بذور الخرطال الفاسدة تكبد الفلاحين بإقليم الجديدة خسائر فادحة
بذور الخرطال الفاسدة تكبد الفلاحين بإقليم الجديدة خسائر فادحة


تكبد الفلاحون  بإقليم الجديدة والنواحي، خسائر فادحة ، في محاصيل زراعة الخرطال ، المعروف عند الفلاحين باسم "الخرطان" حيث تعرضت محاصيلهم الزراعية من هذه المادة العلفية المهمة، إلى مرض  " الصدأ " الذي أصاب أوراق  وسيقان نبتة الخرطال ،وهو مرض غريب عن ثقافة الفلاحين، إذ لم يسبق لهم أن تعرفوا عليه، ويجهلون أسبابه الحقيقية .

و قد حول هذا المرض ، الحقول الفلاحية المخصصة لزراعة الخرطال، إلى  مساحات صفراء و أخرى شبه حمراء  وكأنها مصابة بالصدإ ، وحال دون نموها و زيادة طولها، بل أحرقها و جعلها غير صالحة لعلف البهائم و المواشي . 

وعن  أسباب هذا المرض الغريب ، أرجع عدد من الفلاحين الذين التقتهم الجريدة، أنهم لا يعرفون السبب الحقيقي، اللهم أن أصل بذور الخرطال المصاب بمرض الصدإ، هي بذور مستوردة من الخارج وغير صالحة للزراعة ، ويسمنوها  ب  (الزريعة الرومية )، في حين أن بذور الخرطال  المحلي  أو ما يسميه  الفلاحون ب( الزريعة  البلدية ) لم تصب بهذا المرض، و إنتاجها جيد، بحكم كمية التساقطات المطرية المهمة التي شهدها الموسم الفلاحي هذه السنة.

 و  في هذا الصدد أكد الفلاحون المتضررون، أن هناك  باعة لبذور الخرطال ،استغلوا فترة إغلاق الحدود مع الخارج، بسبب انتشار جائحة كورونا، و لجؤوا إلى بعض الشركات الفلاحية غير المعروفة جودتها، و اغرقوا الأسواق ببذور الخرطال القديمة و المستوردة سابقا ، وانتهزوا الفرصة للتخلص منها، بأثمنة جد منخفضة، بل مغرية، مقارنة مع بذور الخرطال المحلية.

و نظرا لضعف القدرة الشرائية لدى الفلاحين الصغار على الخصوص، بسبب تداعيات وباء كورونا، اضطروا لشراء تلك البذور المستوردة ، و أمام غياب مراقبة صارمة من طرف الوزارة الوصية على القطاع الفلاحي، كانت النتائج كارثية، حيث تكبد الفلاحون خسائر  كبيرة، صرحوا للجريدة ، أنها ستتضاف مع بداية استرجاع ديون القرض الفلاحي، التي تثقل كاهلهم سنويا.

 وعليه فإنه قد أصبح من الواجب على كل الجهات المسؤولة على القطاع الفلاحي، و خاصة ممثلي الغرف المهنية بالبرلمان، و المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالجديدة، و وزارة الفلاحة و الصيد البحري والتنمية القروية و المياه و الغابات، التدخل من أجل تعويض الفلاحين عن الخسائر الضخمة التي تكبدوها، نتيجة غياب مراقبة الوزارة الوصية لنوع البذور الفلاحية المستوردة من الخارج. ثم ضرورة فتح تحقيق دقيق ونزيه في هذا الموضوع، لمعرفة الشركات المستوردة ومصدر المرض، حتى لا يتكرر هذا المشكل .. 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة