المصالح الدركية بالجديدة تقود بحرا وبرا تدخلات نوعية لمحاربة الاتجار الدولي للمخدرات
المصالح الدركية بالجديدة تقود بحرا وبرا تدخلات نوعية لمحاربة الاتجار الدولي للمخدرات


باتت سواحل وشواطئ الجديدة (بونعايم – أولاد غانم  – الحوزية ..)، ممرات شبه آمنة لعمليات تهريب المخدرات بحرا إلى القارة العجوز، عبر بوابتها المفتوحة على مصراعيها، الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد أن غير كبار المهربين (les narcotrafiquants)، مسارها ونقط تهريبها من منطقة الشمال، حيث شدت عليها السلطات الأمنية الخناق. إذ أن الشاحنات المحملة بالمخدرات أصبحت تأتي، في السنوات الأخيرة، إلى إقليم الجديدة، تحت جنح الظلام؛ وتمر عبر طرقات ومسالك آمنة، قبل أن تحط الرحال في الغابات والشواطئ بإقليم الجديدة. 
وقد مكنت عمليات الترصد، ويقظة المصالح الاستخباراتية والدركية، من إجهاض عدة عمليات للتهريب الدولي، كانت بعضها في آخر مراحلها ولمساتها، قبل أن تأخذ طريقها بحرا إلى وجهاتها المحددة.
هذا، وأحبطت القيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، في عهد الكولونيل الأسبق، عبد المجيد الملكوني، وفي عهد القائد الحالي، حميد الوالي،  إثر يقظة مصالحها ومراكزها وفرقها الترابية، ومراقبتها المتواصلة ليل–نهار، للشواطئ البحرية، عدة عمليات للتهريب الدولي للمخدرات، كان آخرها،  حجز 4050 كيلوغرام من مخدر الشيرا، كانت معبأة في 30 "كولية" مدفونة في رمال شاطئ "بوفا"، بتراب جماعة أولاد غانم، جنوب عاصمة دكالة، وذلك في حدود الساعة الرابعة والنصف من صبيحة الثلاثاء 02 مارس الجاري. حيث جرى إسقاط أحد الضالعين في شبكة التهريب الدولي للمخدرات.
وفي سياق محاربة الاتجار الدولي للمخدرات، وفي عملية "نوعية"، اعترض الدرك البحري بميناء الجرف الأصفر، السبت 06 مارس 2021، في عرض سواحل الجديدة، داخل المياه الإقليمية، قاربا سياحيا،  كان يتأهب لتهريب 3 أطنان و300 كيلوغرام من مخدر الشيرا، إلى الضفة الجنوبية للقارة العجوز. وهي الكمية التي حجزتها المصالح الشرطية بالجديدة، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الديستي)، في الساعات الأولى من صباح الجمعة 05 مارس الجاري، ، بتراب جماعة سيدي عابد، حوالي 20 كيلومتر جنوب عاصمة دكالة.
وفي تفاصيل هذا التدخل الدركي، أثار انتباه المتدخلين من المركز القضائي لدى سرية الدرك الملكي للجديدة، عندما كانوا يجرون، السبت 06 من الشهر الجاري، الأبحاث والتحريات الميدانية على الشاطئ الرملي لسيدي عابد، في أعقاب عملية حجز 3 أطنان و300 كيلوغرام من مخدر الشيرا، (أثار انتباههم) قارب شراعي سياحي، متوقفا في المياه الإقليمية، على بعد حوالي 5 أميال. ما حدا، بتوجيهات من المسؤول الأول بالقيدة الجهوية للجديدة، الكولونيل حميد الوالي، الذي أشرف شخصيا على العملية، إلى تدخل عناصر الدرك البحري بميناء الجرف الأصفر، الذين انتقلوا لتوهم على متن باخرة التدخل البحري، صوب السفينة المستهدفة. حيث تبين أنها باخرة أجنبية، تحمل اسم "إليزي"، وكانت في وضعية مخالفة للقانون الدولي للبحار، لكونها كانت خارج المياه الدولية، وكانت ترسو، دون إذن أو ترخيص من قبل السلطات المغربية، في المياه الإقليمية للمغرب.
السفينة المشتبه بها، كان على متنها مواطنان يحملان جنسية دولة من البلطيق، شمال أوربا، استفسرهما المتدخلون الدركيون عن سبب تواجدهم في المياه الإقليمية للمملكة المغربية؛ حيث صرحا بكونهما انطلقا من إسبانيا، نحو جزر الكناري، غير أنهما فقدا "البوصلة"، قبل ان تستقر بهما الباخرة الشراعية، المهيأة للسياحة (bateau de plaisance)، في المياه الإقليمية للمغرب، على بعد حوالي 3 أميال عن ميناء الجرف الأصفر، و5  أميال عن  شاطئ بونعايم الرملي.
هذا، وعند إخضاع السفينة الأجنبية لعملية التفتيش، تبين أنها غير مزودة بوسائل الراحة، التي توفرها البواخر السياحية، وأنها محملة بكميات هامة من الوقود، حوالي 400 لتر، وأن مكانا مهيئا بعناية  باخلها، كان معدا لنقل كمية المخدرات، وزنها الإجمالي 3  أطنان و300 كيلوغرام من مخدر الشيرا،  كانت معبأة في 100 رزمة، كانت المصالح الاستخباراتية والأمنية المغربية، حجزتها، الجمعة 05 مارس 2021، على متن شاحنة، بعد أن تخلى عنها سائقها بتراب المنطقة القروية سيدي العابد، بضواحي الجديدة.
وقد لاحظ المتدخلون من الدرك الملكي الذين حققوا في النازلة، التي دخل على خطها المركز القضائي لدى سرية الدرك الملكي للجديدة، تناقضات في تصريحات المواطنين الاجنبيين، وكذا، جهلهما لبعض قواعد وتقنيات الملاحة البحرية؛ ناهيك عن ارتكابهما مخالفات كثيرة، تتعلق بالقانون البحار الدولي؛ حيث إنهما دخلا بسفينتهما المياه الإقليمية، ومكثا وقتا طويلا غير بعيد من ميناء الجرف الأصفر، دون أن يشعرا أو يحصلا على إذن أو ترخيص بذلك، من قبل السلطات البحرية، ممثلة في الوكالة الوطنية للموانئ بالجرف الاصفر (A.N.P.). كما أنهما اختارا أن يرسوا بباخرتهما ليلا، وتحت جنح الظلام، بعد إطفاء الإنارة الكاشفة، في منطقة "la rade"، بعد تجاوزهما المنطقة المعروفة ب"zone de mouillage"، وذلك خلال الفترة التي سبقت إجهاض عملية التهريب، التي تمت، في الساعات الأولى من صباح الجمعة 05 فبراير 2021.
وقد أبانت الأبحاث والتحريات التي أجراها المحققون لدى القيادة الجهوبية للدرك الملكي (les fins limiers)، تحت قيادة وإشراف الكولونيل حميد الوالي، أن أفراد قوات الحرس المدني (la guardia civil)، وهي مؤسسة مسلحة ذات طابع عسكري، وتعتبر الهيئة الأكبر للأمن العام على المستوى الوطني في إسبانيا، كانت اعترضت في عرض سواحلها، سفنا محملة بالمخدرات، في إطار الاتجار الدولي للمخدرات.. وضبطت المواطنين الأجنبيين الموقوفين مؤخرا، من قبل المصالح الدركية بالجديدة، على متن سفينتهما الشراعية، غير بعيد من البواخر المستهدفة.. وعثرت على متن سفينتهما كميات هامة من الوقود.. كما أن أحد الشخصين، كان تورط في قضية تهريب للمخدرات.
هذا، وحجز المتدخلون لدى المصالح الدركية بالجديدة، السفينة، التي تحمل اسم "إليزي"، ووضعت المواطنين الأجنبيين، المشتبه بهما،  تحت تدابير الحراسة النظرية، لمدة 42 ساعة، تم تمديدها ب24 ساعة، قبل أن تحيلهما الضابطة القضائية لدى المركز القضائي، على وكيل الملك بابتدائية الجديدة، والذي عرضهما على قاضي التحقيق الجنحي، بعد أن أمر بإيداعهما رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي.  كما أشعرت السلطات الأمنية المغربية سفارة المشتبه بهما الموقوفين، المعتمدة بالرباط.
وقد كانت بالمناسبة الكميات المحجوزة ستعرف طريقها بحرا، وتحت جنح الظلام،  إلى  القارة العجوز، مرورا عبر المحيط الأطلسي، ووصولا إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، حيث سيكون في انتظارها واستقبالها أفراد مافيا المخدرات الدولية.
ودائما بارتباط بالتدخلات والنجاعة التي أبانت عنها مصالح القيادة الجخوية للدرك الملكي للجديدة، في محاربة الاتجار الدولي، فقد انتقلت عناصر الدرك البحري بالجرف الأصفر، منتصف نهار السبت، إلى ميناء الصيد البحري بالجديدة، حيث أجروا، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة، تفتيشا على ظهر سفينة للصيد البحري، رست في الميناء، السبت 8 دجنبر 2018،  تزامنا مع العملية  التي نفذتها، في اليوم ذاته، فرقة مكافحة الجريمة المنظمة لدى المكتب المركزي للأبحاث القضائية،  على مقربة من الشاطئ المقابل لغابة "بونعايم"، بإقليم الجديدة. وهي العملية التي مكنت من ضبط رزمة من مخدر الكوكايين العالي التركيز، يناهز وزنها الإجمالي حوالي طن وأربع كيلوغرامات، ناهيك عن زورقين مطاطيين، وجهاز تحديد المواقع بالإحداثيات  "GPS"، ومحرك مائي، وسيارتين رباعية الدفع، إحداهما موصولة بمقطورة. كما جرى في إطار هذه العملية، إيقاف ما يزيد عن 17  شخصا  متورطين في شبكة إجرامية عبر وطنية، تنشط في مجال الاتجار الدولي لمخدر الكوكايين، بين كل من المغرب وأمريكا اللاتينية وأوروبا، (بلغ) 17 شخصا،  ضمنهم المدبر الرئيسي للعملية، وثلاثة كولومبيين وإسبانيان، ومساهمين ومشاركين من ذوي السوابق القضائية في مجال الاتجار في المخدرات، والذين تم استغلال خبراتهم وتجاربهم الواسعة، لإنجاح هذه العملية الإجرامية. 
وقد تسنى الوصول إلى هذه الشبكة الإجرامية ذات الامتدادات الإقليمية والدولية، بعد رصد ارتباطاتها داخل المغرب وخارجه، مع المافيا الدولية و"الكارتيلات" الإجرامية في دول أمريكا الجنوبية.
ذالشحنات المحجوزة من مخدر الكوكايين، تم تهريبها بحرا من أمريكا اللاتينية، بواسطة سفينة تجارية، قبل أن يتم تفريغها في عرض المياه الإقليمية للمملكة، ونقلها بعد ذلك على متن باخرة للصيد الساحلي، في اتجاه سواحل مدينة الجديدة، كمرحلة أولى، ثم شحنها في اتجاه الشاطئ المقابل لغابة "بونعايم"، بواسطة زوارق مطاطية، ونقلها بعد ذلك برا على متن شاحنة لنقل الخضروات.
وكانت الشحنات المحجوزة ستعرف طريقها بحرا، على متن زوارق مطاطية، فائقة السرعة (زودياك)، إلى عرض سواحل الجديدة، ومنها إلى أوربا، على متن طائرات خفيفة من نوع "hydravions".
هذا، فقد مكنت الأبحاث والتحريات التي باشرها على قدم وساق الدرك البحري بالجرف الأصفر، التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة،  بحثا عن السفينة الضالعة في تهريب شحنات الكوكايين ، موازاة مع الأبحاث التي أجراها ال(بسيج) في عرض سواحل الأقاليم الجنوبية، وتحديدا سواحل الداخلة، وكذلك، في عرض سواحل طنجة، شمال المغرب، (مكنت) من تعقب سفينة الصيد البحري، التي انقطعت الاتصالات بها، طيلة 15 يوما، والتي رست، السبت 8 دجنبر الجاري، في ميناء الصيد البحري بعاصمة دكالة.
السفينة مسجلة بآسفي، وكانت غادرت ميناء مدينة أكادير، السبت 24 نونبر 2018، وتزودت، الثلاثاء 27 من الشهر ذاته، بالوقود، في ميناء بوجدور، الذي غادرته إلى وجهة مجهولة في عرض السواحل المغربية، وانقطع من ثمة  كل اتصال بها، ومعرفة موقعها وتموقعها في عرض سواحل المحيط الأطلسي، بعد أن عمد قائد سفينة الصيد البحري (الرايس)، إلى تعطيل جهاز تحديد المواقع بالإحداثيات "GPS"، وأصبح "غير مشغل" هاتفه النقال، على غرار  هواتف ال10 بحارا، الذين كانوا على متن الباخرة.
وبعد رحلة في البحر، تجهل المراحل التي قطعتها، والاتصالات التي أجرتها، رست الباخرة في ميناء الصيد البحري بالجديدة، السبت 8 دجنبر 2018، دون أن تفرغ حمولتها من الأسماك، التي من المفترض والمفروض أن تكون صادتها في عرض السواحل، طيلة المدة التي قضتها، والتي دامت 15 يوما. وقد غادر البحارة و"الرايس" السفينة، بعد تنظيفها بدقة وعناية، وتركوا فقط على متنها "العساس". 
وقد تم إيقاف صاحب السفينة، ضمن الدفعة الأولى من الأشخاص الموقوفين،  في إطار الشبكة التي كانت تنشط في الاتجار الدولي للمخدرات، والتي قامت بتفكيكها فرقة مكافحة الجريمة المنظمة، التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية (بسيج).. وهو بالمناسبة، صاحب سيارة "نيسان"، سوداء اللون، التي كانت الجريدة نشرتها في إحدى مقلاتها الصحفية علاقة بالموضوع. 
كما جرى إيقاف "الرايس"، الذي كان يشرف على بسفينة الصيد، التي عثر عليها الدرك البحري بالجرف الأصفر، راسية في ميناء الصيد البحري بعاصمة دكالة.
وقد حل، صباح اليوم، عناصر من ال(بسيج) بميناء الجديدة، حيث باشروا الإجراءات القانونية والمسطرية، في أفق تسليم السفينة المحجوزة على إدارة الجمارك بالجديدة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة