسي والجنسي وغير ذلك من انواع العنف التي تطرقت لها المائدة المستديرة 
4- ان الجميع يتحمل مسؤولية الامن والطمأنينة  بدء من رجال الامن الى المجلس البلدي والسلطات المحلية وكل المؤسسات التي تقدم خدمات النقل والانارة والحراسة والامن والتنشئة والتربية وغيرها من الخدمات فالعنف بمختلف انواعه  يوجد في كل مكان وبكل المؤسسات 
5- ان عدم الاحساس بالأمن هو ايضا ناتج عن توسع عشوائي غير مدروس للمدينة حيث يلتهم الاسمنت كل شيء بدون تخطيط للتطور العمراني الذي لا يرافقه تطور للمرافق الصحية والادارية والثقافية والرياضية والفضاءات الخضراء واماكن الترفيه والاستراحة ....وغيرها من وسائل التنفيس وراحة الساكنة . كما ان عدم الاندماج والانسجام العمراني بوجود احياء فقيرة وهامشية معزولة لا يحس سكانها  بالانتماء للمجال الحضري والاستفادة من معطيات التمدن يساهم في انتشار العنف والمخدرات  والجريمة بكل انواعها 
6- رغم ان اغلبية رجال الامن  يقومون بواجبهم للحفاض على امن الساكنة فهذا لا ينفي وجود نوع من التسيب والتساهل مع البؤر السوداء (جماعات الاتجار بالمخدرات ودور البغاء  ...)خصوصا بالأحياء الشعبية والقديمة التي تعاني اضافة لذلك من الهشاشة الاجتماعية ورداءة خدمات  الانارة والامن والنقل.... 
7- ان المشهد العام المحيط بالمدينة لا يساعد على الاحساس بالأمن  والسعادة حيث فقدت المدينة هدوؤها واصبحت مدينة عنيفة تتنفس التلوث وتعيش الفوضى وان الجديدة اصبحت بمشاهدها العامة ما هي بالمدينة ولا هي بالبادية بحيث يتعذر مقارنتها مثلا بمدن من نفس حجمها.


الخلية الاعلامية لفيدرالية جمعيات الاحياء السكنية


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة