الجديدة تودع سي محمد حماين ... كان أستاذا فاضلا وطنيا غيورا
الجديدة تودع سي محمد حماين ... كان أستاذا فاضلا وطنيا غيورا


ودعنا فجر هذا اليوم سي محمد حماين ولأن الرجل كان طيب الأخلاق اختاره الله إلى جواره في يوم  عيد الفطر السعيد ، وذلك موعد مع الموت لا يكتب أبدا للجميع .
موت سي محمد الله يرحمه برحمته الواسعة ، خسارة كبرى للأخلاق الفاضلة ، فالذين عاشروه عن قرب يشهدون له بكونه كان هرما كبيرا في الأخلاق الحسنة ، ونحن نشهد للرجل أننا ونحن أطفالا صغارا في درب البركاوي الذي قضى به المرحوم السواد الأعظم من حياته ، أنه كان يعاملنا بلطف الأب الحنون الذي لا نسمع منه إلا الكلام الطيب ، لم نسجل عليه يوما أنه نهرنا ونحن نلعب الكرة بزنقة عبدالقادر بن دريكة ، بل كان يشجعنا لأنه سي محمد كان وطنيا غيورا ولد في حضن عائلة با الرداد حماين أحد المقاولين الأوائل بالجديدة .
واليوم نودعك بحسرة شديدة ولكن لا نقول إلا ما يرضي الخالق جل وعلا ، إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لله وإنا إليه راجعون 
نودع هرما كبيرا ساهم في تربية أجيال عديدة من موقعه أستاذا ورجل إدارة محنك ، كان طيلة مسيرته التعليمية منضبطا خدوما وبإجماع الجميع كان " فما بدون عار " 
سي محمد ليس فقيد الأسرة التعليمية وحدها بل هو فقيد أيضا للأسرة الرياضية بالجديدة ، فقد كان مساندا كبيرا لفريق الرشاد الجديدي الذي كان يضم أسماء بارزة من درب البركاوي وحي الصفاء ضمنهم أحمد سالم وجمال الدين الغربي وعبدالله ملوك والقائمة طويلة .
وسي محمد رحمة الله عليه من الذين حضروا تأسيس الدفاع الحسني الجديدي سنة 1954 بمنزل الحاج مندب بحي الصفاء باندماج فريقي الدفاع والهلال ، في خضم فورة العمل الوطني والكفاح ضد المستعمر الفرنسي الغاشم .
لقد فقدت الجديدة اليوم أحد ابنائها البررة ، والفقدان بوقع أكبر على ساكنة درب البركاوي التي كانت تعتبر سي محمد والدا حنونا تلجأ إليه في الملمات وفض الخلافات بالخيط الأبيض 
فلترقد روحك في سلام " سيدي محمد " فمنك تعلمنا الخلق الكريم والابتعاد عن الإساءة للناس ، فاللهم بعظمة هذا اليوم الكبير عند الله ارحم فقيدنا الغالي واغفر له وعافه واعفو عنه وأكرم نزله ووسع مدخله وأعذه من عذاب القبر وفتنته ومن عذاب النار ، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار  اللهم إفسح له في قبره مد بصره ، اللهم ثبت على الصراط أقدامه واجعل اللهم الفردوس الأعلى مستقره ومآبه آمين يارب العرش العظيم..

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الجريدة