من أجل تغيير حقيقي في الزمامرة
من أجل تغيير حقيقي في الزمامرة


   يتداول مجموعة من المواطنات و المواطنين المهتمين بالشأن العام المحلي بالزمامرة ،وكذا عدد من الفاعلين السياسيين و الحقوقيين و الجمعويين والنقابيين و الإعلاميين و نشطاء الفيسبوك المعارضين لتجربة المجلس الجماعي الحالي، أفكارا و نقاشات مهمة حول سبل التغيير بالمدينة. و إيمانا منا بضرورة توسيع النقاش حول الشأن العام المحلي ارتأينا أن ندلي هنا بمجموعة من الأفكار كمساهمة متواضعة  نتمنى أن يتم إغناؤها في أفق بلورة تصور شامل للتغيير المنشود.
  إن فكرة التغيير الحقيقي في اعتقادنا يجب أن تتمركز حول  برنامج متكامل هدفه تحقيق تنمية شاملة  للمدينة و ازدهارها، برنامج يحدد أولوياته في سد الخصاص المهول على الصعيد الاجتماعي و الخدمات العمومية أساسا، و هكذا يجب تعبئة كل الموارد المتاحة لانتشال الشباب من البطالة و الفقر حفظا لكرامة ساكنة المدينة، عبر إحداث مناصب و خلق فرص الشغل و جلب الاستثمارات و تكوين الشباب و تأهيلهم، و إنشاء أسواق نموذجية ، و تنشيط الحركة التجارية و الصناعية بالمدينة، كما أن مجهود المجلس يجب أن يصب في اتجاه ضمان الخدمات الاجتماعية الأساسية و أهمها إعادة تجهيز المستشفى  المحلي بالمعدات و الأطر الطبية، و إحداث مؤسسة للتكوين المهني، و مساعدة المواطنين على اقتناء سكن رئيسي بثمن معقول ،و تجويد خدمات الماء الشروب و الكهرباء و النظافة والإنارة العمومية، و إصلاح شوارع الأحياء المهمشة ، و فتح دور الشباب و دار الثقافة و إحياء الخزانة البلدية ،و المساهمة في دعم المدرسة العمومية و الجمعيات النشيطة في العمل الاجتماعي..
إن التغيير كفعل سياسي لا يمكن أن يحدث دون وجود حركة سياسية نبيلة منظمة تؤطره، و في حالة الزمامرة، و نظرا لتشتت القوى المناضلة، فإننا نعتقد أن الحزب الاشتراكي الموحد و معه فدرالية اليسار الديمقراطي يبقى المؤهل ليكون وعاء تنظيميا  لهذه الحركة الجامعة لقوى التغيير، نظرا لجاهزيته كبنية استقبال و نقاء مناضليه، و خلوه من آفة الاعيان، و نقترح هنا على هذا الحزب الانفتاح على كل المناضلات و المناضلين الشرفاء الذين مروا من تجارب سابقة دون أن تتلوث أياديهم بالفساد، و على الشباب المستقل و نشطاء الفيسبوك و الفاعلين الجمعويين و الحقوقيين و النقابيين..
إن التغيير يوجب أيضا التوفر على قاعدة شعبية عريضة تسنده، و أن فكرة التغيير يجب أن تخترق كل فئات المجتمع من الشباب و النساء و الموظفين و التجار و الحرفيين... ثمة مجهود كبير يجب بذله في التواصل و الاستماع للناس و شرح برنامج التغيير المنشود.
إن قيادة التغيير يجب أن تتميز بالنزاهة و الشفافية و الديمقراطية و نكران الذات و الكثير من التواضع، إذ يجب إحداث قطيعة مع النماذج السيئة للمنتخبين من الأعيان و تسلطهم و بعدهم عن المواطنين و احتقارهم لكرامة الناس، و انفرادهم بالقرار، فالتغيير يجب أن يأتي برئيس مجلس جماعي مناضل  لا تاجر أصوات،  له رفاق لا أتباع، غير مستبد و لا متسلط ، يحتكم  الى القيم الديمقراطية و يحترمها في اتخاذ القرارات، حاضر دوما بمكتبه لحل مشاكل المواطنات و المواطنين، ومستمع الى نبض المجتمع، عاشق للزمامرة و له غيرة حقيقية على أبنائها، قريب من الناس و في خدمة الجميع دون زبونية أو محسوبية... 


الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة