غياب طبيب التشريح الطبي يومي السبت والأحد بمستشفى الجديدة يغضب أهالي وعائلات ضحايا الحوادث والاعتداءات
غياب طبيب التشريح الطبي يومي السبت والأحد بمستشفى الجديدة يغضب أهالي وعائلات ضحايا الحوادث والاعتداءات


أضحى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة نهاية كل أسبوع فضاء للاحتفاظ بأكبر عدد من ضحايا حوادث السير و الاعتداءات فإذا شاءت الأقدار وكتب لمواطن أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه  مساء يوم الجمعة أو نهاية الأسبوع وأمر ممثل النيابة العامة  بإجراء تشريح  لتحديد أسباب الوفاة  تظل الجثة قابعة بمستودع الأموات إلى حين الإطلالة البهية لطبيبة التشريح صباح يوم الاثنين الموالي، حيث ترفض المسؤولة الطبية الحضور ومزاولة مهامها في تلك الفترة بداعي استفادتها من حقها في  العطلة الأسبوعية.

وكانت العديد من الأصوات قد ارتفعت للمطالبة بتوفير التشريح الطبي خلال نهاية الأسبوع ودلك باعتماد آلية المداومة ومنح الصلاحية لبعض أطباء المستشفى للقيام بهذه العملية من أجل تبسيط المساطر والإسراع بإكرام الميت ودفنه في قبره ومداواة جراح عائلته وأسرته المكلومة.

وقد سجل المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة خلال الأسابيع الماضية مجموعة من حالات الاحتجاز لجثث مواطنين ظلت لأيام بمستودع الأموات من بينها واقعة وفاة عون سلطة تابع لقيادة مطران بإقليم سيدي بنور نهاية الأسبوع الماضي إثر حادثة سير مميتة والذي تم نقل جثته إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة لإجراء التشريح إلا أن غياب طبيبة التشريح فرض على عائلة الفقيد البقاء داخل مستشفى الجديدة ثلاثة أيام كاملة في انتظار قدوم الطبيبة والإفراج عن الجثة وتأجيل مراسيم الدفن والعزاء دون احترام لمشاعر عائلة الضحية ولما تفرضه العادات والتقاليد وتعاليم الدين الإسلامي السمحة والتي تنص على أن "إكرام الميت دفنه"، وتتقاطر نهاية كل أسبوع على مستودع أموات المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة حالات مماثلة كان آخرها ما يشهده مستودع  الأموات نهاية الأسبوع الجاري من احتجاز لجثة مواطن ينحدر من جماعة مكرس وبقيت جثته بمستودع الأموات في انتظار التحاق الطبيبة يوم الاثنين، حيث لم تنفع التدخلات والاتصالات والتوسلات والاحتجاجات من تغيير الوضع و لازال الفقيد محتجزا ينتظر إخضاعه للتشريح وتسليم جثته لعائلته.

هذا و حول موضوع  غياب التشريح الطبي في نهاية الأسبوع بالجديدة كان مدير المستشفى الدكتور عبد الكريم الزبيدي قد أكد في تصريح سابق للجديدة 24 أن هذا الإشكال تم الحسم فيه بشكل نهائي، بعد أن منعت دورية للنيابة العامة، خلال شهر مارس الماضي إثر صدور مرسوم حكومي في الموضوع، (منعت) الأطباء العامون "بالقيام بعمليات التشريح الطبي وبالتالي فان التشريح الطبي بالجديدة سيكون فقط من اختصاص طبيبة التشريح الوحيدة التابع للمستشفى الإقليمي.. واضاف الزبيدي أن غياب طبيبة التشريح التابعة للمستشفى أيام السبت والأحد أمر عادي على اعتبار أن مستشفى الجديدة لا يتوفر الا على طبيب واحد للتشريح الطبي، و أن النيابة العامة قد حسمت في هذا الأمر ولا دخل للمستشفى في ذلك.

ويبقى السؤال الذي تطرحه عائلات القتلى وضحايا القابعين بمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة ايام السبت والأحد لماذا ترفض طبيبة التشريح الحضور للعمل نهاية الأسبوع ؟ وإذا كان موقف طبيبة التشريح قانونيا وأن من حقها الاستفادة من عطلة نهاية الأسبوع إسوة بباقي موظفي الدولة ؟ فإلى متى سيظل المنتخبون وممثلو إقليمي الجديدة وسيدي بنور بالبرلمان يلتزمون  الصمت حيال هذه الاختلالات التي تشهدها عملية التشريح الطبي بالمستشفى الإقليمي بالجديدة.؟


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة